أعلنت إثيوبيا إتمامها عملية الملء الثاني لخزان «سد النهضة» على نهر النيل، الذي يثير نزاعات مع دولتي المصب مصر والسودان، في إجراء بدا مبكراً وبعيداً عن المخطط المسبق، وفق خبراء أكدوا لـ«الشرق الأوسط»، أن أديس أبابا اضطرت إلى إنهاء الملء بسبب هجوم الفيضان، وفشلها في التعلية اللازمة للسد.
وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أمس، نجاح الملء الثاني للسد. وقال عبر صفحته الرسمية على «تويتر»: «مبارك الانتهاء من الملء الثاني في سد النهضة الكبير... إثيوبيا ستكون قوية وتتقدم».
وبدأت إثيوبيا، في يوليو (تموز) 2020، ملء بحيرة السد بـ4.9 مليارات متر مكعّب. وكان الهدف بأن يضيف موسم الأمطار العام الحالي 13.5 مليار متر مكعّب. لكن خبير المياه المصري الدكتور عباس شراقي، قال إن «هجوم الفيضان أوقف التخزين الثاني، حيث توقف إثيوبيا عن التعلية عند 8 أمتار بدلاً من 30 متراً، فاكتفت بتخزين 3 مليارات متر مكعب هذا العام بدلاً من 13.5 مليار متر مكعب، بإجمالي تخزين 8 مليارات متر مكعب». فيما أشار الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية الأسبق، إلى أن «أديس أبابا لم تحقق الهدف المعلن من تعلية الممر الأوسط، كما فشلت في وضع أكثر من توربينتين للسد من أصل 14»... واضطرت إلى سحب معداتها الإنشائية مع هجوم الفيضان». وأظهرت صور نشرها رئيس الوزراء الإثيوبي عملية تدفق المياه بعد فتح بوابات سد النهضة، والانتهاء من عملية الملء الثاني للسد. وكانت إثيوبيا أخطرت مصر والسودان، قبل نحو أسبوعين، رسمياً ببدء الملء الثاني لسد النهضة، فيما ردت دولتا المصب باعتبار الخطوة «خرقاً صريحاً وخطيراً لاتفاق المبادئ، وللقوانين والأعراف الدولية».
ويثير السد الذي بدأت عملية إنشائه عام 2011، المخاوف من نقص المياه وبشأن الأمن المائي في مصر والسودان اللذين يعتمدان على مياه النيل». من جهته، قال وزير المياه والري الإثيوبي، سليشي بقلي، في تصريحات مع التلفزيون الرسمي: «نطمئن دولتي المصب بأنه لن يلحق بهما أي ضرر»، مضيفاً أن «تدفق المياه إلى دولتي المصب سيستمر بانتظام من خلال الفتحتين الموجودتين بسد النهضة لتمرير المياه». وأوضح بقلي أن «عملية الملء الثاني لسد النهضة تمت بنجاح وتدفقت المياه من أعلى الحاجز للسد»، متابعاً أن «هذا الإنجاز يمثل نجاح إثيوبيا وتمكنها من توليد الطاقة من خلال توربينتين».
وأشار إلى أنه «للوصول إلى هذه المرحلة، بذلت جهود مقدرة من قبل الجميع، في المرحلة المقبلة سنعمل على توليد الطاقة من سد النهضة من خلال التوربينتين بالسد». وعقد مجلس الأمن الدولي، الأسبوع الماضي، جلسة لمناقشة النزاع، بطلب من مصر والسودان؛ غير أنه لم يصدر، حتى الآن، قرار أو توصية بعد الجلسة». وأخفقت محادثات رعاها الاتحاد الأفريقي في التوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن ملء السد وعملياته، فيما طالبت القاهرة والخرطوم أديس أبابا بالتوقف عن ملء خزّانه الضخم إلى حين التوصل إلى اتفاق.
ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حمدي عبد الرحمن، أن «الدلالة الرمزية للملء الأول والثاني، أنه تم بشكل أحادي بما يعني سياسة فرض الأمر الواقع»، على مصر والسودان. من جهة أخرى، نفت السفارة الإسرائيلية في مصر، ضلوع إسرائيل في نزاع سد النهضة الإثيوبي، قائلة إنها «لديها ما يكفيها ويسد احتياجاتها». وقال بيان للسفارة الإسرائيلية نشرته عبر حسابها في «تويتر»، إنها «تعرب عن فائق الاحترام للشعب المصري وقيادته الرشيدة بزعامة الرئيس عبد الفتاح السيسي». وأضافت السفارة أنها «تؤكد بصورة واضحة وغير قابلة لأي تأويل أن ما تردد مؤخراً في بعض القنوات والمقالات الصحافية عن ضلوع دولة إسرائيل في موضوع سد النهضة هو عار عن الصحة ولا أساس له».
وشددت «إسرائيل على أنه لديها من المياه ما يكفيها ويسد احتياجاتها، وهي دائماً على استعداد لوضع خبراتها وتوسيع التعاون المشترك في مجال تكنولوجيا المياه مع مصر». وأشارت السفارة الإسرائيلية إلى أن إسرائيل تعتمد على طرق المعالجة الزراعية وتحلية مياه البحر للشرب ولديها التكنولوجيا التي توفر لها المياه، مُعربة عن أملها أن تمر المفاوضات بما يحقق الاستقرار والرخاء لشعوب الدول الثلاث.
إثيوبيا تُنهي الملء الثاني للسد مبكراً... وتطمئن مصر والسودان
إسرائيل نفت ضلوعها في النزاع
إثيوبيا تُنهي الملء الثاني للسد مبكراً... وتطمئن مصر والسودان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة