وزير المالية السوداني يصف إعفاء ديون نادي باريس بالإنجاز التاريخي

جبريل إبراهيم: سنتوقف عن سداد أصل وفوائد الديون

وزير المالية السوداني يصف إعفاء ديون نادي باريس بالإنجاز التاريخي
TT

وزير المالية السوداني يصف إعفاء ديون نادي باريس بالإنجاز التاريخي

وزير المالية السوداني يصف إعفاء ديون نادي باريس بالإنجاز التاريخي

وصف وزير المالية السوداني، جبريل إبراهيم، إعفاء دول «نادي باريس» جزءاً من الديون الخارجية، بأنها خطوة كبيرة في طريق الوصول إلى نقطة «الإنجاز» التي بموجبها سيتم إعفاء كامل لديون السودان، وفقا لمبادرة الدول الفقيرة المثقلة بالديون «الهيبك».
وقال في مؤتمر صحافي بالخرطوم اليوم (الأحد)، إن الإجراءات الاقتصادية القاسية التي طبقتها الحكومة الانتقالية في الفترة الماضية استجابة للمؤسسات الدولية أفضت إلى إقناع المجتمع الدولي بأن السودان جاد وحريص على عملية الإصلاح الاقتصادي.
وأعلن إعفاء السودان من 14.1 مليار دولار من دين مجموعة دول نادي باريس، وجدولة باقي الدين البالغ 9.5 مليار دولار إلى 16 عاما، وفترة سماح 6 سنوات.
وأضاف أن السودان بموجب القرار سيتوقف عن سداد أصل الدين وفوائده، وسيوجه تلك الأموال في مجالات التنمية المختلفة وعلى رأسها تطوير قطاع الخدمات الأساسية.
وقال وزير المالية السوداني، جبريل إبراهيم، إن الوصول إلى نقطة القرار لم يكن أمرا سهلا، لكنه إنجاز كبير، يمهد للنهوض بالاقتصاد السوداني.
وكشف إبراهيم عن عزم الحكومة الانتقالية إجراء اتصالات ببقية الدول الدائنة السعودية والكويت، مضيفا خلال الفترة المقبلة سنجري مباحثات مع الدولتين لإعفاء 60 في المائة من ديونهما على السودان البالغة 30 مليار دولار.
وأكد إبراهيم أن تحسن الوضع الاقتصادي في البلاد والاندماج في المجتمع العالمي يحتاج إلى تحريك الإمكانيات والموارد الذاتية الداخلية، مشيرا إلى أن المؤسسات المالية الدولية على استعداد لتقديم التمويل في مجالات التنمية.
وقال إبراهيم إن إعفاء ديون السودان الخارجية، وتوجيه الأموال لدعم القطاعات الأخرى في البلاد، سيقلل من الطلب على العملات الأجنبية ويساهم في تقوية قيمة الجنيه السوداني.
وأوضح أن مثل هذه القرارات المتعلقة بسداد الديون لن تنعكس فورا على الأوضاع الاقتصادية في البلاد التي تحتاج إلى وقت، لكنها خطوة كبيرة تتلوها خطوات أخرى تساعد في الانتعاش الاقتصادي.
ومن جانبه، قال محافظ بنك السودان المركزي، محمد الفاتح زين العابدين، إن الوصول إلى نقطة القرار، يمكن السودان من العودة والتطبيع مع النظام المصرفي العالمي، ويفتح المزيد من الفرص للمنح والقروض والاستثمارات الخارجية الضخمة.
وأضاف سنوجه أموال الديون للمشاريع التنموية وإصلاح البنى التحتية في الصحة والتعليم.
ومن جانبها، رحبت وزارة الخارجية السودانية بقرار أعضاء «نادي باريس»، واعتبرتها خطوة أولى في إطار المعالجة الشاملة لإعفاء ديون السودان بعد دخوله نقطة القرار في يونيو (حزيران) الماضي.
وأشارت إلى أن هذه الخطوة تعزز من طريق عملية الإصلاح الاقتصادي الوطني الشامل وتهيئ المناخ للاستثمار الأجنبي.
ويتطلع السودان إلى بلوغ نقطة الاكتمال في 2024 والتي ستشهد إعفاء ما تبقى من ديون سيادية في نادي باريس بنسبة تصل إلى 100 في المائة، وتلقي موارد مالية إضافية من أعضاء نادي باريس.
أكد وزير الاستثمار والتعاون الدولي، الهادي محمد إبراهيم، أن إعفاء ديون السودان سيكون له أثر مباشر على المدى المتوسط والبعيد على مستوى موازنة الدولة وميزان المدفوعات.
وقال إن دمج السودان في المجتمع الدولي ساعد في إعفاء جزء كبير جدا من الديون التي قد تصل إلى قرابة الخمسين مليار دولار، والاستفادة من القروض الموجهة للتنمية والقروض الموجهة للإعمار في مجالات البنى التحتية مثل النقل والاتصالات والكهرباء وغيرها من مشروعات التنمية الكبيرة.
وشارك وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، جبريل إبراهيم، ومحافظ بنك السودان، محمد الفاتح زين العابدين، في اجتماعات دول «نادي باريس»، في 15 يوليو (تموز) الحالي.
وكانت دول نادي باريس أشادت بالإصلاحات الاقتصادية الضرورية التي نفذتها الحكومة السودانية لوقف التدهور الاقتصادي المستمر والتكاليف الاقتصادية والاجتماعية لهذه الإصلاحات على الشعب السوداني.
وأكد دائني نادي باريس عزمهم إلغاء 100 في المائة من متطلباتهم المتبقية بمجرد الوصول إلى نقطة الإكمال.
ويضم نادي باريس النمسا وبلجيكا وكندا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وآيرلندا واليابان وهولندا والنرويج والاتحاد الروسي وإسبانيا وسويسرا والمملكة المتحدة وأميركا.
وأكبر الدول الدائنة من خارج نادي باريس الكويت والمملكة العربية السعودية والصين والهند والإمارات العربية المتحدة. ويقدر إجمالي الديون المستحقة لهذه الدول بنحو 29.9 مليار دولار أميركي.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.