إسرائيل تدرس إجراءات لدعم اقتصاد «السلطة» واستقرارها

بعد تحذيرات أميركية جادة من احتمال تدهورها وانهيارها

TT

إسرائيل تدرس إجراءات لدعم اقتصاد «السلطة» واستقرارها

تدرس إسرائيل اتخاذ عدّة إجراءات لتخفيف الأزمة الاقتصادية التي تمرّ بها السلطة الفلسطينية، بعد ضغوط أميركيّة.
وقالت مصادر إسرائيلية إن الحكومة تبحث جملة من الإجراءات من بينها احتمال تقليص الجباية المتعلقة بالتزامات السلطة المالية من أموال العوائد الضريبية، بهدف دعم استقرار الوضع المالي.
وجاء التوجه الإسرائيلي بعد تحذير مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية هادي عمرو، للمسؤولين الإسرائيليين من أن السلطة في وضع سياسي واقتصادي خطير وغير مسبوق.
وتواجه السلطة الفلسطينية تحديات غير مسبوقة سياسياً واقتصادياً بسبب الوضع الداخلي وتداعيات فيروس كوفيد - 19 وقلة الدعم المالي الذي رافقه قرار إسرائيلي الأسبوع الماضي، بخصم من أموال العوائد الضريبية الخاصة بالفلسطينيين.
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، حذر قبل أيام قليلة من أن قرار إسرائيل بخصم 597 مليون شيقل من أموال المقاصة (العوائد الضريبية الخاصة بالفلسطينيين) سيضع السلطة في موقف مالي حرج.
وقال أشتية: «إن هذا الأمر يضعنا في موقف مالي صعب، خاصة أن أموال المانحين لم يصرف منها شيء هذا العام، ونحن مستمرون في تمويل قطاع غزة والقدس والمنطقة (ج) التزاماً منّا تجاه أهلنا وحفاظاً على مشروعنا الوطني ودولتنا فلسطين. ومن أجل الإيفاء بالتزاماتنا نضطر للاقتراض من البنوك، وهذا وضع غير طبيعي وغير مستدام».
وأردف: «إنني أضع هذه الحقائق أمامكم لنكون معاً مسؤولين أمام هذا الوضع».
ويريد أشتية تهيئة الفلسطينية إلى أن الحكومة مقبلة على أزمة مالية طالما اختبروها في السنوات الماضية وعنوانها الأبرز دائماً عدم قدرة السلطة على دفع كامل رواتب موظفيها.
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر «الكابينت»، صادق على طلب وزير الجيش بيني غانتس بخصم أموال من مقاصة السلطة الفلسطينية تعادل الرواتب التي تدفعها السلطة إلى عوائل الشهداء والأسرى.
وفقاً لتقرير قدمه غانتس إلى الكابينت وأعده «المكتب الوطني لمكافحة تمويل الإرهاب»، حولت السلطة الفلسطينية 597 مليون شيقل (183 مليون دولار) في شكل «دعم غير مباشر للإرهاب في عام 2020».
وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان: «في ضوء هذا التقرير، سيتم تجميد هذه الأموال من المدفوعات الشهرية التي تحولها إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية».
وهذه ليست المرة الأولى التي تخصم فيها إسرائيل جزءاً من أموال الضرائب التي تجمعها للسلطة الفلسطينية كنوع من العقاب على الاستمرار في دفعها رواتب للأسرى وعائلات منفذي عمليات، لكن القرار هذه المرة جاء في وقت تواجه فيه السلطة أوسع مظاهرات داخلية معارضة مع اتهامات متزايدة بالفساد.
وبناء عليه، طالب عمرو إسرائيل باتخاذ خطوات لتعزيز الوضع الاقتصادي والسياسي للحكومة الفلسطينية في رام الله.
وعاد عمرو من رام الله قلقاً للغاية وأبلغ المسؤولين الإسرائيليين أنه لم يرَ «أبداً السلطة الفلسطينية في وضع سيء لهذه الدرجة».
وشدد المسؤول الأميركي الكبير في محادثاته في إسرائيل على أن «الأزمة الاقتصادية في السلطة الفلسطينية والأزمة السياسية الداخلية وانعدام الشرعية العامة للسلطة الفلسطينية يخلق وضعاً خطيراً وغير مستقر».
ووصف مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية الوضع في السلطة الفلسطينية للمسؤولين الإسرائيليين بأنه «أشبه بغابة جافة تنتظر أحداً ما كي يشعل النار فيها»، موضحاً أنه «إذا لم يتوفر لدى السلطة المال اللازم كي تدفع الرواتب، فإن هذا يمكن أن يقود إلى تدهور آخر، وإلى انهيار في نهاية المطاف».
وضمن الإجراءات التي بدأتها إسرائيل، مبدئياً، أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه سيقدم تسهيلات للمواطنين الفلسطينيين تدخل حيز التنفيذ اليوم الأحد، مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية العامة إنه «سيسمح لسكان الضفة الغربية بزيارة أقربائهم بالداخل المحتل، دون تحديد الأعمار، كما تقرر السماح لهم بأداء الصلوات في المسجد الأقصى، للرجال المتزوجين ممن هم فوق الـ50 عاماً، والنساء اللواتي تجاوزن الـ40 عاماً». وبسبب ارتفاع المنحنى الوبائي سيتم إصدار تصاريح دخول للمطعمين والمتعافين من «كورونا» بعد إبرازهم الفحص اللازم، كما تقرر تمديد ساعات عمل معبري ضاحية البريد والجيب وبوابة طولكرم.



البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.