خطة بريطانية لتحفيز التبادل التجاري مع الاقتصادات النامية

(رويترز)
(رويترز)
TT

خطة بريطانية لتحفيز التبادل التجاري مع الاقتصادات النامية

(رويترز)
(رويترز)

طرحت بريطانيا خطة، أمس الاثنين، لتحفيز التبادل التجاري مع 70 بلداً نامياً تشمل خفض التعريفات الجمركية وتبسيط القوانين، وذلك في أحدث مسعى من جانب الحكومة البريطانية لتعزيز التجارة العالمية بعد استعادتها السيطرة على سياستها التجارية عقب الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
وقالت وزيرة التجارة ليز تروس، «أصبحت المملكة المتحدة الآن بلداً مستقلاً تجارياً، ولدينا فرصة ضخمة للقيام بالأمور بشكل مختلف، واتخاذ نهج أكثر تحرراً وتأييداً للتبادل التجاري يؤدي إلى النمو وإيجاد الفرص».
ويهدف «برنامج التجارة مع البلدان النامية» لتقليل العبء البيروقراطي على التجارة بين بريطانيا والبلدان النامية، وكذلك البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل مثل باكستان ونيجيريا وإندونيسيا.
وتسعى بريطانيا، منذ التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي قبل خمس سنوات، إلى التفاوض على اتفاقيات تجارية جديدة لتكون بديلة لتلك التي كانت طرفاً فيها عندما كانت عضواً في الاتحاد الأوروبي. وقالت تروس في هذا الصدد: «لقد أصبحنا أكثر مرونة، وأكثر ذكاء».
كانت وزارتا التجارة البريطانية والسنغافورية قد أعلنتا في 28 يونيو (حزيران) الماضي، بدء مفاوضات للتوصل إلى اتفاقية «للاقتصاد الرقمي».
ووصف وزير التجارة السنغافوري إس إيسواران، الاتفاقية المقترحة، بأنها الأولى من نوعها بين دولة آسيوية وأخرى أوروبية، مضيفاً أنها ستستفيد من «زخم اتفاقية التجارة الحرة بين المملكة المتحدة وسنغافورة»، وهي ترتيب أوسع تم توقيعه في أواخر العام الماضي. من جانبها، وصفت وزيرة التجارة البريطانية ليز تروس، الاتفاقية الرقمية المقترحة بأنها «متطورة للغاية»، مضيفة أنها «ستعزز مكانة المملكة المتحدة كمركز عالمي لتجارة الخدمات».
وأضاف إيسواران أن الاتفاقية من شأنها أن تمكن الشركات من «استخدام سنغافورة والمملكة المتحدة كبوابات رقمية للوصول إلى فرص جديدة في آسيا وأوروبا». ويقدر إجمالي حجم التبادل التجاري بين بريطانيا ومستعمرتها السابقة سنغافورة بنحو 22 مليار دولار.
وفي الأول من مايو (أيار) الماضي، دخلت اتفاقية التجارة الحرة بين الأردن وبريطانيا حيز التنفيذ. في الوقت الذي بلغ فيه إجمالي التجارة في السلع والخدمات بين المملكة المتحدة والأردن 561 مليون جنيه إسترليني في عام 2020، وهناك جهود إلى زيادة هذا الرقم.



«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
TT

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

قال البنك المركزي الروسي إن مستويات أسعار النفط الحالية لا تشكل تهديداً لاستقرار الاقتصاد الروسي، لكنها قد تتحول إلى تحدٍّ خطير إذا انخفضت الأسعار دون الهدف الذي حُدد في الموازنة والذي يبلغ 60 دولاراً للبرميل.

وتشكل عائدات النفط والغاز نحو ثلث إيرادات الموازنة الروسية، وعلى الرغم من التوقعات بتراجع هذه النسبة في السنوات المقبلة، فإن إيرادات السلع الأساسية تظل تلعب دوراً محورياً في الاقتصاد الروسي، كما أن سعر النفط بالروبل يعد عنصراً مهماً في الحسابات المالية للموازنة.

ووفقاً لحسابات «رويترز»، فإن سعر مزيج النفط الروسي «أورال» في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) قد تجاوز السعر المُستخدم في حسابات موازنة الدولة لعام 2024، وذلك بفضل الانخفاض الحاد في قيمة الروبل. وأكد البنك المركزي أن سعر النفط «أورال» بلغ 66.9 دولار للبرميل بداية من 15 نوفمبر.

وفي مراجعته السنوية، قال البنك المركزي: «لا تشكل مستويات أسعار النفط الحالية أي مخاطر على الاستقرار المالي لروسيا»، لكنه حذر من أنه «إذا انخفضت الأسعار دون المستوى المستهدف في الموازنة، البالغ 60 دولاراً للبرميل، فإن ذلك قد يشكل تحديات للاقتصاد والأسواق المالية، بالنظر إلى الحصة الكبيرة التي تمثلها إيرادات النفط في الصادرات الروسية».

كما أشار البنك إلى أن روسيا قد خفضت إنتاجها من النفط بنسبة 3 في المائة ليصل إلى 9.01 مليون برميل يومياً في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك في إطار التزامها باتفاقات مجموعة «أوبك بلس». وأضاف أن الخصم في سعر النفط الروسي مقارنة بسعر المؤشر العالمي قد تقلص إلى 14 في المائة في أكتوبر، مقارنة بـ 16-19 في المائة في الفترة من أبريل (نيسان) إلى مايو (أيار).

الإجراءات لدعم الروبل فعّالة

من جانبه، قال نائب محافظ البنك المركزي الروسي، فيليب جابونيا، إن البنك سيواصل اتباع سياسة سعر صرف الروبل العائم، مؤكداً أن التدابير التي اتخذها لدعم قيمة الروبل كافية وفعالة.

ووصل الروبل إلى أدنى مستوى له منذ مارس (آذار) 2022، إثر فرض أحدث جولة من العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي. وفي خطوة لدعم العملة الوطنية، تدخل البنك المركزي، وأوقف شراء العملات الأجنبية بداية من 28 نوفمبر.

وفي مؤتمر صحافي، صرح جابونيا: «نعتقد أن التدابير المتبعة حالياً كافية، ونحن نلاحظ وجود مؤشرات على أن الوضع بدأ في الاستقرار». وأضاف: «إذا كانت التقلبات قصيرة الأجل الناجمة عن مشكلات الدفع تشكل تهديداً للاستقرار المالي، فنحن نمتلك مجموعة من الأدوات الفعّالة للتعامل مع هذا الوضع».

وأكد جابونيا أن سعر الفائدة القياسي المرتفع، الذي يبلغ حالياً 21 في المائة، يسهم في دعم الروبل، من خلال تعزيز جاذبية الأصول المقومة بالروبل، وتهدئة الطلب على الواردات.

وكانت أحدث العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي قد استهدفت «غازبروم بنك»، الذي يتولى مدفوعات التجارة الروسية مع أوروبا، ويعد المصدر الرئيسي للعملات الأجنبية في السوق المحلية. وقد أدت هذه العقوبات إلى نقص حاد في سوق العملات الأجنبية الروسية، ما تَسَبَّبَ في حالة من الهلع واندفاع المستثمرين نحو شراء العملات الأجنبية. ورغم هذه التحديات، أصر المسؤولون الروس على أنه لا توجد أسباب جوهرية وراء تراجع قيمة الروبل.

النظام المصرفي يتمتع بمرونة عالية

وفي مراجعة للاستقرار المالي، يوم الجمعة، قال المركزي الروسي إن الشركات الصغيرة فقط هي التي تواجه مشكلات في الديون في الوقت الحالي، في وقت يشكو فيه بعض الشركات من تكاليف الاقتراض المرتفعة للغاية مع بلوغ أسعار الفائدة 21 في المائة.

وأضاف أن نمو المخاطر الائتمانية قد أدى إلى انخفاض طفيف في نسبة كفاية رأس المال للبنوك الروسية في الربعين الثاني والثالث، لكنه وصف القطاع المصرفي بأنه يتمتع بمرونة عالية. كما نصح البنوك بإجراء اختبارات ضغط عند تطوير منتجات القروض، بما في ذلك سيناريوهات تتضمن بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترات طويلة.