البرهان ينفي وجود خلافات بين المكونات العسكرية

قال إنه لن يسمح بالفتنة بين الجيش السوداني و«الدعم السريع»

رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان (أ.ب)
رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان (أ.ب)
TT

البرهان ينفي وجود خلافات بين المكونات العسكرية

رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان (أ.ب)
رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان (أ.ب)

أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، أن الجيش وقوات الدعم السريع «قوة واحدة، ولن تترك ثغرة لمن يريد إثارة الفتن والمكائد وسط القوات النظامية»، نافياً وجود أي خلافات بين المكونات العسكرية في البلاد.
وقال البرهان لدى مخاطبته قوات الدعم السريع، التي يقودها نائبه في مجلس السيادة، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بالخرطوم أمس، بمناسبة عيد الأضحى المبارك: «قوتنا في وحدتنا، ونريد أن تصل هذه الرسالة لكل منسوبينا في كل مكان. وطالما أن الجيش وقوات الدعم السريع موحدة ومتفقة فلن تتأثر البلاد بأي شيء، وواجبنا وهدفنا حماية وحراسة هذه البلاد».
وشدد البرهان على ضرورة «الالتزام بالتماسك بين مكونات الأجهزة النظامية من أجل استقرار وحماية البلاد والعباد»، وقال إن «الجيش والدعم السريع حاجة واحدة، ولن نترك مجالاً للتفرقة بين قواتنا العسكرية».
مبرزاً أن القوات النظامية «تقدم يومياً شهداء، وتفقد آخرين من الجنود والضباط، من أجل حماية الوطن».
حضر اللقاء قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، وعضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، ورئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين، ومدير المخابرات العامة الفريق أول ركن جمال عبد المجيد.
وكان «حميدتي» قد أكد في وقت سابق أن العسكريين في الحكومة الانتقالية على توافق تام، داعياً المدنيين؛ «قوى الحرية والتغيير»، المرجعية السياسية للحكومة الانتقالية، إلى نبذ خلافاتهم والتوافق في الفترة الانتقالية.
وفي يونيو (حزيران) الماضي، حدثت خلافات بين الجيش و«الدعم السريع»، على خلفية اعتراض قائد الأخيرة على دمج قواته في الجيش الموحد، الذي نصت عليه اتفاقية السلام، بحجة أنها قوات أسست بقانون وتتبع القائد العام للجيش السوداني. ووصلت الخلافات بين الجيش و«الدعم السريع» إلى مستوى شكل مصدر قلق كبير في الشارع السوداني، ومواجهات عسكرية وشيكة داخل العاصمة الخرطوم.
لكن نجح البرهان وحميدتي في خفض التوتر والاحتقان، بعد عقد لقاء في القيادة العامة مع قادة الجيش و«الدعم السريع» من الرتب العليا، تحسباً من وصول الخلافات لمستوى القواعد (الجنود).
وأكد البرهان وحميدتي في اللقاء على أن الجيش والدعم السريع «على قلب رجل واحد، ولن يسمحا لأي جهة بزرع الفتنة بينهما»، ودعوا إلى عدم الالتفات إلى «الشائعات التي تستهدف وحدة الأجهزة الأمنية».
وكان رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، قد كشف عن وجود خلافات بين العسكريين، وانقسام داخل القوى المدنية الحاكمة، تعبر عن أزمة سياسية عميقة تعاني منها البلاد، محذراً من تداعياتها على الفترة الانتقالية.
وتتباين وجهات النظر بين رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان (حميدتي)، في كثير من القضايا السياسية الداخلية والخارجية، مثل ملف الحدود مع إثيوبيا وعملية السلام، بينما يعزو البعض الصراع بين الرجلين إلى التنافس على مراكز القوة في السلطة الانتقالية.
ويواجه الجيش اتهامات من قبل القوى المسلحة، التي انضمت لعملية السلام، بتعمد تعطيل تنفيذ ملف الترتيبات الأمنية، ودمج كل القوات في جيش واحد.
على صعيد غير متصل، أجبر سوء الأحوال الجوية 12 طائرة إثيوبية على الهبوط اضطرارياً في مطار الخرطوم الدولي على مدى اليومين الماضيين.
وقال رئيس سلطة الطيران المدني السوداني، إبراهيم عدلان، في تصريح لـ«وكالة السودان للأنباء» الرسمية، إن الطائرات كانت آتية من عدد من المطارات الأوروبية والآسيوية، وأجبرت على الهبوط اضطرارياً لتدني مدى الرؤية إلى 800 متر في مطار أديس أبابا، مبرزاً أن سلطات مطار الخرطوم «تعاملت بمهنية عالية، وبتنسيق تام مع كل الجهات ذات الصلة، واستقبلت الطائرات الإثيوبية وقدمت لها كل الخدمات الفنية واللوجيستية اللازمة حتى مغادرتها بسلام، بعد تحسن الأحوال في مطار أديس أبابا، دون أن تتأثر خدمات المطار وجداول طيرانها المعتادة إطلاقاً».



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).