اليمنيون يبتهجون بالعيد في عدن وتعز رغم الحرب والفقر

جانب من الحفل الذي شهدته قلعة القاهرة في تعز الأربعاء (أ.ف.ب)
جانب من الحفل الذي شهدته قلعة القاهرة في تعز الأربعاء (أ.ف.ب)
TT

اليمنيون يبتهجون بالعيد في عدن وتعز رغم الحرب والفقر

جانب من الحفل الذي شهدته قلعة القاهرة في تعز الأربعاء (أ.ف.ب)
جانب من الحفل الذي شهدته قلعة القاهرة في تعز الأربعاء (أ.ف.ب)

خلافاً لما قامت به ميليشيات الحوثي من منع وتحريم للغناء والسينما، شهدت مناطق سيطرة الحكومة الشرعية مهرجانات غنائية وعروضاً سينمائية ومسرحية بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، كما اكتظت الحدائق بالزوار، متجاهلين آثار الحرب التي أشعلتها الميليشيات والمستمرة حتى الآن إلى جانب حالة الفقر التي يعيشها أكثر من 80 في المائة من السكان.
ومع أن الميليشيات لا تزال تفرض حصاراً محكماً على مدينة تعز منذ ست سنوات، كما أن مناطق عدة في المحافظة تشهد مواجهات متواصلة مع هذه الميليشيات، إلا أن أوجاع الحرب، لم تحل بين السكان والاحتفال بعيد الأضحى، حيث شهد مهرجان قلعة القاهرة حضوراً حاشداً للحفل الغنائي الذي أحياه الفنان عمار العزكي، والذي خصص نصف ريعه لصالح جمعية مرضى السرطان.
عبد الخالق سيف، مدير مكتب الثقافة بمحافظة تعز الذي ينظم هذا المهرجان الفني سنوياً، قال إنه لم يحدث خلال السنوات الثلاث السابقات من عمر مهرجان قلعة القاهرة العيدي أن شهد المهرجان حضوراً جماهيراً كبيراً جداً من أول أيام المهرجان والعيد إلا في هذا العام بهذا الحشد العظيم لجمهور المحبة والثقافة.
وأضاف «يبدو أن هذا الجمهور الرائع دائماً ما يلقم حجراً في فم كل الحاقدين على تعز والفعل الثقافي المتجذر فيها، لكن احتشاده في أول يوم بهذه الصورة غير المسبوقة يحمل في ثناياه رسالة مهمة».
وفي عدن التي لا تزال دور السينما فيها معطلة عادت العروض السينمائية هذا العام وشهدت أيام العيد الثلاثة عروضاً لمجموعة من الأفلام العالمية قدمت على مسرح قاعة ليلتي السينمائية، كما رافق ذلك حفلات غنائية وعروضاً مسرحية قدمها مجموعة من شباب المدينة على مسرح حديقة «نيو عدن».
المهرجان، وهو الأقوى في عروض المناسبات، أحياه الفنان مختار الهيج والفنان سعيد باوافي والإيقاعي رواد معتوق وفرقة «نيو عدن» الموسيقية وفرقة «ممكن» المسرحية، حيث أدى الإقبال الكبير لسكان المدينة إلى إغلاق الشارع القريب من الحديقة المطلة على البحر والتي بدأت منذ العام الماضي إقامة مثل هذه الحفلات والعروض المسرحية.
ويقول عمر سعيد وهو يمسك بطفليه داخلاً الحديقة، لـ«الشرق الأوسط»، «إنها فرصة لتناسي هموم المعيشة وآثار الحرب، الأطفال يتمتعون بالألعاب ونحن نقضي ساعات جميلة مع الأغاني والمسرحيات الفكاهية، نشعر أن فرحة العيد لا تزال حية فينا ولم تقتلها الحرب».
هذه الأجواء لقيت أصداء لها في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية، حيث تحسر ناشطون ومهتمون على الأوضاع التي تعيشها تلك المناطق وبالذات العاصمة صنعاء، حيث تواصل فرق الرقابة الحوثية منع الغناء حتى في حفلات الزواج، أما العروض السينمائية فغير مسموح الحديث عنها.
وقال أحد السكان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، «هنا كل شيء محرّم، الغناء وملابس النساء، كلها من مسببات تأخير النصر كما تزعم الجماعة الحوثية».
ويضيف «في مناطق شمال صنعاء مثل سكان صعدة وحجة وعمران والمحويت لا توجد حدائق ولهذا الحوثيون يطلبون من السكان أخذ أطفالهم إلى المقابر لتمجيد قتلاهم في المواجهات مع القوات الحكومية».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

العالم العربي قادة حوثيون في مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء (إعلام حوثي)

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

تواصل الجماعة الحوثية إجراء تغييرات في المناهج التعليمية، بإضافة مواد تُمجِّد زعيمها ومؤسسها، بالتزامن مع اتهامات للغرب والمنظمات الدولية بالتآمر لتدمير التعليم

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.