كليشي: الحديث عن العنصرية يعني أننا نسير للأمام

مدافع سيرفيت السويسري ولاعب آرسنال ومانشستر سيتي السابق يتحدث عن فينغر وغوارديولا

كليشي يرى أن غوارديولا غيّر الطريقة التي تُلعب بها كرة القدم (غيتي)
كليشي يرى أن غوارديولا غيّر الطريقة التي تُلعب بها كرة القدم (غيتي)
TT

كليشي: الحديث عن العنصرية يعني أننا نسير للأمام

كليشي يرى أن غوارديولا غيّر الطريقة التي تُلعب بها كرة القدم (غيتي)
كليشي يرى أن غوارديولا غيّر الطريقة التي تُلعب بها كرة القدم (غيتي)

مع اقتراب النجم الفرنسي غايل كليشي من عيد ميلاده السادس والثلاثين، فمن الطبيعي أن يبدأ في التفكير بالمجال الذي سيعمل به بعد اعتزال كرة القدم. لم يفكر كليشي في الاعتزال بعد قيادة نادي إسطنبول باشاك شهير للفوز بلقب الدوري التركي الممتاز في موسم 2019 - 2020، لذلك انتظر الوقت المناسب للعودة إلى مكان قريب من وطنه وانضم في نهاية المطاف إلى نادي سيرفيت السويسري في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وفي سويسرا، عاد كليشي للعمل مع زميله السابق في آرسنال، فيليب سينديروس، الذي يشغل الآن منصب المدير الرياضي لنادي سيرفيت. لقد بدأ كل منهما الفصل التالي من رحلته، حيث يفكر كليشي بالفعل في المجال الذي سيعمل به بعد نهاية مسيرته كلاعب، على الرغم من أنه يشعر أنه لا يزال قادراً على اللعب لبضع سنوات أخرى.
يقول اللاعب الفرنسي: «أفكر في العمل بمجال التدريب، لكنني لا أعرف هل سأكون مديراً فنياً جيداً أم لا؟ وهل سأحب العمل في هذا المجال أم لا؟ لذا فإن الخطوة الأولى هي التعلم». ويضيف: «أنا أتحدث إلى المديرين الفنيين، وسوف أبدأ في الحصول على دورات تدريبية في هذا المجال، ومنذ تلك اللحظة سأرى ما إذا كان لدي هذا الشعور والرغبة في القيام بذلك أم لا. في الوقت الحالي، لدي رغبة في العمل بهذا المجال، لكن عندما أكون جاهزاً وأحصل على الدورات التدريبية اللازمة، فربما أشعر بأن هذا المجال ليس مناسباً لي!».
ويتابع: «أريد تجربة هذا الأمر، لأنك عندما تعمل في مجال معين لمدة 20 عاماً، يكون من الصعب للغاية أن ترى نفسك تفعل شيئاً آخر، وأنا أحب كرة القدم كثيراً، وأقرب شيء للعب هو أن أكون مديراً فنياً، وأريد في البداية أن أكون ضمن طاقم تدريبي من أجل التعلم. من يعرف إلى أين ستأخذني هذه الطريق؟». ولعب كليشي تحت قيادة اثنين من أفضل المديرين الفنيين في أوروبا خلال العشرين عاماً الماضية، هما أرسين فينغر وجوسيب غوارديولا. وعلى الرغم من أن كليشي لم يلعب سوى موسم واحد فقط تحت قيادة غوارديولا في مانشستر سيتي، فإنه دائماً ما يحلل أداء المدير الفني الإسباني وغيره من المديرين الفنيين.
يقول كليشي: «كرة القدم تتطور كل عام، وربما يكون غوارديولا هو أفضل مدير فني في العالم، أو على الأقل ضمن أفضل ثلاثة مديرين فنيين. لقد غير بالتأكيد الطريقة التي تُلعب بها كرة القدم، وباعتباري ألعب كظهير فقد كان من المثير جداً أن أعرف أسباب قيامه بذلك. يمكنك أن تدرك بسرعة أنه يفعل هذا ليكون أكثر استقراراً في الخلف، وحتى لا يتعرض الفريق لكثير من الفرص من الفرق المنافسة، لكنه في الوقت نفسه يفكر دائماً في النواحي الهجومية.
وعندما يكون لديك لاعبون مثل جواو كانسيلو وكايل ووكر، يكون الأمر بسيطاً جداً؛ لأنهما يمتلكان القوة الذهنية والقدرات البدنية والخططية التي تجعلهم قادرين على القيام بواجباتهما على النحو الأمثل».
وأضاف كليشي لقب الدوري التركي الممتاز إلى بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز التي حصل عليها مع مانشستر سيتي. وقد ضخ نادي إسطنبول باشاك شهير استثمارات ضخمة وتعاقد مع لاعبين بارزين، بما في ذلك مارتن سكرتل وروبينيو، لينهي هيمنة غلطة سراي وبشيكتاش وفنربخشة على الدوري التركي الممتاز ويصبح سادس فريق يفوز بلقب الدوري. يقول كليشي: «لن أقول إن الفوز بلقب الدوري التركي الممتاز جعلني أشعر بسعادة أكبر من تلك التي شعرت بها عند الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، لأن هذا ليس صحيحاً، لكن الشعور الذي انتابني بعد الفوز باللقب الدوري التركي كان قوياً للغاية. يظهر ذلك أنه أينما كنت ومهما كانت البطولة التي تلعب فيها، فإنك إذا بذلت قصارى جهدك وقمت بواجبك كما ينبغي وكانت أمامك بعض الأهداف التي تسعى لتحقيقها، فإنك ستشعر في نهاية المطاف بالسعادة وبأنك فخور بنفسك».
ويضيف: «عندما تتحدث عن شخص مثل غوارديولا، فإنه يهتم دائماً بأدق التفاصيل ويشعر بالسعادة بعد الفوز في المباريات، وأعتقد أن هذه هي الرسالة التي يحاول إيصالها: لا يهم إذا كنت تلعب لمانشستر سيتي أو ريال مدريد أو بايرن ميونيخ أو باشاك شهير أو لفريق يلعب في دوري الدرجة الثالثة - ضع لنفسك هدفاً واعمل بكل قوة واجعل لديك رغبة دائماً في التحسن والتطور، وستكون حياتك مليئة بالسعادة في نهاية المطاف».
وفي ظل غياب كليشي، بدأ إسطنبول باشاك شهير أولى مغامراته في مراحل المجموعات بدوري أبطال أوروبا. ولو لم تنهر فكرة دوري السوبر الأوروبي، فإن أندية مثل إسطنبول باشاك شهير كانت ستفقد فرص اللعب في المستقبل أمام أندية مثل مانشستر يونايتد، الذي نجح النادي التركي في الفوز عليه على ملعبه.
يقول كليشي عن ذلك: «كانت هذه البطولة المقترحة عبارة عن خطأ كبير، لأن كرة القدم تعتمد في المقام الأول والأخير على المنافسة. ما نريده هو أن نعيش تلك المشاعر، ونعيش تلك اللحظات المثيرة مثل فوز ليستر سيتي المفاجئ بالدوري الإنجليزي الممتاز في عام 2016. ما نريده هو أن نرى فريقاً يصعد من دوري الدرجة الثانية إلى الدوري الممتاز ثم يصل إلى المراكز الأربعة الأولى، لأن هذه هي اللحظات التي تجعلك تشعر بالمتعة في عالم كرة القدم، لكن البطولة المقترحة كانت تسلب اللعبة من هذا الأمر، فما الذي كان سيتبقى لكرة القدم؟ إنهم يبحثون عن الأموال فقط. أعتقد أن المال هو الذي يحرك كل شيء في العالم، لذلك فنحن لا نقوم بعمل جيد، أليس كذلك؟».
وتميزت حملة إسطنبول باشاك شهير في دوري أبطال أوروبا بانسحاب لاعبي الفريق من الملعب بعد مزاعم بالعنصرية من قبل حكم مباراة الفريق أمام باريس سان جيرمان. ويعرف كليشي تأثير الإساءة العنصرية جيداً، بعدما تلم إلقاء موزة عليه خلال مباراة ودية استعداداً للموسم الجديد في جمهورية آيرلندا مع مانشستر سيتي. يقول كليشي عن ذلك: «حقيقة أننا نتحدث عن العنصرية تعني أنها لا تزال موجودة وأن ما نقوم به لا يكفي، لكن حقيقة أننا نتحدث عنها تعني أيضاً أننا نتقدم إلى الأمام».
ويضيف: «قبل بضع سنوات أتذكر عندما وصلت إلى آرسنال كانت هناك بعض الحوادث التي لم يتم الحديث عنها، وهذا أمر مهم لفهم التقدم الذي نحرزه الآن. يتعين علينا أن نحاول إيجاد طرق جديدة لمواجهة العنصرية، وأود أن أقول إن كل فرد على حدة يمكن أن يكون له تأثير في هذا الأمر، بغض النظر عما إذا كان هذا التأثير كبيراً أم صغيراً. لكن طالما أننا نواصل الاحتجاج على هذه العنصرية، فإننا نسير إلى الأمام ونحرز تقدماً في هذا الأمر».


مقالات ذات صلة

غوارديولا: سأدرب سيتي حتى لو هبط!

رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (رويترز)

غوارديولا: سأدرب سيتي حتى لو هبط!

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي إنه سيبقى حتى نهاية عقده مع حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم حتى في حالة هبوطه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية لاعب الوسط الكرواتي ماتيو كوفاسيتش يغيب عن مانشستر سيتي للإصابة (د.ب.أ)

ضربة جديدة لوسط سيتي... إصابة كوفاسيتش

يغيب لاعب الوسط الكرواتي ماتيو كوفاسيتش عن فريقه مانشستر سيتي بطل إنجلترا لكرة القدم لفترة تتراوح بين «ثلاثة أسابيع وشهر».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية بيب غوارديولا باقٍ عامين إضافيين مع سيتي (رويترز)

مدربو «البريميرليغ» سعداء بتمديد عقد غوارديولا مع سيتي

رحّب مدربو أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بقرار بيب غوارديولا بتوقيع عقد جديد لمدة عامين مع مانشستر سيتي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.