الجيش اليمني يصد هجوماً حوثياً غرب مأرب بإسناد من التحالف

عربة عسكرية تابعة للجيش اليمني تشارك ضمن عمليات الدفاع ضد الهجمات الحوثية التي تستهدف مأرب (أ.ب)
عربة عسكرية تابعة للجيش اليمني تشارك ضمن عمليات الدفاع ضد الهجمات الحوثية التي تستهدف مأرب (أ.ب)
TT

الجيش اليمني يصد هجوماً حوثياً غرب مأرب بإسناد من التحالف

عربة عسكرية تابعة للجيش اليمني تشارك ضمن عمليات الدفاع ضد الهجمات الحوثية التي تستهدف مأرب (أ.ب)
عربة عسكرية تابعة للجيش اليمني تشارك ضمن عمليات الدفاع ضد الهجمات الحوثية التي تستهدف مأرب (أ.ب)

أعلنت مصادر عسكرية يمنية رسمية تمكن الجيش والمقاومة الشعبية من صد هجوم حوثي واسع استمر عدة ساعات أمس (السبت) غرب محافظة مأرب التي تشتعل فيها المواجهات على أكثر من جبهة، وذلك بالتزامن مع معارك أخرى في المنطقة الفاصلة بين محافظتي البيضاء وشبوة.
وفيما أكد مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» أن قتلى الميليشيات وجرحاها بالعشرات، أفاد بأن العديد من جثث القتلى لا تزال مرمية في خطوط المواجهة بعد أن تركها قادة الجماعة ولاذوا بالفرار.
وبحسب ما أفاد به المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، فقد تمكن الجيش الوطني مسنوداً بالمقاومة الشعبية من كسر هجوم الميليشيات المدعومة من إيران، في جبهة صرواح غرب محافظة مأرب.
ونقل المركز عن مصدر عسكري تأكيده «أن غالبية العناصر الحوثيين المهاجمين سقطوا بين قتيل وجريح، فيما لاذ من تبقى منهم بالفرار تحت ضربات الجيش».
وبحسب المصدر نفسه، دمرت مدفعية الجيش مخزناً للأسلحة تابعاً للميليشيا، إضافة إلى تدمير آليات أخرى في منطقة صرواح، فيما استهدف طيران تحالف دعم الشرعية تجمعات وتعزيزات معادية وألحق بالميليشيا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد منها تدمير مدرعة وثلاث عربات ومصرع جميع من كانوا على متنها».
في السياق نفسه، قال الموقع الرسمي للجيش اليمني إن القوات كبدت الميليشيات خسائر جديدة أمس (السبت) في جبهة المشجح غرب مأرب، خلال معارك استمرت لأكثر من ست ساعات، حيث أفشل الجيش هجوم الميليشيات وأجبر من بقي من عناصرها على التراجع والفرار.
وفي حين شنت مدفعية الجيش قصفاً مكثفاً، على مواقع وتحصينات وتعزيزات الميليشيات في الجبهة ذاتها، أفاد الموقع العسكري نفسه، بأن مقاتلات تحالف دعم الشرعية نفذت عدة غارات دمرت مدرعة و4 عربات وقتلت وجرحت من كان على متنها، كما ألحقت خسائر بشرية ومادية أخرى بقصف استهدف نقاط إمداد وتموين.
هذه التطورات في جبهة مأرب واكبتها مواجهات أخرى في المنطقة الفاصلة بين محافظتي البيضاء وشبوة، وتحديداً في منطقة «عقبة القنذع» والمناطق الجبلية المحيطة بها حيث تسعى قوات الشرعية إلى استعادة المناطق التي استولى عليها الحوثيون في الأيام الماضية.
وبحسب مصادر محلية فإن المعارك تدور الآن بعقبة مالح حيث يتصدى الجيش ورجال القبائل للهجوم الحوثي الذي تريد الجماعة من خلاله التقدم باتجاه مديرية بيحان في محافظة شبوة.
وفي الوقت الذي لا تعترف فيه الميليشيات الحوثية بالأعداد الحقيقية لقتلاها خلال المعارك وضربات الطيران، تنقل وسائل إعلامها من وقت لآخر أخباراً عن تشييع كبار قادتها.
وأمس (السبت) اعترفت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» بتشييع نحو 11 قتيلاً في صنعاء، بينهم قادة ينتحلون رتباً عسكرية رفيعة، حيث يرجح أنهم قتلوا في المعارك الأخيرة جنوب مأرب بعد سيطرة الجيش على مديرية رحبة.
وكانت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران انتهزت إجازة عيد الأضحى المبارك لتكثف هجماتها باتجاه محافظتي لحج وشبوة انطلاقاً من محافظة البيضاء، رغم الخسائر التي تكبدتها خلال المعارك وجراء ضربات مقاتلات تحالف دعم الشرعية.
وسبق أن حشدت الميليشيات المئات من عناصرها إلى محافظة البيضاء حيث استعادت السيطرة على مديرية الزاهر قبل أن تبدأ (الجمعة) الماضي في مهاجمة المناطق المحاذية لها من الجهة الجنوبية الغربية باتجاه قرى قبائل يافع في محافظة لحج المجاورة، وذلك بالتزامن مع تمددها في مديرية نعمان باتجاه محافظة شبوة من الجهة الشرقية وسعيها لإحكام سيطرتها على مديرية ناطع المجاورة.
وبحسب تقديرات عسكرية فإن الميليشيات خسرت أكثر من 10 آلاف عنصر على الأقل منذ كثفت الهجمات على مأرب ابتداء من فبراير (شباط) الماضي، غير أن ذلك لم يحل بينها وبين تكرار الهجمات واستقدام المزيد من المقاتلين إذ تراهن على مواصلة القتال للسيطرة على موارد المحافظة النفطية.
وترفض الميليشيات المدعومة من إيران حتى اللحظة خطة أممية مدعومة أميركياً ودولياً لوقف القتال مقابل تدابير إنسانية واقتصادية تتعلق بإعادة تشغيل الرحلات التجارية من مطار صنعاء وتخفيف قيود الرقابة المفروضة على الواردات إلى ميناء الحديدة مقابل تحويل عائدات الجمارك لصرف لرواتب الموظفين.
ولا تزال الإدارة الأميركية الحالية تراهن على الضغوط التي تبذلها لإرغام الجماعة الانقلابية لوقف الحرب بموجب الخطة الأممية، لكن مراقبين يمنيين يرون أن الجماعة لن تستجيب لهذه الضغوط إلا بمقدار ما يمكن أن تحققه من مكاسب سياسية واقتصادية تكفل لها الاستمرار في مساعيها لتوطيد أركان الانقلاب والهيمنة على البلاد.
وتستغل الميليشيات التي تتلقى دعماً عسكرياً من إيران وحزب الله اللبناني حالة الفقر التي تسبب فيها انقلابها لاستقطاب آلاف الشبان اليمنيين سنوياً من مناطق سيطرتها للقتال بعد أن تقوم بغسل أدمغتهم في مراكز ومعسكرات للتعبئة الطائفية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.