الأندية الكبرى في ألمانيا تترنح خلال فترة الإعداد للموسم الجديد

ناغلسمان مدرب بايرن ميونيخ الجديد خلال حصة تدريبية (أ.ف.ب)
ناغلسمان مدرب بايرن ميونيخ الجديد خلال حصة تدريبية (أ.ف.ب)
TT

الأندية الكبرى في ألمانيا تترنح خلال فترة الإعداد للموسم الجديد

ناغلسمان مدرب بايرن ميونيخ الجديد خلال حصة تدريبية (أ.ف.ب)
ناغلسمان مدرب بايرن ميونيخ الجديد خلال حصة تدريبية (أ.ف.ب)

غياب النجوم... الأداء المتدني، تحديات تواجه المدربين قبل شهر من انطلاق الموسم الجديد لدوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم (بوندسليغا). ما زالت الأندية تحاول الوصول إلى أفضل أداء لها. الهزائم غير المتوقعة التي تعرضت لها الأندية الكبرى في المواجهات الودية في ألمانيا مؤخراً تظهر حجم العمل الذي ينبغي إنجازه قبل بداية الموسم.
بايرن ميونيخ البطل القياسي لـ«البوندسليغا» ليس الوحيد الذي أدى بشكل محبط خلال الظهور الأول للمدرب الجديد جوليان ناغلسمان، حيث لم يختلف الوضع كثيراً مع أندية بوروسيا دورتموند وفولفسبورغ وبوروسيا مونشنغلادباخ. لا يرى مايكل زورك المدير الرياضي لدورتموند أي سبب للشعور بالقلق، مشيراً إلى استمرار غياب كثير من لاعبي الفريق، «هذا الأمر له دلالة بسيطة، ليس مثالياً، لكن هذا يؤثر على جميع الفرق».
وفي غياب نجوم المنتخبين الألماني والفرنسي بجانب الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، في ظل استمرار عطلتهم الصيفية، خسر بايرن ميونيخ أمام كولن 2 - 3 في حضور ستة آلاف مشجع. اللاعبون الدوليون الـ13 في صفوف بايرن، لن يعودوا للفريق حتى نهاية الشهر الجاري، بعد مشاركتهم في يورو 2020، لتبقى استعدادات ناغلسمان دون المستوى الأمثل. وقال ناغلسمان: «علينا أن نعمل مع هذا الفريق، الشعور الحقيقي كمدرب بايرن ميونيخ سيأتي في أول مباراة على ملعبنا (أليانز أرينا)».
وتعرض ماركو روز المدير الفني الجديد لدورتموند، لبداية محبطة هو الآخر بخسارة فريقه أمام بوخوم الصاعد حديثاً للبوندسليغا، بنتيجة 1 - 3، في ثاني المباريات الودية للفريق منذ بداية الاستعداد للموسم الجديد. ويستعد دورتموند للإعلان عن انتقال نجمه الإنجليزي جادون سانشو إلى مانشستر يونايتد بمجرد حصوله على قيمة الصفقة البالغة قيمتها 85 مليون يورو (100 مليون و350 آلف دولار). وقال زورك: «هناك احتمالية كبيرة أن نتعاقد مع لاعب آخر في فترة الانتقالات».
ولا يختلف الحال كثيراً بالنسبة لغلادباخ الذي خسر على ملعب بادربورن المنافس بالدرجة الثانية بنتيجة 1 - 3 تحت قيادة المدرب الجديد ادي هوتر. كما تعادل غلادباخ بهدفين لمثلهما مع فيكتوريا كولن المنافس بالدرجة الثالثة قبل أيام قليلة من الخسارة أمام بادربورن. وقال هوتر: «لا ينبغي أن ننسى أننا ننتظر انضمام عشرة لاعبين إلينا، علينا أن نحافظ على هدوئنا». وبدأ مارك فان بومل مشواره مع فولفسبورغ بثلاث هزائم متتالية، لكن المدرب دافع عن لاعبيه. وقال فان بومل: «بالتأكيد النتائج ليست رائعة لأننا دائماً نفضل الفوز، لكني لا أعتقد أننا لعبنا بشكل سيئ». وأشار فان بومل إلى أن معسكر الفريق الحالي في النمسا سيؤدي إلى تطور أداء الفريق. كما تعادل هيرتا برلين بهدفين لمثلهما مع سانت باولي المنافس بالدرجة الثانية. وعلى النقيض، احتفل جيسي مارسش المدير الفني الجديد للايبزيغ بالظهور الأول الناجح له مع الفريق الذي تغلب على الكمار الهولندي بهدف دون رد في حضور 600 مشجع على هامش المعسكر التدريبي للايبزيغ.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».