{توزيع أدوار} بين القادة السياسيين الإسرائيليين

لتسوية الخلافات مع أميركا وأوروبا والعالم العربي

جانب من احتفال المسلمين بعيد الأضحى في القدس أمس (رويترز)
جانب من احتفال المسلمين بعيد الأضحى في القدس أمس (رويترز)
TT

{توزيع أدوار} بين القادة السياسيين الإسرائيليين

جانب من احتفال المسلمين بعيد الأضحى في القدس أمس (رويترز)
جانب من احتفال المسلمين بعيد الأضحى في القدس أمس (رويترز)

أكد مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، وشريكه رئيس الحكومة البديل ووزير الخارجية، يائير لبيد، أعدا خطة لتحسين أداء الحكومة في الشؤون السياسية والدولية، مبنية على تقاسم الأدوار بين قادتها البارزين، تحت هدف واحد هو تسوية الخلافات التي أحدثتها حكومة بنيامين نتنياهو، خصوصاً مع الولايات المتحدة وأوروبا والعالم العربي.
ووفقاً لهذه المعطيات، فإن الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، ووزير الأمن، بيني غانتس، يتوليان مهمات الملف الفلسطيني، ولذلك اتصلا كل على حدة مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لتهنئته بعيد الأضحى المبارك. فيما يتولى رئيس الوزراء بنيت، مهمة تحسين العلاقات مع الإدارة الأميركية، ويتولى لبيد مهمة تحسين العلاقات الدولية الأخرى. وأبلغ بنيت وزراءه المعنيين، بأنه على استعداد تام للمساعدة في أي مهمة، كما فعل عندما قرر الوصول إلى عمان والتقى الملك عبد الله بن الحسين.
وقالت المصادر إن أقطاب الحكومة، يدركون تركيبة الحكومة غير عادية، التي تضم اليمين المتطرف بقيادة بنيت، وفي الوقت ذاته تضم اليسار الصهيوني الراديكالي، بالإضافة لكتلة الحركة الإسلامية، ولذلك قررت في حينه الامتناع عن اتخاذ قرارات كبرى تتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والعمل على إرضاء قوى اليمين بقرارات استيطان وتهويد «ذات وتيرة تأثير قليلة»، وإرضاء اليسار الصهيوني، بالإعلان عن الاستمرار في تجميد مخطط الضم والامتناع عن فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات.
وفي محاولة لتخفيف الانتقادات عليها في العالم، عموماً، وفي واشنطن بشكل خاص، قررت إجراء اتصالات مع السلطة الفلسطينية، وحتى الاتفاق معها على عدد من الإجراءات لتخفيف الحواجز العسكرية والعوائق في وجه الاقتصاد الفلسطيني. ووافقت على التوجه الأميركي الجديد بضم الفلسطينيين إلى السلام الإقليمي. وسيطرح الموضوع بشكل تفصيلي خلال الزيارة التي يزمع بنيت القيام بها إلى البيت الأبيض في الأسابيع القريبة.
وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، قد ذكرت، أن «الرئيس عباس تلقى مساء الأول من أمس، الاثنين، اتصالي تهنئة بحلول عيد الأضحى المبارك، من الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، ومن نائب رئيس الوزراء ووزير الأمن، بيني غانتس». من جهته، كتب غانتس، في منشور عبر حسابه في «تويتر»: «تحدثت مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وهنأته بمناسبة عيد الأضحى. وتحدثنا عن الحاجة لتعزيز إجراءات بناء الثقة بين الجانبين، بما يحقق الأمن والرخاء الاقتصادي للمنطقة»، دون أن يورد مزيداً من التفاصيل.
وقالت مصادر مقربة من هيرتسوغ، إنه قرر استغلال مكانته وصداقاته وأخذ على عاتقه العمل على إعادة الثقة بين القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية، كشرط أساسي للتقدم نحو إحياء مسيرة السلام بين الشعبين.
وكانت مصادر أخرى قد أكدت في الأسبوع الماضي، أن هيرتسوغ يأمل أن يعيد إحياء مسودة اتفاق سلام كان قد توصل إليها مع الرئيس عباس، عندما كان رئيساً لحزب العمل والمعسكر الصهيوني في سنة 2015. وكشفت هذه المصادر عن مساعٍ تبذل مع رام الله لعقد لقاء قمة بين الرئيسين عباس وهيرتسوغ، في وقت قريب.
وقالت المصادر إن عباس وهيرتسوغ، اللذين عقدا عدة لقاءات في الماضي، يعتبران صديقين مقربين. وفي أعقاب اللقاءات العديدة التي عقداها في سنوات 2013 حتى 2015، توصلا إلى مسودة اتفاقية سلام لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قريبة جداً من التفاهمات التي كان توصل إليها عباس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت. ولذلك فإن لقاء جديداً بينهما هو طبيعي للغاية، شرط أن يحظى بموافقة رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، ووزير خارجيته، يائير لبيد، علماً بأن الإدارة الأميركية أيضاً تشجع مثل هذا اللقاء.
غير أن العقبة أمام مثل هذا الاتفاق، هو أن الحكومة الحالية تعهدت بألا تقدم على اتخاذ قرارات كبيرة من هذا النوع. وقد صرح وزير الخارجية، يائير لبيد، بأن «حل الدولتين» غير قابل للتطبيق في الوقت الراهن. وأضاف خلال اجتماع رسمي لمجلس الشؤون الخارجية التابع للاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل: «إذا كانت هناك دولة فلسطينية فيجب أن تكون ديمقراطية ومحبة للسلام. لا يجب أن يُطلب منا أن نبني بأيدينا تهديداً آخر لحياتنا». ولكنه في الوقت نفسه تعهد باتخاذ خطوات بعيدة المدى لتحسين حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.