«أونروا»: معاناة الفلسطينيين في سوريا تزداد سوءًا

أطفال مخيم اليرموك أطلقوا احتجاج «أنا جوعان» بالطرق على الأواني المعدنية

سكان مخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق بانتظار الحصول على السلة الغذائية التي توقفت منذ ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)
سكان مخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق بانتظار الحصول على السلة الغذائية التي توقفت منذ ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

«أونروا»: معاناة الفلسطينيين في سوريا تزداد سوءًا

سكان مخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق بانتظار الحصول على السلة الغذائية التي توقفت منذ ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)
سكان مخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق بانتظار الحصول على السلة الغذائية التي توقفت منذ ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)

قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «أونروا» إن معاناة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا تزداد خطورة مع دخول الصراع الدائر في البلاد عامه الخامس.
وقال بيير كرينبول المفوض العام للمنظمة في حديث لـ«رويترز» في دمشق: «من الواضح تماما أنه مع استمرار الصراع ودخوله العام الخامس بالطبع تتزايد الضغوط والتبعات على اللاجئين الفلسطينيين وتزداد سوء وخطورة».
واستأنفت «أونروا» توزيع مساعدات غذائية على 18 ألف فلسطيني على الأقل في مخيمات سيطر مسلحون عليها عام 2012.
وقال كرينبول الذي شارك في عملية توزيع المساعدات «رغم شعوري بالفخر الشديد من أننا على سبيل المثال في اليرموك، تمكنا من استئناف التوزيع بعد توقف نحو 3 أشهر يتعين أن أكون في منتهى التواضع لأن بالمقارنة بالاحتياجات، فما تمكنا من تحقيقه يظل محدودا للغاية. لذلك سنبذل أقصى جهدنا لمحاولة الحصول على المزيد من الموارد».
ودعا المجتمع الدولي لبذل المزيد لإنهاء معاناة اللاجئين. وقال: «حان الوقت لأن تستثمر المبادرات والجهود السياسية لإنهاء المعاناة والقلق والمخاوف التي تساور الجميع بشأن المستقبل».
وأضاف: «يتعين على العالم أن يستمر في الحشد، إذ إننا لا نقبل ردود فعل من ناس تقول إنها قصة قديمة عمرها 65 عاما. فهي ليست قصة قديمة لمن يعيشها. وتقدم (أونروا) هذه الخدمات لكنها أيضا مسؤولة عن إبلاغ العالم بما يحدث في هذه الظروف».
وقالت «أونروا» في بيان صحافي إن المساعدات وزعت في اليرموك يوم الخميس الخامس من مارس (آذار). وأضافت أن هذه هي أول مساعدات يجري توزيعها في المخيم منذ السادس من ديسمبر (كانون الأول) عام 2014.
ويوم الجمعة الماضي 6 مارس، بدأ أطفال المخيم احتجاجا بالطرق على الأواني المعدنية وحملوا لافتات كتب عليها «أنا جوعان» و«لا أريد أن أموت جوعا»، وفقا لتسجيلات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».