التصق الروائي اللبناني جبور الدويهي الذي رحل أول من أمس، عن 72 عاماً، عاش ربع قرن منها روائياً، وقبلها أستاذاً جامعياً، بسحر المكان. وكان بارعاً في تحويل هذه البقعة الجغرافية أو تلك إلى مكان نموذجي لقص حكايات، لها أبعادها التي تتجاوز الحدود، سواء في زغرتا مسقط رأسه، ومقامه المفضل الذي لم يبارحه إلا ليذهب إلى مصيفه إهدن.
في طرابلس كان يقضي يومه، بين الرفاق، يلملم شتات الفكرة، وبقية الصور، ويغزل الحبكات الصغيرة لرواياته. طرابلس التي عرف تاريخها وقصص أحيائها أكثر من الطرابلسيين أنفسهم، ومن تفاصيلها نسج أجزاء من رواياته مثل «شريد المنازل» و«حي الأميركان». لكنه أيضاً كان يعكس في كتاباته ما هو أبعد من حدود اللحظة الآنية والتباساتها وغموض حساباتها، وهو الذي عاش الحرب الأهلية وعرف مرارتها وتقّلب قادتها، وضحاياها الكثر وهم يسقطون بالمجّان.
في كل رواياته، بقي جبور الدويهي مشغولاً بالصراعات البائسة التي عرفها عن كثب في بلدته زغرتا قبل أي شيء، ولم يكن ما حدث في لبنان والمنطقة إلا ما يشبهها. ولا شك أن روايته الجديدة، «سمّ في الهواء» لا تخرج عن إطار روايته السابقة، كما يوحي عنوانها. لكن للأسف، لم يمهل الوقت جبور ليفرح بصدورها، ويوقعها لمحبيه، ويقرأ ما يكتب عنها، وما يقال حولها من أصدقائه كما العادة.
... المزيد
8:11 دقيقه
جبور الدويهي رحل هرباً من «سم في السماء»
https://aawsat.com/home/article/3096656/%D8%AC%D8%A8%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%8A%D9%87%D9%8A-%D8%B1%D8%AD%D9%84-%D9%87%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D9%8B-%D9%85%D9%86-%C2%AB%D8%B3%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1%C2%BB
جبور الدويهي رحل هرباً من «سم في السماء»
الوقت لم يمهل الروائي اللبناني ليفرح بروايته الجديدة
- بيروت: سوسن الأبطح
- بيروت: سوسن الأبطح
جبور الدويهي رحل هرباً من «سم في السماء»
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة