الإمارات تدخل شريكة في سفينة الفضاء الإسرائيلية

أفادت مصادر سياسية في تل أبيب، بأن دولة الإمارات تدير مفاوضات للدخول في شراكة في مشروع السفينة الفضائية الإسرائيلية «بريشيت 2».
وقالت هذه المصادر إن شركة الاستثمارات الإماراتية (المجموعة 42)، هي الجهة المكلفة بهذه الشراكة من طرف حكومة أبوظبي، وإنها تدير مفاوضات متقدمة مع جمعية «SpaceIL الإسرائيلية التي تدير المشروع في تل أبيب»، وإن مسؤولي الطرفين يعملون على دفع تعاون يجعل مشروع السفينة الفضائية «بريشيت 2» مشروعاً مشتركاً بين إسرائيل والإمارات.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية، في عددها أمس الثلاثاء، أنه في نهاية الأسبوع قامت بعثة لممثلي الجمعية الإسرائيلية بزيارة إلى أبوظبي، برئاسة رئيس مجلس إدارة الجمعية موريس كهان، وأجرت عدداً من اللقاءات مع مسؤولين إماراتيين ومن قطاع الأعمال في الإمارات، بهدف دفع مشروع التعاون. وأضافت الصحيفة أن وزارة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا الإسرائيلية، ووكالة الفضاء الإسرائيلية والسفير الإسرائيلي في الإمارات، ايتان نائيه، يساعدون على دفع الخطة في إطار اتفاق للتعاون التكنولوجي بين البلدين.
المعروف أن «بريشيت»، تعني «البدء» وهي مأخوذة من أول فصول كتاب «التوراة»، عبارة عن مركبة فضاء غير مأهولة، أطلقت إلى الفضاء في أبريل (نيسان) 2019، ضمن مشروع خاص أعده رجل أعمال إسرائيلي ثم تبنته الصناعات العسكرية الإسرائيلية في مراحله النهائية. والهدف منها هو أن تتحول إسرائيل إلى رابع دولة في العالم تقوم بالهبوط بمركبة فضائية على سطح القمر، وذلك بعد الولايات المتحدة، وروسيا، والصين. ولكنها فشلت في مهمة الهبوط على سطح القمر في حينه، وتحطمت على سطح القمر قبل أن تتمكن من القيام بمهمة الهبوط والتقاط الصور والعينات. وقيل يومها إن سبب تحطمها يعود إلى عطل فني مفاجئ في إحدى مركباتها، أدى بدوره إلى سلسلة من الأحداث، انتهت بتوقف المحرك الرئيسي عن التشغيل.
ومع ذلك اعتبر إطلاق المركبة ووصلها القمر، إنجازاً علمياً لافتاً. وتقرر على الفور إرسال سفينة فضاء أخرى، هي «بريشيت 2». ويخطط العلماء الإسرائيليون لتحطيم عدد من الأرقام القياسية في تاريخ الفضاء العالمي، من بينها هبوط مضاعف على القمر بمهمة واحدة: هبوط في الجانب البعيد من القمر (حتى اليوم فقط الصين نجحت بالهبوط هناك)، والوصول إلى جوار المركبة الفضائية الأم، في القمر، لتصبح أصغر السفن التي يتم إطلاقها إلى الفضاء، والتأسيس بذلك لرحلات متلاحقة إلى القمر تقوم بها سفن أخرى في المستقبل، زنة كل واحدة منها 120 كيلوغراماً مع الوقود و60 كيلوغراماً من دون الوقود. ومن المقرر أن تقوم بمهمة طويلة تستغرق 5 سنوات، وستكون قاعدة لنشاط علمي، يتواصل معها طلاب من دول مختلفة، يشاركون في أبحاثها عن بعد في موضوع «الفضاء العميق».
ويرمي الإسرائيليون من الشراكة مع الإمارات، الإفادة ليس فقط من المساهمة في التمويل، بل الإفادة من خبرات الإمارات الفضائية، علماً بأنها أطلقت مركبة فضاء إلى المريخ خلال السنة الأخيرة.