أربيل تدرس إرسال وفد سياسي رفيع إلى بغداد لحل الخلافات

مصادر تشير إلى احتمال أن يترأسه نوشيروان مصطفى

أربيل تدرس إرسال وفد سياسي رفيع إلى بغداد لحل الخلافات
TT

أربيل تدرس إرسال وفد سياسي رفيع إلى بغداد لحل الخلافات

أربيل تدرس إرسال وفد سياسي رفيع إلى بغداد لحل الخلافات

أعلن نائب كردي في مجلس النواب العراقي أن الأطراف السياسية في إقليم كردستان تدرس إمكانية إرسال وفد سياسي إلى بغداد لبحث المشكلات العالقة بين الطرفين وإيجاد حل مناسب لها.
وقال النائب هوشيار عبد الله، رئيس كتلة التغيير الكردية في مجلس النواب العراقي، لـ«الشرق الأوسط»: «أقترح خلال الاجتماع الأخير بين رؤساء الكتل الكردية والوزراء الأكراد في بغداد مع مجلس وزراء الإقليم، أن يزور وفد سياسي رفيع المستوى من الإقليم بغداد للقاء التحالف الشيعي واتحاد القوى العراقية، لأننا أشرنا خلال الاجتماع إلى أن الخلاف الحالي بين أربيل وبغداد، ليس خلافا فنيا على النفط فقط، بل في الوقت ذاته هي خلافات سياسية».
وذكرت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن «الوفد السياسي سيتكون من عضوية الأحزاب الخمسة الرئيسة المشاركة في حكومة الإقليم، وسيترأسه المنسق العام لحركة التغيير الكردية نوشيروان مصطفى».
لكن هوشيار عبد الله، نفى ذلك وقال: «تم الحديث خلال الاجتماع عن ضرورة مشاركة نوشيروان مصطفى في الوفد السياسي، نحن في حركة التغيير لم نعلن عن ذلك لحد الآن، حتى وإن تم إصدار قرار بهذا الخصوص حينها سيناقش في المجلس الوطني للحركة»، مشددا على أن «نوشيروان مصطفى لم يقبل حتى الآن أن يترأس هذا الوفد أو أن يكون عضوا فيه، لكن إذا كانت هناك حالة مهمة أو استراتيجية واستدعت مشاركته فلا أتصور إنه سيمانع في ذلك».
بدوره قال النائب أحمد حمة رشيد، رئيس كتلة الجماعة الإسلامية الكردستانية، في مجلس النواب العراقي، لـ«الشرق الأوسط»: إن «من الضروري أن تكون هناك لقاءات مستمرة بين الأطراف السياسية في الإقليم والأطراف السياسية في بغداد، وهذه اللقاءات من الممكن استثمارها في إنهاء الخلافات بين الجانبين»، مضيفا، أن «الولايات المتحدة الأميركية وإيران والأمم المتحدة، موجودة على خط المفاوضات للتقريب بين كل الأطراف».
وتزامنا مع هذه التصريحات، قال دلشاد شعبان، نائب رئيس لجنة الثروات الطبيعية والطاقة في برلمان الإقليم، لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أن يتوجه هذا الوفد إلى بغداد، يجب أن نستخدم كل الطرق القانونية لضمان تنفيذ الاتفاقية النفطية بين الطرفين، مثلا هناك حديث عن مشكلة فنية تعيق تطبيق الاتفاقية، لذا يجب أن يتوجه أولا وفد فني إلى بغداد، لبحث معالجة هذه المشكلة، فهناك اتفاق مسبق بين الجانبين يقضي بإصلاح كل المشكلات الفنية لدى الطرفين حتى نهاية مارس (آذار) الحالي، وبحسب الاتفاقية التي توصلت إليها وزارة الثروات الطبيعية في الإقليم مع وزارة النفط الاتحادية في 8 يناير (كانون الثاني) الماضي، يجب أن توفر بغداد قطع غيار لحل المشكلات الفنية الموجودة في الإقليم، لكن لم تصل هذه المواد إلى الإقليم حتى الآن».
وتابع شعبان: «إذا أرسلت بغداد هذا الشهر أقل من 500 مليار دينار إلى الإقليم، كجزء من حصتها من الموازنة، حينها ستوضع علامة استفهام على الاتفاقية بين الجانبين، وستصبح بالفعل مشكلة سياسية، ولا تحتاج حينها إلى أي وفد فني، بل يجب إرسال وفد سياسي إلى بغداد، للحديث بصراحة عن كل شيء»، مشيرا إلى أن حكومة الإقليم «صدرت في شهر فبراير (شباط) كمية كبيرة من النفط عبر شركة (سومو) الحكومية، تقدر قيمتها بنحو 550 مليار دينار، وحكومة الإقليم نفذت التزاماتها تجاه بغداد بنسبة 97 في المائة، وفي المقابل نفذت بغداد في يناير الماضي 20 في المائة من التزاماتها، وفي الشهر الماضي لم تنفذ شيئا».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.