متمردو الطوارق يجتمعون اليوم في مالي لبحث اتفاق السلام

المجتمعون سيقررون ما إذا كانوا سيوافقون على إبرام المصالحة

متمردو الطوارق يجتمعون اليوم في مالي لبحث اتفاق السلام
TT

متمردو الطوارق يجتمعون اليوم في مالي لبحث اتفاق السلام

متمردو الطوارق يجتمعون اليوم في مالي لبحث اتفاق السلام

تعقد مجموعات من المتمردين، وغالبيتهم من الطوارق، اليوم، اجتماعا في مدينة كيدال بشمال مالي لاتخاذ قرار حول اتفاق السلام، الذي تم التوصل إليه في الجزائر ووقعته الحكومة المالية، وفق ما قال أحد المندوبين لوكالة الصحافة الفرنسية.
وازداد الضغط الدولي على المتمردين من أجل توقيع اتفاق السلام بعد الهجوم الدامي، الذي شهدته العاصمة باماكو في السابع من مارس (آذار) الحالي، وتبنته جماعة «المرابطون» التي يترأسها الجزائري مختار بلمختار. وكان من المفترض أن يعقد أمس اجتماع لتنسيقية حركات أزواد، التي تضم مجموعات طلبت مهلة قبل توقيع الاتفاق، إلا أنه «تم تأجيله إلى اليوم إذا سار كل شيء على ما يرام»، وفق ما شرح محمد أغ أيوب، مندوب منظمة شباب كيدال. مشيرا إلى وجود «مشاكل في التنظيم».
ويفترض أن يقرر المجتمعون ما إذا كانوا يوافقون على اتفاق «السلام والمصالحة»، الذي تم التوصل إليه بعد 8 أشهر من المفاوضات في الجزائر. وفي الأول من مارس الحالي وقعت الحكومة المالية ومجموعات مسلحة أخرى مقربة منها بشكل مبدئي الاتفاق، في حين طلبت تنسيقية حركات أزواد «مهلة منطقية» للتشاور قبل اتخاذ القرار.
وتضم تنسيقية حركات أزواد كلا من الحركة الوطنية لتحرير أزواد، والمجلس الأعلى لوحدة أزواد، وحركة أزواد العربية المنشقة، وتنسيقية شعب أزواد. وكانت الحكومة المالية والأمم المتحدة وفرنسا قد دعت أول من أمس كلا من المجموعات المترددة إلى توقيع الاتفاق لعزل الجهاديين.
وأسفر هجوم باماكو، الذي استهدف مطعما يتردد إليه أجانب، عن مقتل 3 ماليين وفرنسي وبلجيكي. وقال مصدر رسمي مالي إن «إرهابيين منظمين خططوا للاعتداء. ويجري البحث عن عشرات الإرهابيين»، من بينهم شخص يحمل الجنسيتين المالية والروسية. وبررت جماعة «المرابطون» في تسجيل الهجوم بأنه جاء «انتقاما لنبينا من الغرب الكافر الذي شتمه ولأخينا أحمد التلمسي»، الذي قتله الجيش الفرنسي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وسقط شمال مالي في 2012 تحت سيطرة متشددين مرتبطين بـ«القاعدة». لكن عملية سرفال التي أطلقتها فرنسا مطلع 2013 أدت إلى طردهم. وحلت عملية برخان، التي يغطي مجال تحركها مجمل منطقة الساحل والصحراء، مكان سرفال في أغسطس (آب) 2014. فيما لا تزال مناطق بكاملها في شمال البلاد خارج سيطرة السلطات المركزية.



«فاغنر» تعتقل 6 موريتانيين وسط مخاوف من «انتهاكات»

عناصر «فاغنر» في مالي (أ.ب)
عناصر «فاغنر» في مالي (أ.ب)
TT

«فاغنر» تعتقل 6 موريتانيين وسط مخاوف من «انتهاكات»

عناصر «فاغنر» في مالي (أ.ب)
عناصر «فاغنر» في مالي (أ.ب)

اعتقلت وحدة من مقاتلي «فاغنر» الروسية الخاصة 6 مدنيين موريتانيين على الأقل في إحدى القرى الواقعة داخل الشريط الحدودي بين موريتانيا ومالي، وفق ما أكدت مصادر محلية وإعلامية موريتانية، الثلاثاء.

وقالت المصادر إن مجموعة من مقاتلي «فاغنر» دخلوا قرية لقظف، الواقعة على بُعد 40 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة باسكنو، أقصى جنوب شرقي موريتانيا، غير بعيد عن الحدود مع دولة مالي. مؤكدةً أن جميع سكان قرية لقظف يحملون الجنسية الموريتانية، رغم أن القرية تقع داخل شريط حدودي «غير مرسَّم»، وبالتالي تتداخل فيه صلاحيات البلدين: مالي وموريتانيا.

موريتانيان معتقلان من طرف مجموعة «فاغنر» (إعلام محلي)

وبسبب غياب ترسيم الحدود، نفَّذ الجيش المالي المدعوم من قوات «فاغنر»، خلال العامين الأخيرين، عمليات عسكرية كثيرة داخل الشريط الحدودي، ضمن ما تطلق عليه مالي «مطاردة العناصر الإرهابية»، لكنَّ هذه العمليات راح ضحيتها عشرات المدنيين الموريتانيين.

اقتحام واختطاف

وصفت المصادر المحلية ما حدث أمس في القرية بأنه «عملية اختطاف» تعرَّض لها ستة مواطنين موريتانيين، فيما تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صور وأسماء «المختطفين»، وكان بعضهم يحمل بطاقة تعريفه الموريتانية.

وحسب المصادر نفسها، فإن قوات «فاغنر» اقتحمت القرية خلال تنظيم سوق محلية أسبوعية، وأطلقوا وابلاً من الرصاص في الهواء، قبل أن يجمعوا رجال القرية، ويقرروا توقيف 7 أشخاص، أفرجوا عن واحد منهم لاحقاً، كما صادروا خمس سيارات رباعية الدفع وعابرة للصحراء، تعود ملكيتها إلى رجال من القرية.

في غضون ذلك، نشرت الصحافة المحلية أن قوات «فاغنر» نقلت الموقوفين الستة إلى مدينة نامبالا، داخل أراضي مالي، وسلَّمتهم للجيش المالي، وسيجري نقلهم إلى العاصمة باماكو، «تمهيداً لإطلاق سراحهم»، على حد تعبير صحيفة محلية.

رعب «فاغنر»

خلال العامين الأخيرين قُتل عشرات الموريتانيين على يد الجيش المالي وقوات «فاغنر» الروسية، داخل الشريط الحدودي بين البلدين، وحتى داخل أراضي مالي، وهو ما أسفر عن برود في العلاقة بين البلدين، كاد يتطور إلى قطيعة نهائية.

وقُتل أغلب هؤلاء الموريتانيين بطرق بشعة، من بينها الحرق والدفن في قبور جماعية، مما أشعل موجة غضب عارمة في الشارع الموريتاني، لكنَّ الماليين برَّروا ذلك بالحرب التي يخوضونها ضد الإرهاب، والتي دعت الموريتانيين إلى اصطحاب هوياتهم، والابتعاد عن مناطق الاشتباك.

قوات موريتانية على الحدود مع مالي (أ.ف.ب)

ومنذ أكثر من عامين، تجري معارك عنيفة بين الجيش المالي المدعوم من «فاغنر» من جهة، و«جبهة تحرير ماسينا» التابعة لتنظيم «القاعدة» في منطقة على الحدود مع موريتانيا، وتحدث مطاردات تنتهي في الغالب داخل الشريط الحدودي.

شريط حدودي رمادي

يمتد الشريط الحدودي بين البلدين على أكثر من ألفي كيلومتر، وبعمق يزيد على 10 كيلومترات، حيث تقع فيه عشرات القرى التي يقطنها سكان من البلدين، دون تحديد إن كانت موريتانية أم مالية.

وحاول البلدان ترسيم الحدود عدة مرات منذ الاستقلال عن فرنسا قبل ستين عاماً، لكنَّ هذه المحاولات لم تُفضِ إلى نتيجة، ليشكل البلدان بعد ذلك لجنة مشتركة لتسيير الحدود.

وسبق أن هددت السلطات الموريتانية، التي احتجت على ما يتعرض له مواطنوها، بالرد والتصعيد أكثر من مرة، وطالبت في الوقت ذاته مواطنيها بالانسحاب من هذه المنطقة، حتى تنتهي المعارك. لكنَّ سكان المنطقة الحدودية من البدو، المشتغلين بتربية الأبقار والإبل والأغنام، ويعيشون منذ قرون على التحرك في المنطقة، بحثاً عن الماء والمرعى، لا يمتلك أغلبهم أي أوراق مدنية، وبعضهم الآخر يحوز الجنسيتين؛ الموريتانية والمالية.

ومع تصاعد استهداف الموريتانيين، زار قائد الجيش المالي نواكشوط، مطلع مايو (أيار) الماضي، وعقد لقاءات مطولة مع قائد الجيش الموريتاني ووزير الدفاع، أسفرت عن تشكيل لجنة مشتركة، والاتفاق على تنسيق العمليات على الأرض.

الرئيس الموريتاني أجرى مشاورات مع المسؤولين في مالي لمنع تسلل أي إرهابيين محتملين إلى أراضي بلاده (أ.ف.ب)

وكان الهدف من هذا التنسيق، حسبما أعلن الطرفان، هو منع تسلل أي إرهابيين محتملين إلى أراضي موريتانيا، لكن أيضاً تفادي أي استهداف للموريتانيين بالخطأ داخل الشريط الحدودي. ومنذ ذلك الوقت لم يُقتَل أي مواطن موريتاني داخل الشريط الحدودي، فيما تراجعت بنسبة كبيرة تحركات قوات «فاغنر» في الشريط الحدودي، وتعد عملية توقيف الموريتانيين (الثلاثاء) الأولى من نوعها منذ ستة أشهر.