أسرار شواء اللحم... ومذاق العيد

أفضل طرق تحضير اللحوم الحمراء والأخطاء التي يجب تجنبها

TT

أسرار شواء اللحم... ومذاق العيد

على جمر النار تنبعث روائح تكاد تخطف القلوب قبل العقول، إنها لخليط من التتبيل المخصوص الذي يكسو قطع اللحم لساعات عدة، بحسب وصفات يقدمها لنا اثنان من الطهاة المصريين، حتى تغدو قابلة للشواء سواء في الحدائق أو في تراس المنزل، لتقديم أطباق لذيذة تتناسب مع فصل الصيف، أو تلائم أجواء عيد الأضحى.
وللحصول على مذاق مميز للحوم الحمراء المشوية هناك مجموعة من النصائح يجب اتباعها، كما أن هناك أخطاء عدة ينبغي تجنبها لكيلا نفسد عملية الشِواء، بحسب شيف ميدو برسوم، الذي يقول في حديث إلى «الشرق الأوسط» «هناك خطوات عديدة توصلنا للشواء المثالي، تبدأ باختيار الجزء المناسب من اللحم أولاً، فليست كل القطع تناسب الشي، إذ إن بعضها يتطلب وقتاً أطول للنضج ما يعني أننا بعد الشوي سنحصل على لحم جاف يفتقد روعة المذاق؛ وعلى العكس من ذلك هناك قطع تجعلنا نستمتع باللحم الطري، ومن هنا أنصح بالفيليه والانتركوت والضلوع (الريش) ولحم الخاصرة ولحم الفخذ».
أما عن أفضل طريقة للشواء فهي بالطبع على الفحم، بحسب ميدو، الذي يقول: «ينبغي أن تكون الشواية المعتمدة على الفحم هي الاختيار الأول، لكن لو تعذر ذلك، فإنه عند اختيارك للطريقة الكهربائية ينبغي أن تكون جيدة بحيث تتيح لك درجة حرارة عالية للغاية لكيلا تطول مدة تعرض اللحم للحرارة».
مجموعة من التوابل والمكونات يمكن إضافتها للحم حتى تعمق نكهته المميزة، يقول ميدو: «حتى نحصل على مذاق مختلف عن التقليدي للمشويات هناك العديد من الخلطات التي تختلف باختلاف المنطقة والذوق، مثل التتبيلة الصينية والهندية، لكن بشكل عام أنصح بإعدادها في المنزل، كي يسهل التحكم في مكوناتها، فقد يفضل البعض تتبيلة ما لكنه لا يستسيغ مكوناً محدداً فيها، وعندئذ يمكنه عدم إضافته أو الإقلال منه، كما يرتبط اختيار نوع التوابل بالأطباق الجانبية، بمعنى أنه من الضروري أن تتماهى معها».
ويضيف الشيف ميدو: «في حالة ما إذا كنت سأقدم المشويات مع نودلز بالخضروات وصويا صوص صيني فإنه يتم اختيار مجموعة توابل صينية، وفي حالة ما إذا كان مثلا الطبق الجانبي بطاطس في الفرن بجوزة الطيب فإنه يتماشى معها التوابل الهندية حيث يدخل في تركيبها الحبهان وجوزة الطيب والقرفة».
وحول نوع التوابل الملائمة بحسب نوع اللحم يوضح ميدو: «يفضل وضع (التوابل العنيفة) مع شي اللحوم البقري، لكونها ذات مذاق قوي مثل المستردة والفلفل الأسود والبصل وبودرة القرفة والقرنفل وجوزة الطيب، كما أنه يمكن إضافة القليل من الطماطم، لتطرية اللحم، مع ملاحظة عدم الإكثار لكيلا تؤدي إلى نتائج عكسية بفقد مذاقها الأصلي، كما أن الإفراط في إضافتها يؤدي إلى تغير لون اللحم، وفي حين يميل البعض إلى استخدام الليمون والخل في تتبيل اللحم قبل شيه فإنني لا أنصح بهما لأنهما يتسببان في تفتت الأنسجة وتشقق الأطراف وتغير الملمس».
أما لحوم الضأن والماعز فإن من أسرار تتبيلها كما يقول الشيف، «إضافة الزبادي الذي يساعد على تحقيق شيئيين، الحصول على لحم طري بسبب ما يحتويه من بكتريا نشطة وإنزيمات، وامتصاص أي رائحة نفاذة للحم».
وعن طريقة التتبيل وتوقيتها يكشف ميدو عن طريقتين للتتبيل، الأولى تكون مبللة أقرب للسائل، وتتكون من نوع من أنواع الدهون ويفضل زيت الزيتون مع خلطة التوابل المفضلة، وقد تتضمن المستردة أو صويا صوص حسب الرغبة، ويتم دهن اللحم بها وتركها في الثلاجة قبل عملية الشواء بيوم، والنوع الآخر تتبيلة جافة وهي عبارة عن مكونات مجففة، وتترك هذه الخلطة نحو نصف الساعة قبل الشواء ولا ينبغي تركها طويلاً.
ويرشح شيف ميدو التببيل الجاف كاختيار أول للحوم عند الشواء، لأن الطريقة السائلة تحتوي على ملح ما يعرض قطع اللحم للجفاف. وفي مرحلة تسوية يفضل الاستعانة بترموتر اللحم لأنه يوفر قراءة دقيقة لدرجة النضج، مع الرجوع إلى جدول درجات التسوية وهو متوفر على الإنترنت، مايساعد على تناول اللحم بدرجة التسوية المحببة.
ويوصي الشيف ميدو بتجنب التقليب المستمر، فيكفي أن يكون ذلك مرة أو مرتين على الأكثر لكيلا تفقد عصارتها. وتأتي الخطوة الأخيرة وهي تقديم اللحم، وهنا ننصح بعدم تقديمها إلابعد مرور نحو 5 دقائق من رفعها على النار لأن وضع السكين والشوكة داخلها فور الشي سيؤدي إلى نزول العصارة في الطبق والحصول على قطعة لحم جافة ما يفقدها مذاقها المميز.
وفيما يتعلق بنوعية اللحم، تنصح الشيف ندى سعد، بشراء اللحوم من مصدر موثوق به، وترى أن التتبيلة باستخدام الملح والفلفل وزيت الزيتون كاف للغاية من أجل التمتع بالطعم الأصلي للحم البقري، أما اللحم الضأن فينبغي وضعه في محلول سائل «براين» كي نخلصه من رائحته النفاذة التي لايفضلها البعض وفي الوقت نفسه نكسبها المذاق المميز، ويتم ذلك من خلال وضع القليل من الملح والسكر في ماء على النار ونضيف إليها البهارات أو النكهات المفضلة، ومنها ورق اللوري والمرممية والزعتر وروز ماري ومن الممكن إضافة شرائح قليلة من البرتقال، والقليل من الثلج أو الماء البارد ونتركه عدة ساعات، ثم نخرجه من الثلاجة إلى أن يصبح في درجة حرارة الغرفة ونجففه جيدا ونبدأ الشواء.
وكي نستمتع بطعم المشويات تقول ندى: «لا ينبغي الوصول إلى درجة ( well done) فيكفي (medium) ولا ينبغي الاعتقاد أن اللون الوردي في الداخل هو لون الدم، لكنها لون العصارة التي تجعله (جوسي)، ولذلك من المهم أن تكون درجة الشواء مرتفعة كي تغلق المسام فنحصل على قطعة لحم طرية من الداخل، مع الكرملة المطلوبة».


مقالات ذات صلة

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
مذاقات صندوق من الكعك والكعك المحلى من إنتاج شركة «غريغز سويت تريتس» في نيوكاسل أبون تاين - بريطانيا (رويترز)

حلويات خطيرة لا يطلبها طهاة المعجنات أبداً في المطاعم

في بعض المطاعم والمقاهي، توجد بعض الخيارات الاحتياطية التي تجعل طهاة المعجنات حذرين من إنفاق أموالهم عليها؛ لأنها على الأرجح خيار مخيب للآمال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)

حلويات خطيرة لا يطلبها طهاة المعجنات أبداً في المطاعم

صندوق من الكعك والكعك المحلى من إنتاج شركة «غريغز سويت تريتس» في نيوكاسل أبون تاين - بريطانيا (رويترز)
صندوق من الكعك والكعك المحلى من إنتاج شركة «غريغز سويت تريتس» في نيوكاسل أبون تاين - بريطانيا (رويترز)
TT

حلويات خطيرة لا يطلبها طهاة المعجنات أبداً في المطاعم

صندوق من الكعك والكعك المحلى من إنتاج شركة «غريغز سويت تريتس» في نيوكاسل أبون تاين - بريطانيا (رويترز)
صندوق من الكعك والكعك المحلى من إنتاج شركة «غريغز سويت تريتس» في نيوكاسل أبون تاين - بريطانيا (رويترز)

في بعض المطاعم والمقاهي، توجد بعض الخيارات الاحتياطية التي تجعل طهاة المعجنات حذرين من إنفاق أموالهم عليها؛ لأنها علي الأرجح خيار مخيب للآمال. على سبيل المثال، قالت أميليا جايست، طاهية المعجنات في The Lodge at Flathead Lake، وهي مزرعة شاملة في مونتانا الأميركية: «إذا كان المطعم جزءاً من سلسلة، فسأقرر أن معظم الحلويات يتم صنعها في مطبخ تجاري خارج الموقع»، وفقاً لما ذكرته لصحيفة «هاف بوست» الأميركية.

يرجع هذا إلى أن هذه المطاعم المملوكة للشركات تحتاج إلى تقديم خدمات ترضي الجماهير؛ وهو ما يؤدي عادة إلى اختيار آمن وتقليدي للغاية، وفقاً لريكي سوسيدو، رئيس الطهاة التنفيذي للحلويات في مطعم Pata Negra Mezcaleria في أتلانتا.

وقال سوسيدو: «عندما يكون الأمر عبارة عن كعكة براوني على طبق، وشريحة من الكعكة، وكريمة بروليه، وربما بعض الكريمة المخفوقة»، فهذه هي إشارة لتخطي الطبق.

وإذا رأيت كعكة معروضة مع خطوط قطع واضحة وموحدة تماماً، فمن المرجح أن تكون من مخبز جملة متخصص ولم تُعدّ بشكل طازج.

مع ذلك، قالت كلوديا مارتينيز، رئيسة الطهاة للحلويات في مطعم Miller Union الحائز نجمة ميشلان في أتلانتا: «إذا كان مطعماً صغيراً في منتصف الطريق، فقد تعلمت أنه عادةً لا يتم تصنيعه داخلياً؛ لأن معظم المطاعم لا تستطيع تحمل تكلفة وجود طاهي حلويات على قائمة الرواتب».

واتفق طهاة المعجنات على أن هناك علامات تحذيرية عن النظر في قائمة الحلوى، ولماذا يتخطون بعض الأصناف.

كعكة الجبن

بالنسبة لمارتينيز، فإن كعكة الجبن الكلاسيكية هي واحدة من أكبر المؤشرات على أنها قد تكون في سوق شعبية أو مطعم يجذب السياح.

من جانبه، جوس كاسترو، طاهي المعجنات، قال: «أتذكر أنني ذهبت إلى مطعم مشهور بكعكات الجبن واشتريت كعكة كاملة وقيل لي أن أنتظر ساعتين على الأقل حتى تذوب؛ لأنها تصل إليهم مجمدة»؛ وهو ما يؤكد بلا شك أنها لم تُصنع طازجة في المنزل بواسطة طاهي معجنات.

قد تقدم المطاعم التي يعمل بها طهاة معجنات تفسيرات راقية للطبق المفضل التقليدي من قبل قاعدة عريضة من الجمهور، واعترف جايست: «إذا تم صنع كعكة الجبن في المنزل أو بواسطة مخبز محلي، فمن الصعب عليّ أن أقول لا!» لكن هذا لا يزال اختياراً غير آمن.

وقال سوسيدو: «خلال تجربتين مختلفتين، أعطوني كعكة جبن فاسدة، وربما نسوا السكر في إحداهما!». ومنذ ذلك الحين، أصبح لا يثق في كعكات الجبن.

كريمة بروليه

قالت دانييلا ليا رادا، رئيسة الطهاة في مطاعم هيلتون اتلانتا: «كريمة بروليه هي الحلوى التي لا أطلبها أبداً». وتضيف: «تستخدم معظم المطاعم قاعدة مسحوقة لصنعها، كما تستخدم الفانيليا المقلدة لتقليل التكلفة وإخفاء زيف قاعدة المسحوق. وعادة ما تكون مطبوخة أكثر من اللازم وحبيبية، ولا يتم حرقها بشكل صحيح أبداً ويتم تزيينها بنسبة 99 في المائة بالفراولة، وهو أمر قديم الطراز للغاية».

كعكات براونيز

قالت جايست: «البراونيز من الحلويات التي أعطيها صفراً؛ لأنها في الغالب مصنوعة تجارياً»، وأشارت إلى أنه من السهل وغير المكلف شراء مزيج كعكات براونيز لخبزها في المنزل للحصول على نتائج أفضل. تقترح إضافة رقائق شوكولاته إضافية أو طبقة من زبدة الفول السوداني لجعلها أكثر روعة.

مولتن كيك

تأخذ ليا رادا الشوكولاته على محمل الجد؛ ولهذا السبب، لن تطلب كعكة الحمم البركانية المذابة (المولتن كيك) أبداً. قالت: «عادةً ما تكون مصنوعة من الشوكولاته الرخيصة ذات النسبة العالية من السكر».

قالت كاريليس فاسكيز، رئيسة الطهاة في فندق فورث أتلانتا إنها «تميل إلى مذاق معززات النكهة الاصطناعية».

وقالت مارتينيز بشأن شكاوى الجودة: «البراونيز تُنتج دائماً بكميات كبيرة وتُباع بتكلفة عالية؛ مما يجعلها ذات قيمة رديئة».

الفطائر

لا يوجد شيء جميل مثل الفطائر الطازجة المخبوزة، لكن لسوء الحظ، لا يثق الكثير من طهاة المعجنات في تلك التي تظهر في قوائم الحلوى ويستشهدون بها باعتبارها الحلويات الأكثر شيوعاً التي تتم الاستعانة بمصنعات ومخابز جملة تجارية لإعدادها.

قالت جايست: «يتم الحصول على الفطائر دائماً بشكل تجاري؛ لأنها رائعة للمطاعم وفي متناول اليد نظراً لسهولة تخزينها والحفاظ عليها طازجة في الفريزر». بالإضافة إلى ذلك، «تشتريها المطاعم بتكلفة منخفضة وتفرض مبلغاً جنونياً لبيعها إلى الزبون»، كما قال كاسترو.

ويتجنب الطهاة في العادة فطيرة الليمون والكرز؛ لأن «تلك الفطائر عادة ما تعتمد على معزز النكهة بدلاً من الفاكهة الحقيقية».

وتصف الطاهية مارتينيز فطيرة الليمون بأنها «مخيبة للآمال، وتفتقر إلى الإبداع، وحلوة للغاية وعادة ما تكون مجمدة»، وقالت ليا رادا إنها تنفر من «القشرة الناعمة، وكريمة الليمون الحلوة للغاية». بالنسبة لجيست، «إنها ببساطة ليست شيئاً يجب اختياره إذا كنت ترغب في تناول منتجات طازجة من الصفر».

الحلويات المزينة بشكل سيئ

الجميع يحبون ملعقة كبيرة من الكريمة المخفوقة... أليس كذلك؟ على ما يبدو، هذا اختيار خاطئ، وفقاً لهيئة طهاة المعجنات الأميركية.

وكشفت مارتينيز: «كريمة مخفوقة على شكل نجمة مع زينة النعناع، ​​وفراولة مقطعة مثل الوردة، هذه علامات على أن الحلوى ربما تم توفيرها من قِبل مخبز تجاري».

تلك التفاصيل التي توضح أن الحلوى لم يحضّرها شخص لديه خبرة احترافية في مجال الحلويات.