«انهزمنا»... جنود يرون أن دماء الأميركيين أُهدرت في أفغانستان

آليات تركها الأميركيون وراءهم بعد انسحابهم من قاعدة «باغرام» الجوية في إقليم باروان شمال كابل في 5 يوليو الجاري (أ.ب)
آليات تركها الأميركيون وراءهم بعد انسحابهم من قاعدة «باغرام» الجوية في إقليم باروان شمال كابل في 5 يوليو الجاري (أ.ب)
TT

«انهزمنا»... جنود يرون أن دماء الأميركيين أُهدرت في أفغانستان

آليات تركها الأميركيون وراءهم بعد انسحابهم من قاعدة «باغرام» الجوية في إقليم باروان شمال كابل في 5 يوليو الجاري (أ.ب)
آليات تركها الأميركيون وراءهم بعد انسحابهم من قاعدة «باغرام» الجوية في إقليم باروان شمال كابل في 5 يوليو الجاري (أ.ب)

كتبت وكالة «رويترز» تحقيقاً عن انسحاب الأميركيين من أفغانستان بعد حرب استمرت 20 عاماً، نقلت فيه عن جنود إقرارهم بأن ما حصل «هزيمة» وبأن دماء الأميركيين أُهدرت في أفغانستان.
وأشار التقرير إلى جيسون ليلي (41 عاماً)، وهو جندي من قوات العمليات الخاصة في مشاة البحرية الأميركية شارك في معارك عديدة في العراق وفي أفغانستان، ناقلاً عنه تعبيره عن حبه لبلاده فيما هو يمعن التفكير في قرار الرئيس جو بايدن إنهاء المهمة العسكرية الأميركية في أفغانستان في 31 أغسطس (آب)، موضحاً أنه يبدي «اشمئزازه من الساسة وفزعه من الدماء التي سالت هدراً وما تبدد من أموال». فقد سقط رفاق قتلى وأُصيب آخرون بعاهات في الحربين اللتين يقول ليلي إن النصر فيهما لم يكن ممكناً، الأمر الذي دفعه لإعادة التفكير في بلاده وفي حياته. قال ليلي: «مائة في المائة انهزمنا في الحرب. كان الهدف كله هو التخلص من (طالبان) ولم نفعل ذلك. وستسيطر (طالبان)».
ويقول بايدن إن على الشعب الأفغاني أن يقرر مستقبله بنفسه وإنه لا يتعين على أميركا أن تضحّي بجيل آخر في حرب لا يمكن تحقيق النصر فيها.
فجّرت هجمات تنظيم «القاعدة» في 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على أميركا حرباً استمرت قرابة 20 عاماً وأدت إلى سقوط أكثر من 3500 قتيل من جنود الولايات المتحدة وحلفائها ومقتل أكثر من 47 ألف مدني أفغاني وما لا يقل عن 66 ألفاً من الجنود الأفغان ونزوح أكثر من 2.7 مليون أفغاني عن البلاد وذلك وفق تقدير مشروع (تكاليف الحرب) بجامعة براون وهو مشروع غير حزبي.
قال ليلي الذي كان على الخطوط الأمامية في الحرب العالمية على الإرهاب التي شنتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان قرابة 16 عاماً: «هل كان الأمر يستحق ذلك؟ سؤال غبي كبير»، حسب «رويترز». وأوضح أنه سافر للقتال وهو يعتقد أن القوات كانت هناك لهزيمة العدو وتنشيط الاقتصاد وإنقاذ أفغانستان عموماً. وأضاف أن القوات فشلت في كل ذلك.
وقال في مقابلة ببيته في غاردن غروف جنوب شرقي لوس أنجليس «لا أعتقد أن الأمر كان يستحق أن تزهق روح واحدة في الجانبين».
وليلي ليس وحده فيما يدور برأسه من أفكار عن الانسحاب الأميركي بعد حرب استمرت قرابة 20 عاماً. فكثيرون من الأميركيين يفكرون في الأمر. ويمكن لآرائه هو وغيره من قدامى المحاربين أن تفيد البلاد في استجلاء ثمن دخول الحرب والدروس المستفادة في أفغانستان.
وأفكار ليلي لا تعبّر سوى عن رأيه. وتختلف آراء بعض قدامى المحاربين مثلما تختلف تقديرات الأميركيين عموماً في حرب أدت إلى تحسن وضع حقوق المرأة وأسفرت في 2011 عن قيام جنود البحرية الأميركية بقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة» في باكستان.
ويحظى الانسحاب الذي أمر به بايدن بتأييد الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وقد أظهر استطلاع للرأي من تنظيم «رويترز - إبسوس» يومي 12 و13 يوليو (تموز) الجاري أن نحو ثلاثة فقط من كل عشرة ديمقراطيين وأربعة من كل عشرة جمهوريين يعتقدون بضرورة بقاء الجيش.
وشبه ليلي وجنود آخرون في مشاة البحرية حاربوا في أفغانستان وحاورتهم «رويترز» الأمر بحرب فيتنام. قالوا إن الحربين لم يكن لهما هدف واضح واستمرتا في عهود عدد من الرؤساء الأميركيين أمام عدو شرس غير نظامي.
وممن يؤيدون ليلي في رأيه جوردان ليرد (34 عاماً) وهو قناص سابق في مشاة البحرية تحدث عن الفترتين اللتين شارك فيهما في الحرب في العراق وأفغانستان التي يسميها ليرد وآخرون «فيتستان» تشبيهاً لها بفيتنام.



«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار غير ملزم صدر بغالبية ساحقة وصوّتت ضدّه خصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة.

والقرار الذي صدر بغالبية 158 دولة مؤيدة في مقابل 9 دول صوّتت ضدّه و13 دولة امتنعت عن التصويت، يدعو إلى "وقف لإطلاق النار فوري وغير مشروط ودائم" وكذلك أيضا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، وهي صيغة مشابهة لتلك التي وردت في مشروع قرار استخدمت ضدّه واشنطن في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

واستخدمت الولايات المتحدة يومها حق النقض لحماية إسرائيل التي تشن منذ أكثر من سنة هجوما عسكريا في قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية. وعطّل الأميركيون في حينها صدور قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق نار "فوري وغير مشروط ودائم" في غزة، مشترطين من أجل إقرار أي هدنة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس.

وقبيل التصويت على النصّ، قال نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتّحدة روبرت وود إنّه سيكون من "المخزي" تبنّي مشروع القرار لأنّه "قد يوجّه إلى حماس رسالة خطرة مفادها أنّ لا حاجة للتفاوض أو لإطلاق سراح الرهائن"، في وقت تحدّثت فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية عن "فرصة" لإبرام اتفاق لاستعادة الرهائن.

بدوره قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون إنّ "تصويت اليوم ليس تصويت رحمة، بل هو تصويت تواطؤ" و"خيانة" و"تخلّ" عن الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني.