10 أسباب لا تتوقعها لارتفاع الكولسترول

منها الإجهاد النفسي وضعف الغدة الدرقية وأمراض الكلى والكبد

10 أسباب لا تتوقعها لارتفاع الكولسترول
TT

10 أسباب لا تتوقعها لارتفاع الكولسترول

10 أسباب لا تتوقعها لارتفاع الكولسترول

الجينات الوراثية والسلوكيات غير الصحية في نمط عيش الحياة اليومية، هما السببان الرئيسيان لحصول اضطرابات الكولسترول.

- جينات وسلوكيات
وفي جانب الوراثة، كسبب لاضطرابات الكولسترول، يرث بعض الأشخاص جينات من أمهاتهم أو آبائهم أو حتى أجدادهم، تتسبب في ارتفاع نسبة الكوليسترول لديهم. وهو ما يسمى بفرط كوليسترول الدم العائلي Familial Hypercholesterolemia، ما قد يسبب مرض تصلب الشرايين المبكر في القلب. وهناك أكثر من 100 جين يمكن أن تؤثر على كيفية تعامل أجسامنا مع كولسترول ودهون الدم. وفي بعض الأحيان، يكفي حصول تغيير واحد وبسيط في أحد الجينات لرفع الكوليسترول أو الدهون الثلاثية إلى مستويات عالية جداً. وفي أحيان أخرى، يؤدي توريث عدد من الجينات، التي يكون لكل منها تأثير صغير، إلى حدوث مشاكل أكبر في شأن الكولسترول والدهون.
وفي جانب السلوكيات غير الصحية في نمط عيش الحياة اليومية، مثل الإكثار من تناول الدهون المشبعة والدهون المتحولة والسكريات، والسمنة، والكسل البدني عن ممارسة الرياضة اليومية، وزيادة ساعات الجلوس، مقارنة بالوقوف والحركة، هي السبب الرئيسي الآخر لاضطرابات الكولسترول.

- أسباب أخرى
ولكن بالمقابل، وفي نحو 30 في المائة من حالات ارتفاع الكولسترول وفق ما تشير إليه بعض الدراسات الطبية، قد تكون لدى المرء أسباب أخرى تعمل على رفع الكولسترول ولا يتنبه المرء إلى ذلك الدور السلبي لها. وهي ما تشمل:
1. الإجهاد النفسي المزمن: عند معايشة حالة توتر الإجهاد النفسي بشكل مزمن، وعدم تخفيفه بممارسة الرياضة وتناول الأكل الصحي وضبط النوم، يقوم الجسم بإفراز هرمونات التوتر، مثل الأدرينالين والنورادرينالين والكورتيزول. ويسبب هذا ارتفاع الكوليسترول الخفيف الضار (البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL) وانخفاض مستويات الكوليسترول الثقيل الحميد (البروتين الدهني عالي الكثافة HDL). ويطرح الباحثون الطبيون عدة تفسيرات محتملة ذلك، أحدها أن الأشخاص الذين يعانون من ضغوط شديدة لديهم عادات صحية سيئة، بما في ذلك تناول وجبات غذائية غير صحية (غنية بالأطعمة الدهنية)، وزيادة وزن الجسم، وعدم ممارسة الرياضة، واضطرابات النوم. وكلها مرتبطة ارتباطاً مباشراً بارتفاع الكولسترول. كما أن الارتفاع المزمن لهرمونات التوتر، يتسبب في زيادة إفراز الجسم للغلوكوز والأحماض الدهنية إلى العضلات والدم لاستخدامها كطاقة، وأيضاً قد يتسبب في قيام الكبد بإنتاج المزيد من الكولسترول والدهون الثلاثية.

2. اضطرابات النوم: ثمة صلة بين مقدار عدد ساعات النوم ونوعية جودة النوم، وبين التغيرات في مستويات الكولسترول. وبطبيعة الحال، عندما يحرم المرء نفسه من النوم في ساعات الليل بالذات، تزداد مستويات التوتر لديه على مستوى أنسجة وأعضاء الجسم وأجهزته، ويضطرب نمط التغذية لديه، مما قد يُساهم في تذبذب مستويات الدهون والكولسترول في الدم. والنوم المفرط كذلك له تأثير سلبي على مستويات الكولسترول في الدم. وتشير بعض المصادر الطبية أن العلاقة بين النوم ومستويات الكولسترول تتبع نمطاً على شكل حرف U. ولذلك فإن الأشخاص الذين ينامون أقل من ست ساعات كل ليلة على مدار فترة زمنية، قد يكون لهم نفس التأثير على مستويات الكوليسترول لديهم مثل أولئك الذين ينامون لأكثر من تسع ساعات أو أكثر بانتظام.

3. أنواع من الأدوية: قد يكون لبعض الأدوية تأثير سلبي غير متوقع على الكولسترول. وتشمل هذه مشتقات الكورتيزون Corticosteroids (لخفض المناعة ونوبات الربو والتهابات المفاصل وغيره)، وبعض أنواع حبوب منع الحمل، والريتينويدات Retinoids (لعلاج حبّ الشباب وغيره)، والكورتيكوستيرويدات والأدوية المضادة للفيروسات Antivirals، ومضادات نوبات الصرع والتشنج Anticonvulsants، وبعض أدوية ارتفاع ضغط الدم (مثل مُدرات البول Diuretics والأنواع القديمة من مُحاصرات البيتا Beta - Blockers)، وبعض أنواع أدوية خفض المناعة Immuno - Suppressants (في حالات زراعة الأعضاء)، وبعض أنواع أدوية علاج الاكتئاب Antidepressants، وأدوية المنشطات البنائية الأندروجينة Anabolic Steroids (لبناء كتلة العضلات). وبعضها قد يرفع الكولسترول بشكل طفيف، والبعض الآخر بشكل واضح. ولذا يجدر الحديث مع الطبيب حولها واحتمال تغيير مقدار الجرعة منها أو استبدالها بأنواع أخرى.

- حالات صحية
4. ضعف الغدة الدرقية: الغدة الدرقية هي غدة في الرقبة تُنتج هرموناً يسمى هرمون الغدة الدرقية، وهو ضروري للحفاظ على أجسامنا كي تعمل بكفاءة من جوانب متشعبة وحيوية. وضمن مهام عدة له في الجسم، يستخدم الجسم هرمون الغدة الدرقية أيضاً للمساعدة في إزالة الكولسترول الزائد الذي لا يحتاجه. ولذلك، عندما يكون ثمة خمول وكسل وضعف في الغدة الدرقية Hypothyroidism، ترتفع مستويات الكولسترول الخفيف الضار بشكل رئيسي، إضافة إلى ارتفاع الكولسترول الكلي والدهون الثلاثية. ولحسن الحظ، من السهل التشخيص بتحليل الدم، وكذلك العلاج. وبمجرد تناول الهرمون التعويضي لضعف الغدة، يجب أن تعود مستويات الكولسترول والدهون الثلاثية إلى مستوياتها المعتادة في غضون بضعة أشهر.

5. مرض السكري (النوع الثاني): ضمن عدد من التداعيات والمضاعفات التي قد يتسبب بها مرض النوع الثاني من السكري على أعضاء وأجهزة عدة في الجسم، كذلك قد يحصل ارتفاع في نسبة الكولسترول الخفيف الضار (وأيضاً يتم إنتاج نوعيات أكثر لزوجة وشراسة من هذا الكولسترول الضار)، وكذلك ترتفع الدهون الثلاثية، وينخفض الكولسترول الثقيل الحميد. وبالتحكّم الجيد في نسبة سكر الغلوكوز في الدم، تنخفض تلك الاضطرابات في الكولسترول والدهون الثلاثية.

- الهرمونات والحمل
6. الاضطرابات الهرمونية الأنثوية. يُؤثّر هرمون الأستروجين على مستويات الكولسترول، إذْ تُظهر الأبحاث أن مستويات الكولسترول الثقيل الحميد ترتفع حول وبعد الدورة الشهرية الأخيرة. ولكن عندما ينخفض هرمون الأستروجين بعد انقطاع الطمث (بتوقف المبيضان عن إنتاج هرمون الأستروجين وتوقف الدورة الشهرية)، يرتفع مستوى الكولسترول الكلي وأيضاً يضطرب توازن نسبة الكولسترول الثقيل الحميد إلى الكولسترول غير الحميد. وتزداد الأمور سوءاً عند زيادة وزن المرأة آنذاك وقلّة ممارستها للنشاط البدني. وفي حالات متلازمة تكيّس المبايض PCOS يحصل اضطراب في عمل المبايض. وبالتالي تتسبب الاضطرابات في الهرمونات الأنثوية باضطرابات في الكولسترول. وبعض الدراسات تشير إلى أن في 70 في المائة من تلك الحالات ينخفض الكولسترول الثقيل الحميد وترتفع الدهون الثلاثية.

7. الحمل: أثناء الحمل، يستخدم الجسم الكولسترول لمساعدة الجنين على النمو والتطور. لهذا السبب قد ترتفع مستويات الكولسترول والدهون الثلاثية بنسبة قد تصل إلى 50 في المائة في الثلث الثاني والثالث من الحمل. ويمكن أن تظل مرتفعة لمدة شهر تقريباً بعد الولادة. وعادة لا يؤذي هذا الارتفاع المؤقت الأم أو الطفل. ولهذا السبب، لا يُوصى بإجراء اختبار الكولسترول أو الدهون الثلاثية أثناء الحمل لأنهما لن يعكسا مستويات طبيعية. ولكن إذا كان لدى الحامل بالفعل ارتفاع في نسبة الكولسترول من قبل الحمل، فسوف يرغب الطبيب في تتبع مستوياته خلال فترة الحمل وما بعده. وبعض المصادر الطبية تشير إلى أن تلك المستويات المرتفعة تظل كذلك حتى إتمام فِطام الطفل تماماً عن حليب الثدي. وأنه إذا كانت لا تُرضّع طفلها، فستعود المستويات إلى وضعها الطبيعي بعد نحو ثلاثة إلى أربعة أشهر من ولادة الطفل.

- الكلى والكبد
8. أمراض الكلى: تُظهر الأبحاث أن ارتفاع الكولسترول في الدم قد يضر بوظائف الكلى ويزيد من خطر الإصابة بأمراض الكلى. وبالمقابل، قد تؤدي مشاكل الكلى إلى زيادة مستويات الكولسترول في الدم. وغالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بمرض الكلى المزمن CKD، ومن الفشل الكلوي ESRD، من دهون غير طبيعية في الدم: كارتفاع الكولسترول الخفيف الضار والدهون الثلاثية، وانخفاض نسبة الكولسترول الثقيل الحميد. وتُظهر الأبحاث أن المتلازمة الكلوية Nephrotic Syndrome، (نوع من اضطرابات الكلى يحصل فيه تسرّب البروتين إلى البول)، تزيد من مستويات الكولسترول الضار ومستويات الكولسترول الكلي.

9. أمراض الكبد وقنوات الصفراء: عند الحديث عن الكولسترول، الكبد عضو مهم جداً. ذلك أنه المكان الذي يتم فيه صناعة الكولسترول والدهون الثلاثية ومعالجتهما وتفكيكهما. وخلال هذه العمليات، يتم في الكبد إنتاج مادة الصفراء (هي نتاج تكسير الكولسترول)، ويتم تخزينها في المرارة، ثم يتم إطلاقها في الأمعاء عندما نتناول وجبة دهنية، كي تساعد تلك المادة الصفراء في هضم دهون الطعام إلى قطرات صغيرة، ويمكن بالتالي امتصاصها بسهولة.
وعندما يتم حجز خروج سائل الصفراء ومنعه من الوصول للأمعاء (ركود صفراوي Cholestasis) لأسباب عدة، قد تنشأ حصوات المرارة من الكولسترول المتبلور، وقد ترتفع مستويات الكولسترول الخفيف الضار في الدم. كما أنه عندما لا يعمل الكبد بشكل صحيح، مثل حالات التهاب الكبد نتيجة أسباب شتى، يمكن أن يؤثر ذلك على مستويات الكولسترول. ومن الحالات الشائعة، مرض الكبد الدهني غير الكحولي NAFLD (زيادة تخزين الدهون في الكبد)، وهو يصيب بدرجات متفاوتة ما يقرب من 1 من كل 4 بالغين، وقد يتطور إلى تورم الكبد وتندبه، مما يؤدي إلى تليف الكبد.

10. النقص السريع للوزن: زيادة الوزن ترفع مستويات الكولسترول في الدم، ويُنصح بفقدان الوزن للمساعدة في خفض الكولسترول. وفي حين أن فقدان الوزن هو أداة فعالة في خفض الكولسترول، إلا أن الفقد السريع للوزن قد يرفع الكولسترول مؤقتاً. أي أن هذا التأثير ليس دائماً ولا يستدعي الذعر أو القلق، بل سينخفض عند استقرار الوزن لمدة أربعة أسابيع على الأقل، وحينها تعود مستويات الكولسترول في الدم إلى طبيعتها. ويعود سبب ذلك إلى أنه عندما نفقد الوزن بشكل سريع، يتقلص مخزون الدهون لدينا. والدهون والكولسترول المخزونة عادة في الأنسجة الدهنية ليس لها مكان تذهب إليه سوى مجرى الدم، مما يتسبب في ارتفاع الكولسترول. وهذا التأثير ليس دائماً، وستنخفض مستويات الكولسترول مع استقرار الوزن. والأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع الكولسترول ليست فعالة في السيطرة على الكولسترول عندما يأتي من مخازن الأنسجة الدهنية، بل هي فعالة في كبح إنتاج الكبد للكولسترول.

- كولسترول الغذاء... أهمية طريقة الطهو
> الكولسترول مادة شمعية لا توجد إلا في المنتجات الغذائية الحيوانية المصدر. وجميع المنتجات النباتية خالية من الكولسترول بالأصل، مثل المكسرات الدهنية والزيوت النباتية والحبوب والبقول والفواكه والخضراوات بأنواعها. ولذا يأتي الكولسترول الغذائي حصراً من اللحوم والدواجن والأسماك والمأكولات البحرية ومنتجات الألبان.
وفي نفس الوقت، من الممكن أن يتناول بعض الأشخاص أطعمة تحتوي على مستويات عالية من الكولسترول، ومع ذلك تكون لديهم مستويات الكولسترول منخفضة في الدم. كما أن من الممكن تماماً أن يتناول بعض الأشخاص أطعمة منخفضة الكولسترول، ومع ذلك يكون لديهم ارتفاع مستويات الكولسترول في الدم.
إذن، لماذا هناك الكثير من الحديث عن الكولسترول الغذائي؟ وللإجابة، دعونا نراجع الحقائق التالية: 80 في المائة من الكولسترول في الدم يأتي من إنتاج الكبد، والبقية هي من كولسترول الطعام. ومن أقوى «المُحفزات الغذائية» لرفع إنتاج الكبد للكولسترول هو الإكثار من تناول الدهون المشبعة، التي في الشحوم الحيوانية والسمن والزبدة وزيت النخيل وزيت جوز الهند والحليب كامل الدسم. وأيضاً تناول الدهون المتحولة، التي في الزيوت النباتية المُهدرجة.
ولذا فإن الخطوة الأولى في تعديل نمط التغذية لخفض كولسترول الدم هي خفض الكمية المُتناولة من الدهون المشبعة والدهون المتحولة، لأنهما من أقوى محفزات الكبد لإنتاج الكولسترول.
والخطوة الثانية هي خفض مزج الأطعمة المحتوية على الكولسترول، كالبيض والروبيان وغيره، بالدهون المشبعة أو المتحولة، وذلك كوسيلة لخفض قدرة الأمعاء على امتصاص الكولسترول الموجود في تلك الأطعمة. وللتوضيح، فإنه عند تناول منتج حيواني يحتوي على كولسترول وعلى قليل من الدهون المشبعة، مثل البيض والروبيان واللوبستر والأسماك الدهنية وعموم المأكولات البحرية، يجدر عند الطهو خفض مزجها بالدهون المشبعة الموجودة في السمن أو الزبدة أو زيت جوز الهند أو زيت النخيل. وهذا السلوك في الطهو، يُقلل فرصة امتصاص الأمعاء للكولسترول، لأن الأمعاء لا تمتص الكولسترول بكفاءة إلاّ بوجود دهون مشبعة. وأيضاً يُقلل من كمية الدهون المشبعة التي يتناولها المرء في وجبة طعامه. ولذا فإن ثمة فرقاً بين روبيان مشوي وآخر مقلي بالزبدة. وأيضاً ثمة فرق بين تناول بيض مسلوق أو مقلي بزيت الزيتون، وبيض آخر مقلي بالسمن أو الزبدة.


مقالات ذات صلة

هل تساعد التمارين الرياضية على فقدان الوزن؟ العلم يقول إنها نادراً ما تنجح

صحتك إقبال على الصالات الرياضية بغية التخلص من الوزن الزائد (أ.ف.ب)

هل تساعد التمارين الرياضية على فقدان الوزن؟ العلم يقول إنها نادراً ما تنجح

نسمع كثيراً عن انخفاض قدرة الجسم على خفض السعرات الحرارية مع التقدم في العمر، لكن أحد الباحثين في عمليات الأيض بدد هذه الفكرة تماماً!

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك سيدة مصابة بالخرف (رويترز)

من بينها تجنُّب الخلافات الزوجية... 7 طرق لمكافحة تدهور الذاكرة

تشير الأدلة والأبحاث إلى أن أكثر من 40 في المائة من حالات الخرف وفقدان الذاكرة يمكن الوقاية منها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك طفل يعاني من مرض التوحد في الولايات المتحدة (أرشيفية - رويترز)

الإنفلونزا خلال الحمل قد تؤدي إلى إصابة الجنين بالتوحد

كشفت دراسة حديثة عن أن إصابة الحوامل بالإنفلونزا قد تؤدي إلى إصابة الأجنة بالتوحد الذي يستمر مدى الحياة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أشخاص يمارسون رياضة اليوغا (رويترز)

اكتشاف ثوري بالدماغ قد يساعد في تطوير دواء يحمل فوائد «اليوغا»

توصّل عدد من الباحثين إلى دائرة بالدماغ مسؤولة عن التنفس الطوعي والتنظيم العاطفي، في اكتشاف قد يؤدي إلى علاجات جديدة لاضطرابات القلق والتوتر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يُعرف ألم الدورة الشهرية بعسر الطمث والذي يحدث في الحوض أو البطن لمدة تصل إلى ثلاثة أيام عادةً بمجرد بدء النزيف (أ.ب)

دراسة تربط بين الاكتئاب وآلام الدورة الشهرية

أشارت دراسة جديدة إلى أن الاكتئاب قد يكون سبباً لألم الدورة الشهرية عند النساء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

هل تساعد التمارين الرياضية على فقدان الوزن؟ العلم يقول إنها نادراً ما تنجح

إقبال على الصالات الرياضية بغية التخلص من الوزن الزائد (أ.ف.ب)
إقبال على الصالات الرياضية بغية التخلص من الوزن الزائد (أ.ف.ب)
TT

هل تساعد التمارين الرياضية على فقدان الوزن؟ العلم يقول إنها نادراً ما تنجح

إقبال على الصالات الرياضية بغية التخلص من الوزن الزائد (أ.ف.ب)
إقبال على الصالات الرياضية بغية التخلص من الوزن الزائد (أ.ف.ب)

نسمع كثيراً عن انخفاض قدرة الجسم على خفض السعرات الحرارية مع التقدم في العمر، ولكن، بدّد أحد الباحثين في عمليات الأيض هذه الفكرة تماماً!

وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، بدأ الباحث هيرمان بونتزر في دراسة عمليات الأيض لدى قبيلة «هادزا»، وهي قبيلة من الصيادين في تنزانيا، افترض وقتها أنهم سيحرقون السعرات الحرارية بكثافة عالية، كونهم في حركة مستمرة بسبب طبيعة حياتهم؛ المشي والجري والسحب والرفع طوال اليوم.

ولكن عندما قارن هو وزملاؤه الطاقة اليومية النموذجية التي يستهلكها أفراد القبيلة، بحجم أجسامهم، بمتوسط ​​موظف مكتبي كسول في الولايات المتحدة، كانت النتيجة متطابقة تقريباً.

وقال بونتزر، عالم الأنثروبولوجيا في جامعة ديوك ومؤلف كتاب «Burn» عن علم الأيض، تعليقاً على النتيجة: «كان ذلك غير متوقع».

كانت النتائج مفاجئة لدرجة أنه انتهى به الأمر إلى تطوير نظرية جديدة لكيفية استخدامنا للسعرات الحرارية. وقال إن أجسامنا وأدمغتنا يمكن أن تعيد تنظيم عدد السعرات الحرارية التي نحرقها عن طريق إبطاء أو إغلاق بعض العمليات البيولوجية إذا كنا نشيطين جداً، مما يجعل إجمالي حرق السعرات الحرارية لدينا جميعاً في المستوى نفسه.

وقال بونتزر: «لقد أجرينا دراسات نظرنا فيها إلى الأشخاص النشطين جداً»، بما في ذلك العداؤون، «والأشخاص الكسولون جداً، وفي الواقع يحرقون جميعهم عدد السعرات الحرارية نفسه0»، مما يساعد على تفسير سبب صعوبة فقدان كثير من الوزن مع التمرين، بمعزل عن فوائد التمرين للصحة.

يجيب بونتزر أيضاً عن بعض الأسئلة السريعة بنعم أو لا:

  • هل عمليات الأيض لدى الرجال أسرع من النساء؟ لا.
  • هل تبطئ عمليات الأيض لدينا في منتصف العمر؟ لا.
  • هل مزيد من التمارين الرياضية يعني أننا سنحرق مزيداً من السعرات الحرارية؟ لا، ليس إجمالاً.
  • هل يمكننا تعزيز عمليات الأيض لدينا بالأدوية أو الأطعمة المناسبة؟ لا.
  • ماذا عن التفكير الجاد؟ لا. يحرق الدماغ نحو 300 سعر حراري يومياً، أي ما يعادل ركض 5 كيلومترات، وسواء كنت تفكر بعمق أو كنت في حالة تأمل، لا يوجد فرق في حرق السعرات الحرارية.

ما هو الأيض؟

الأيض هو كل العمليات التي تقوم بها خلايا الجسم البالغة 37 تريليون يومياً، وهذه العمليات هي الطاقة المطلوبة لعمل الجسم بشكل طبيعي، ووحدة قياس هذه العمليات (الطاقة) هي السعرات الحرارية.

يعتقد معظمنا أن عمليات الأيض لدينا تكون أسرع عندما نمر بمرحلة البلوغ، ثم تبدأ في التباطؤ بشكل كبير عندما نصل إلى منتصف العمر، وأن عمليات الأيض لدى الرجال أسرع من النساء. لكن لا شيء من هذا صحيح.

العامل الرئيس لعدد السعرات الحرارية التي تحرقها كل يوم هو عدد الخلايا العاملة في الجسم. فالأشخاص الأكبر حجمًا يحرقون مزيداً من السعرات الحرارية.

كذلك، نوع الخلايا مهم أيضاً. الخلايا الدهنية تحرق قليلاً من الطاقة. لذلك، عندما ننظر إلى النساء مقابل الرجال، يحرق الرجال مزيداً من السعرات الحرارية من النساء، ولكن هذا لأن الرجال يميلون إلى أن يكونوا أكبر حجماً ولديهم قليل من الدهون. لكن إذا قارنت رجلاً وامرأة لهما نفس حجم الجسم ونفس نسبة الدهون، يتوقع الباحث حرق نفس معدلات الطاقة يومياً.

هل يتباطأ معدل الأيض لدى الشخص بشكل ملحوظ خلال منتصف العمر؟

لقد أجرينا الاختبارات على آلاف البالغين بين العشرينات والخمسينات، ولم نرَ أي تغييرات في معدل الأيض، في الكتل المتساوية من ناحية الحجم. لكن نرى بعض التباطؤ بعد سن 60.

كثير منا يكتسب الوزن خلال منتصف العمر.

لا يتعلق الأمر بمعدلات الطاقة المحروقة، لكن أحد أبرز الأسباب بين أفراد هذه الفئة العمرية هو الشعور المزداد بالتوتر. ومن السهل تطوير عادات غذائية غير صحية.

البعض يرى أنهم يحتاجون للرياضة لحرق مزيد من السعرات الحرارية، هل هذا صحيح؟

الأمر ليس بهذه البساطة. إذا مارست الرياضة اليوم، فستحرق مزيداً من الطاقة اليوم. ولكن إذا غيرت أسلوب حياتك حقاً، وبدأت في ممارسة الرياضة بانتظام وأصبح ذلك هو وضعك الجديد، فإن جسمك يتكيف مع ذلك، وتنتهي بعدم حرق مزيد من السعرات الحرارية بشكل عام.

إذا بذلت مزيداً من المجهود في سبيل بذل الطاقة، فإن جسمك يجد طرقاً لتخفيف الحمل من عمليات أخرى.

يقول بونتزر إنه ببساطة، إذا كنت تريد تجنب زيادة الوزن، فسيتعين عليك تناول كميات أقل من الطعام.