غارات روسية على ريف اللاذقية... وقصف مدفعي سوري جنوب إدلب

واشنطن ولندن تدينان الهجمات على المدنيين

عناصر من «الدفاع المدني السوري» يبحثون عن ناجين بعد قصف ريف إدلب في 18 الشهر الجاري (أ.ف.ب)
عناصر من «الدفاع المدني السوري» يبحثون عن ناجين بعد قصف ريف إدلب في 18 الشهر الجاري (أ.ف.ب)
TT

غارات روسية على ريف اللاذقية... وقصف مدفعي سوري جنوب إدلب

عناصر من «الدفاع المدني السوري» يبحثون عن ناجين بعد قصف ريف إدلب في 18 الشهر الجاري (أ.ف.ب)
عناصر من «الدفاع المدني السوري» يبحثون عن ناجين بعد قصف ريف إدلب في 18 الشهر الجاري (أ.ف.ب)

قصفت طائرات روسية مناطق في شمال غربي سوريا في وقت استمر غياب الطائرات السورية لحوالي 17 شهراً عقب الاتفاق بين أنقرة وموسكو، حيث تستخدم قوات النظام القصف المدفعي.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن الطائرات الحربية الروسية نفذت أكثر من 6 غارات جوية على مناطق في محور كبانة ضمن جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، لافتا إلى غارات جوية نفذتها طائرات حربية روسية سابقاً استهدفت خلالها محاور كبانة في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، وحرش جوزف بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، ما أدى لأضرار مادية، دون معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة.
وأشار في الثالث من الشهر، بأن الطيران الروسي استهدف بغارتين جويتين محطة الروج الشمالي والتي تحتوي على عشر مضخات ومجهزة بشكل كامل للعمل، حيث تروي المحطة حوالي 3500 هكتار من الأراضي الزراعية، كما طالت إحدى الغارات الجوية بثلاثة صواريخ مركزاً للدفاع المدني في منطقة الشيخ يوسف، مما أدى إلى الخروج المركز عن الخدمة، دون تسجيل أي إصابات.
في المقابل، رصد «المرصد» سقوط قذائف صاروخية أطلقتها قوات النظام بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء على مناطق في بينين ومنطف وفليفل بريف إدلب الجنوبي، ومناطق أخرى في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، كما قصفت الفصائل مواقع لقوات النظام في محور كفربطيخ جنوب شرقي إدلب.
وكان «المرصد» تحدث عن مقتل طفل متأثراً بجراحه التي أصيب بها جراء قصف الفصائل على ناعور جورين بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، كما أصيب أكثر من 10 أشخاص بجروح متفاوتة.
وكان وثق مقتل طفلة متأثرة بجراحها التي أصيبت بها، جراء القصف الذي طال بلدة احسم ليرتفع عدد القتلى إلى 8 بينهم 4 نساء و4 أطفال.
وقالت السفارة الأميركية في بيان على «فيسبوك» أول من أمس: «نشعر بالحزن إزاء التقارير التي تفيد بوقوع المزيد من القتلى المدنيين - بما في ذلك العديد من الأطفال - في إدلب يوم أمس، فقط بعد 10 أيام من الغارات السابقة التي قتلت مدنيين أيضاً. يجب احترام وقف إطلاق النار»، فيما قالت الخارجية البريطانية على «تويتر» أمس بأن «هجمات مدمرة على إدلب حصل بعطلة نهاية الأسبوع. بريطانيا تدين هجمات نظام الأسد وداعميه على المدنيين، وعلى متطوعي الخوذ البيضاء بينما كانوا يحاولون إنقاذ الضحايا من الأنقاض. يجب احترام وقف إطلاق النار».
على صعيد آخر، قال «المرصد» بأن أجواء منطقة «خفض التصعيد» الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية، وصولاً إلى الضواحي الشمالية الغربية لمدينة حلب مروراً بريفي حماة وإدلب، شهدت «غياب لطائرات النظام الحربية منها والمروحية، منذ نحو 17 شهراً، وذلك نظراً لدخول المنطقة بوقف إطلاق نار انبثق عن اجتماع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان في الـ5 من شهر مارس (آذار) من العام 2020، حيث لم تشهد المنطقة أي عملية قصف جوي من قبل طائرات النظام».
وزاد: «تكون ذلك طائرات النظام الحربية والمروحية قد أنهت بذلك الشهر الثامن من السنة السابعة على التوالي، من تصعيدها القصف الجوي على الأراضي السورية من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، مستهدفة المدن والبلدات والقرى والمزارع السورية، بعشرات آلاف البراميل المتفجرة والغارات، محدثة دماراً كبيراً في البنى التحتية والمرافق العامة وممتلكات المواطنين، إذ وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ الـ20 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، تنفيذ طائرات النظام أكثر من 164400 ضربة جوية، إذ قصفت الطائرات المروحية المناطق السورية بأكثر من 78505 براميل متفجرة، فيما نفذت الطائرات الحربية 85895 غارة».
كما أن القصف خلال 81 شهراً، حسب «المرصد»، «أوقع آلاف القتلى وعشرات آلاف الجرحى، في عشرات المجازر التي طالت المدن والمناطق السورية، حيث وثق المرصد السوري منذ الـ20 من نوفمبر من العام 2014، مقتل 13841 مواطنا مدنيا بينهم 3206 أطفال».
أيضاً قضى جراء غارات الطائرات الحربية، والبراميل المتفجرة ما لا يقل عن 8065 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام وتنظيم «داعش» والحزب الإسلامي التركستاني وعدة فصائل أخرى، إضافة لإصابة آلاف آخرين بجراح.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».