مصر: تكهنات بـ«تعديل وزاري» تشغل الساحة السياسية

نواب ومصادر توقعوا أن يشمل 5 إلى 10 حقائب

TT

مصر: تكهنات بـ«تعديل وزاري» تشغل الساحة السياسية

زادت تصريحات لنواب برلمانيين ومصادر سياسية في مصر، من التكهنات بشأن قرب إجراء تعديل وزراي على حكومة الدكتور مصطفى مدبولي، وسط توقعات بأن تطال التغييرات 5 إلى 10 حقائب وزارية بينها واحدة بارزة.
ولمح النائب البرلماني مصطفى بكري، إلى أنه سيتم تقديم التعديل الوزاري للبرلمان للتصويت بشأنه خلال اليوم (الاثنين) أو (غداً) الثلاثاء، مشيراً في صيغة التساؤلات إلى أن «التعديلات ربما تكون واسعة وتحمل مفاجآت مهمة».
وفي إشارة لافتة، تطرق بكري، المعروف بقربه من دوائر صنع القرار، في تغريدات عبر حسابه على «تويتر»، أمس، إلى احتمالية عدم استمرار وزيرين في منصبيهما «لأسباب صحية»، وهما: «وزير الخارجية الحالي سامح شكري، ووزير الاتصالات عمرو طلعت»، مشيراً إلى أن التعديلات «قد تتضمن كذلك وزير الكهرباء محمد شاكر، ووزراء بالمجموعة الاقتصادية». وفي سياق التكهنات كذلك، نوه بكري لأنه من الوارد «تغيير 16 محافظاً، أو أن يكون العدد أقل من ذلك».
وأدى رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، اليمين لتولي رئاسة الحكومة في يونيو (حزيران) 2018. وبعد عام ونصف العام تقريباً، دخل التعديل الأول على تشكيل الحكومة لتضم 6 وزراء جدد، فيما تم آنذاك تغيير مسميات ومهام 4 وزراء حاليين.
ومنذ ذلك الحين لم تحدث أي تغييرات على الحكومة سوى باستقالة وزير الدولة لشؤون الإعلام أسامة هيكل، من منصبه في أبريل (نيسان) الماضي، فيما ظل المنصب شاغراً.
وتواكبت تكهنات بكري، مع ما أفادت به «مصادر حكومية مطلعة» نقلت عنها صحيفة «الشروق» اليومية، بأن «التعديل الوزاري المرتقب يشمل 10 حقائب وزارية، قابلة للزيادة، إلى جانب إجراء حركة تغيير في المحافظين عقب إعلان التعديل الوزاري». ورجحت المصادر ذاتها أن «التعديل الوزاري قد يطال إحدى الوزارات السيادية المهمة، ولكن هذا الأمر لم يحسم بشكل نهائي». ومن شأن توافق توقعات النائب البرلماني المصري، والمصادر الحكومية، تأكيد استمرار رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي في موقعه، بينما كان الرائج في الأوساط السياسية، قبل أيام قليلة، تولي مسؤول مصري بارز في إحدى المنظمات الدولية للمنصب».
يأتي التعديل الوزاري في وقت تستعد فيه الحكومة للانتقال لمقرها الجديد في «العاصمة الإدارية»، ومن المقرر أن تبدأ مجموعات عمل من الوزارات المختلفة «خلال الربع الأخير من العام الحالي» التشغيل التجريبي للمباني، تمهيداً للانتقال الرسمي للعاصمة التي تقع على بعد 75 كيلومتراً تقريباً إلى الشرق من القاهرة، وتقدر تكلفة المشروعات فيها بنحو 300 مليار دولار، واعتبر السيسي في مارس (آذار) الماضي، أن الافتتاح المرتقب للعاصمة الإدارية الجديدة، بمثابة «ميلاد دولة وجمهورية جديدة»، مشدداً على أنه يسعى إلى «تغيير واقع المصريين للأفضل».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.