«النهضة» تطالب بتجنب «التجاذبات السياسية» لإنقاذ تونس

راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (غيتي)
راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (غيتي)
TT

«النهضة» تطالب بتجنب «التجاذبات السياسية» لإنقاذ تونس

راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (غيتي)
راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (غيتي)

قال فتحي العيادي، المتحدث باسم حركة النهضة التونسية، إن حزبه «غير مستعد للدخول في أي خلافات سياسية ومناكفات لا تفيد التونسيين في شيء»، ودعا إلى الوحدة الوطنية لمواجهة جائحة كورونا، مشدداً على ضرورة الابتعاد عن التجاذبات السياسية لتجاوز الأزمة الصحية والاجتماعية والاقتصادية، ولإنقاذ تونس ومساعدتها على النهوض مجدداً.
وأفاد العيادي، خلال مؤتمر صحافي عقدته حركة النهضة أمس لبسط مواقفها وآرائها حول تعيشه البلاد من أحداث سياسية واجتماعية وصحية، وتوضيح بعض سياسات ﺍﻟﺤرﻛﺔ، ﻭﺘﻔﺎﻋلها ﻣﻊ ﺁﺧر ﺍﻟﻤﺴﺘﺠدﺍﺕ، بأن تونس «لا يمكن أن تنتصر إلا بوحدة المواقف، ومواجهة الأزمات صفاً واحداً»، على حد تعبيره.
ووجه العيادي شكره إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد، قائلاً إنه استجاب لدعوة حركة النهضة بتوحيد الصفوف ضد «كورونا»، كما شكر مختلف الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية، ومنظمات المجتمع المدني على وقوفها صفاً واحداً لمواجهة الوباء.
وبخصوص مساهمة حركة النهضة وقياداتها في المساعدة على تجاوز تداعيات أزمة «كورونا»، كشف العيادي عن تقديم عدد كبير من القيادات السياسية مساعدات مالية لدعم مجهودات الدولة في توفير المعدات الطبية خلال فترة الجائحة. وقال إن رئيس النهضة، راشد الغنوشي، تبرع بـ80 ألف دينار تونسي (نحو 30 ألف دولار) من ماله الخاص لشراء آلات الأكسجين وكمامات طبية ومواد معقمة، مؤكداً في هذا السياق أن «أبناء النهضة» الموجودين بالخارج تبرعوا أيضاً بنحو 150 آلة أكسجين، تم توزيعها على عدة مستشفيات تونسية. أما بشأن صحة الغوشي الذي أصيب بفيروس كورونا، فقد أكد العيادي أن صحته «جيدة وقد تابع أشغال المؤتمر الصحافي الذي عُقد أمس. علاوة على أشغال البرلمان». ونفى نفياً قاطعاً ما راج من أخبار حول تدهور صحته جراء «كورونا»، موضحاً أن بقاء الغنوشي في المستشفى كان لغاية المتابعة الطبية، والوقوف على تطورات حالته الصحية عن قرب.
وكان وسيم الخضراوي، المستشار بدائرة الإعلام لدى رئيس البرلمان، قد تعهد بنشر الملف الصحي الخاص بالغنوشي في القريب العاجل، وذلك للرد على التصريحات المشككة في إصابته بـ«كورونا». وقال إن تلك الشكوك تمس من مصداقية المستشفى العسكري التابع للمؤسسة العسكرية، حيث يرقد الغنوشي.
على صعيد غير متصل، أكد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (منظمة حقوقية مستقلة) أن السلطات التونسية أحبطت ما لا يقل عن 143 عملية عبور بطريقة غير شرعية إلى أوروبا، ومنعت 2120 مجتازاً من الوصول إلى السواحل الإيطالية خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي، فيما تمكن قرابة 976 مهاجراً تونسياً غير شرعي من الوصول إلى السواحل الإيطالية، بنسبة زيادة قدرت بـ60 في المائة، مقارنة بشهر مايو (أيار) الماضي.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».