غاريث ساوثغيت «المنهك» متفائل بمستقبل منتخب بلاده الشاب

مدرب المنتخب الإنجليزي يعرف جيداً أن المنتخبات لا تفوز بالبطولات الكبرى بين عشية وضحاها

TT

غاريث ساوثغيت «المنهك» متفائل بمستقبل منتخب بلاده الشاب

بعد نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، كان المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، منهكاً للغاية لدرجة أنه كان يغفو في أوقات مختلفة وفي أماكن مختلفة، ولدرجة أن عائلته - على حد قوله – قد «التقطت لي كل أنواع الصور السخيفة على مدار بضعة أسابيع من العطلة. لقد تحول الأمر إلى مزحة».
والآن، يحتاج ساوثغيت إلى استراحة أخرى، حيث بدا المدير الفني للمنتخب الإنجليزي منهكا للغاية في الصباح التالي لنهائي «يورو 2020» بينما كان يحدق في آخر مكالمة له عبر تطبيق «زوم» مع وسائل الإعلام. فمن يستطيع أن يلومه على ذلك؟ وفي الليلة السابقة، كان المنتخب الإنجليزي قد خسر المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية أمام إيطاليا بركلات الترجيح على ملعب ويمبلي، وكان لذلك تداعيات هائلة، بما في ذلك تعرض اللاعبين الذين أهدروا ركلات الترجيح - ماركوس راشفورد، وجادون سانشو، وبوكايو ساكا – لإساءات عنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال ساوثغيت عن ذلك: «يتعين علينا التأكد من أننا نعتني بهؤلاء الأولاد. لقد كان هذا أكثر شيء كنت أفكر فيه طوال الليل».
لقد عمل ساوثغيت مع هذا الفريق لمدة ستة أسابيع متواصلة، من أجل «ترسيخ الثقافة وطريقتنا في اللعب»، على حد قوله، وهو الأمر الذي لا يتاح لأي مدير فني للمنتخبات إلا خلال البطولات الكبرى. سيكون من الصعب عليه رؤية اللاعبين لفترات أقل، ومن الواضح أن ساوثغيت يرغب في العودة يوماً ما للعمل على مستوى الأندية، وربما يحدث ذلك بعد نهائيات كأس العالم في قطر نهاية العام المقبل، عندما ينتهي عقده الحالي مع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم.
وقبل كل شيء، تجب الإشارة إلى أن هناك شعورا بالإحباط الشديد، لأن المنتخب الإنجليزي كان على بُعد خطوة واحدة من الوصول إلى المجد. وقال ساوثغيت عن ذلك: «عندما تكون قريباً جداً من تحقيق الإنجاز، تكون الخسارة أكثر إيلاما - أشعر وكأن معدتي قد اقتلعت من مكانها في صباح هذا اليوم». وأضاف: «أنت تعلم أن مثل هذه الفرص تكون نادرة جداً، لكن يتعين علينا أن نتماسك مرة أخرى ونواصل العمل من جديد. لكن من المؤكد أن هذا الأمر يكون صعبا في اليوم التالي مباشرة».
وتابع: «لقد بذلنا كل ما في وسعنا، لذلك فإننا نشعر بالتعب والإرهاق ومستويات الطاقة منخفضة لدينا، كما أننا نشعر بالإحباط بعد الخسارة. سنواصل العمل من جديد، لكن في بعض الأحيان يكون من السهل قول أشياء مثل أننا سنذهب إلى قطر الآن من أجل التعويض والفوز باللقب. لكن الحقيقة أن الرحلة ما زالت طويلة». وإذا كان ساوثغيت لم يقم بإعادة مشاهدة الـ120 دقيقة التي لعبها المنتخب الإنجليزي أمام إيطاليا، لكن من المؤكد أنه سيفعل ذلك في وقت لاحق من أجل تعلم الدروس مما حدث. لكنه، كالعادة، قد وضع هذه المباراة بحلوها ومرها خلف ظهره من أجل التفكير في المستقبل.
لقد بدأت إنجلترا تلك المباراة بشكل جيد للغاية، خاصةً في أول 20 دقيقة، عندما بدت إيطاليا مرتبكة من اعتماد المنتخب الإنجليزي على كل من كيران تريبير ولوك شو في النواحي الهجومية من على الطرفين، في الوقت الذي كان يدخل فيه كل من رحيم سترلينغ وماسون ماونت إلى العمق، بينما كان المهاجم الصريح هاري كين يعود للخلف من أجل تسلم الكرة وبناء الهجمات. لكن سرعان ما غير المنتخب الإنجليزي طريقة اللعب، وهو الأمر الذي سمح لخط وسط المنتخب الإيطالي بقيادة جورجينيو وماركو فيراتي بالتحكم في زمام المباراة. وساءت الأمور مع بداية الشوط الثاني، حيث تراجع المنتخب الإنجليزي بشكل مبالغ فيه ولم يعد قادرا على بناء الهجمات والانطلاق للأمام. وعلى مدار فترات طويلة، ظهر المنتخب الإنجليزي مضغوطا للغاية وغير قادر على الخروج بالكرة من الخلف، وهو الأمر الذي شجع المنتخب الإيطالي على ممارسة الضغط بكل خطوطه.
وقد أدى ذلك إلى خسارة المنتخب الإنجليزي لمعركة خط الوسط تماما، وهو الأمر الذي دفع ساوثغيت لتغيير طريقة اللعب إلى 4 - 3 - 3 بدءا من الدقيقة 70، رغم أن هذا – من وجهة نظره – قد «فتح مساحات في أماكن أخرى من الملعب». وقال ساوثغيت: «اخترنا تشكيلة الفريق بناء على حقيقة أن المنتخب الإيطالي قادر على التسبب في خلق مشكلة تكتيكية وخططية للفرق المنافسة، وبالنظر إلى أن هناك مناطق من الملعب كان يتعين علينا ممارسة الضغط فيها على إيطاليا، وهي المناطق التي كنا نعتقد أننا قادرون على خلق مشاكل لهم فيها. وأعتقد أن الجميع يتفق على أن الطريقة التي لعبنا بها قد حققت أهدافها تماما في أول 45 دقيقة».
وأضاف: «في أول 20 دقيقة من بداية الشوط الثاني، ربما لم نحتفظ بالكرة كما ينبغي، وربما فتحت بعض المساحات في خط دفاعنا، ولم نتمكن من الاحتفاظ بالكرة من أجل الحد من الضغط الذي كان يمارسه الإيطاليون علينا». وتابع: «لقد لعب المنتخب الإيطالي بمهاجم وهمي لبعض الوقت [لورنزو إنسيني، بعد أن لعب دومينيكو بيراردي بدلا من تشيرو إيموبيلي]، وقد كان من الصعب علينا التعامل مع هذا الوضع، لأنه لو تقدم مدافعونا للأمام فإنهم سيتركون مساحات خلفهم؛ وإذا ظلوا في أماكنهم، فإن ذلك سيؤدي إلى مزيد من الضغط على خط الوسط. وعلاوة على ذلك، فإننا لم نخلق الفرص كما ينبغي».
لكن هذا لا يعني أن كل شيء كان سيئا. فبعد الحصول على المركز الرابع في نهائيات كأس العالم الأخيرة بروسيا، حصل المنتخب الإنجليزي على المركز الثاني في نهائيات كأس الأمم الأوروبية، كما حصل على المركز الثالث في دوري الأمم الأوروبية 2019. ومن المؤكد أن الوصول لهذا المستوى يعزز ثقة اللاعبين في أنفسهم، كما أن ساوثغيت يعرف جيدا أن المنتخبات لا تفوز بالبطولات الكبرى بين عشية وضحاها وأنه يتعين عليها أن تعمل بقوة وتصل إلى مراكز جيدة قبل تحقيق الألقاب في نهاية المطاف.
وعلاوة على ذلك، يجب فالواقع يقول أن غالبية لاعبي المنتخب الإنجليزي الحالي ما زالوا صغاراً في السن ولم يصلوا إلى مرحلة النضج الكروي بعد، وأنه لا يوجد في القائمة الحالية سوى لاعبين فقط فوق سن الثلاثين، هما كايل ووكر وجوردان هندرسون البالغان من العمر 31 عاماً.
وقال ساوثغيت عن ذلك: «لا يزال اللاعبون الشباب على بعد ما يتراوح بين عامين وأربعة أعوام للوصول إلى الذروة. وبالتالي، ما زال هناك متسع من الوقت أمام هذا الفريق.
كانت كأس العالم الأخيرة بروسيا هي بداية الرحلة، وضمت التشكيلة الأساسية أمام إيطاليا سبعة لاعبين ممن لعبوا في روسيا – وكانت خبراتهم حاسمة خلال البطولة. وأوضح ساوثغيت: «هناك الآن مجموعة أخرى من اللاعبين الشباب لديهم فهم أكبر لهذا المستوى العالي، ونظرا للخبرات الكبيرة التي اكتسبوها خلال المشاركة في هاتين البطولتين فإنهم سيعملون على تحقيق المزيد ويعلمون أنهم يملكون القدرات والإمكانيات التي تؤهلهم للوصول إلى ما هو أبعد من ذلك، وهذا هو ما يتعين على المنتخب الإنجليزي البناء عليه. وسوف يعرفون أن هذا هو المستوى الذي تحتاج إليه إنجلترا للوصول إليه إذا كانت تريد الفوز بالبطولات والألقاب».


مقالات ذات صلة

هل يستطيع توخيل تحقيق حلم الإنجليز والتتويج بـ«كأس العالم 2026»؟

رياضة عالمية  توخيل يستهل مشواره مع منتخب إنجلترا بداية العام الجديد بالتركيز على تصفيات «مونديال 2026»... (موقع الاتحاد الإنجليزي)

هل يستطيع توخيل تحقيق حلم الإنجليز والتتويج بـ«كأس العالم 2026»؟

بعد الفوز على منتخب جمهورية آيرلندا بخماسية نظيفة، يوم الأحد، على ملعب «ويمبلي»، ضَمن منتخب إنجلترا الصعود مرة أخرى إلى المستوى الأول لـ«دوري الأمم الأوروبية»

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية (من اليمين) كريس وود وبابي سار واندريه أونانا (غيتي)

من أونانا إلى ديلاب... لاعبون يقدمون مستويات مفاجئة هذا الموسم

لاعبو نوتنغهام فورست يستحقون الإشادة بعد انطلاقتهم غير المتوقعة... وأونانا يأمل كسب ثقة أموريم بعد مرور 11 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز

باري غليندينينغ (لندن)
رياضة عالمية باتريك فييرا (رويترز)

جنوى يعين فييرا مدرباً له خلفاً لغيلاردينو

ذكرت شبكة «سكاي سبورت إيطاليا»، الثلاثاء، أن جنوى المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم انفصل عن مدربه ألبرتو غيلاردينو، وعيَّن باتريك فييرا.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية منتخب إنجلترا لكرة القدم للسيدات يفتقد الثنائي لورين هيمب وإيلا تون بسبب الإصابة (رويترز)

الإصابة تحرم منتخب إنجلترا للسيدات من لورين وإيلا تون

يفتقد منتخب إنجلترا لكرة القدم للسيدات الثنائي لورين هيمب وإيلا تون بسبب الإصابة في مباراتي الفريق الوديتين ضد الولايات المتحدة وسويسرا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ف.ب)

أموريم يقود تدريبه الأول مع مانشستر يونايتد

قاد البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، تدريبات الفريق للمرة الأولى في كارينغتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.