بينالي البندقية في الدورة 56 يستكشف «أكثر من مستقبل للعالم»

موضوع هذا العام مدفوع بالأحداث العالمية الحالية

في أرض المعارض الـ«غارديني»
في أرض المعارض الـ«غارديني»
TT

بينالي البندقية في الدورة 56 يستكشف «أكثر من مستقبل للعالم»

في أرض المعارض الـ«غارديني»
في أرض المعارض الـ«غارديني»

استضاف المعهد الثقافي الإيطالي بلندن أمس لقاء مع الصحافة العالمية ورئيس بينالي البندقية في الدورة 56 باولو باراتا لتقديم الدورة الجديدة التي تقام تحت عنوان: «أكثر من مستقبل للعالم» وتنطلق في 9 مايو (أيار) المقبل وتستمر حتى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وحسب باراتا، فإن «المعرض العالمي» الذي يندرج تحت عنوان «أكثر من مستقبل للعالم» سيمتد في أكثر جناح على مدار أرض المعارض في الغارديني وآرسنالة بالإضافة إلى أماكن عرض أخرى متفرقة بالمدينة، ويشارك فيه نحو 136 فنانا.
وأشار إلى أن 89 دولة مشاركة في بينالي هذا العام ستنضم تحت منظومة الموضوع الشامل والعنوان الذي يشرف عليه الفنان أوكوي إنوزور، منها 29 جناحا في أرض الغارديني، و29 في أرض الآرسنالة، بمبانيها العريقة التي تعود للقرن السادس عشر، وتمتد المعارض المشاركة في التيمة العامة في مبان متفرقة بالمدينة العائمة، إلى جانب 44 عرضا متزامنا تقدمها مؤسسات غير ربحية.
ومن الـ89 دولة المشاركة في الدورة الحالية هناك عدد من الدول تشارك لأول مرة في البينالي، ومنها غرانادا وموريشيوس ومنغوليا وجمهورية موزمبيق وجمهورية سيشل. وتعود الإكوادور والفلبين وغواتيمالا للبينالي بعد انقطاع سنين.
يقدم باراتا البينالي بفخر شديد قائلا: «هذه هي النسخة الـ56 للبينالي الذي يبلغ هذا العام عامه الـ120، وما زال يضيف إلى رصيده التاريخي عاما بعد عام، ويعكس من خلاله ظاهرة الابتكار الفني المعاصر». ويستطرد قائلا إن موضوع هذه الدورة يعد امتدادا للدورات السابقة؛ فموضوع الدورة السابقة 2014 كان «التنوير» أو «الضوء عاملا منشطا»، بينما عكست دورة 2012 عملية الابتكار الفني من الداخل، حيث قام الفنان ماسيميليانو غيوني المنسق لتلك الدورة بالتركيز على الدوافع الداخلية التي تدفع بالجنس البشري والفنان لصنع الصور وتجسيدها.
أما موضوع هذا العام، فيشير باراتا إلى أنه مدفوع بالأحداث العالمية الحالية التي كونت ما يصفه بـ«عصر القلق»، ويستكمل: «العالم أمامنا اليوم يعكس انقسامات عميقة، وجراحا، وظلما، وعدم مساواة، ومستقبلا تشوبه الشكوك. ومرة أخرى يحول البينالي اهتمامه لملاحظة العلاقة بين الفن والتطور الاجتماعي والسياسي للإنسان». وبالنسبة لبارتا، فمنسق المعرض أوكوي إنوزور لا يدعي حق الحكم على الأوضاع، فهو يأمل أن يجمع فنونا وفنانين من جميع أنحاء العالم ومن مختلف الاتجاهات معا لتكوين «برلمان متنوع»، أو ليصبح معرضا عالميا؛ حيث يستطيع المتلقي طرح الأسئلة أو على الأقل يستطيع أن يستمع للفنانين، ويضيف: «دعونا 136 فنانا إلى هنا؛ منهم 89 يعرضون هنا للمرة الأولى، ينحدرون من 53 دولة. كل ذلك سيساعدنا في الكشف عن آخر التصورات لناحية الجغرافيا والطرق التي يسلكها الفن المعاصر».



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.