نجح الباحثون في معهد كارولنسكا بالسويد، بالتعاون مع زملائهم البريطانيين، في الوصول إلى أسباب جينية لـ«الصداع العنقودي»، بما قد يمهد الطريق لعلاجات أكثر فاعلية، وتم الإعلان عن هذا الإنجاز أول من أمس في دراسة نشرت بالعدد الأخير من دورية «حوليات علم الأعصاب».
ويؤدي «الصداع العنقودي» إلى ألم شديد مرتبط بإحدى العينين، وعادة ما يصف المرضى أنهم يشعرون وكأن العين يتم دفعها خارج الرأس، ويستمر هذا الصداع ما بين 15 دقيقة وثلاث ساعات، وغالباً ما تتكرر هجماته خلال اليوم. وليس معروفاً ما الذي يسبب «الصداع العنقودي»، ولكن العوامل الوراثية تلعب دوراً في أي مرض. وقام الباحثون في معهد كارولنسكا بتحديد هذه العوامل في مرض «الصداع العنقودي» من خلال مراجعة عينات الدم لأكثر من 600 شخص يعانون من «الصداع العنقودي»، ومقارنتها مع عينات من 1100 شخص في مجموعة تحكم ضابطة.
وأجرى الباحثون ما يسمى بدراسة الارتباط على مستوى الجينوم (GWAS) ، حيث يتم فحص أجزاء كبيرة من الجينوم بحثاً عن الانحرافات بين المرضى والأشخاص في مجموعة التحكم، واكتشف الباحثون منطقتين وراثيتين مرتبطتين بالصداع العنقودي.
ثم تعاون الباحثون مع مجموعة بحثية بريطانية، قامت بجمع عينات الدم واللعاب من أكثر من 850 شخصاً يعانون من «الصداع العنقودي». وأظهر الارتباط على مستوى الجينوم (GWAS) لهذه المجموعة الكاملة التي تضم نحو 1450 مريضاً، أن «منطقتين وراثيتين إضافيتين مرتبطتين بـ(الصداع العنقودي)».
قارن الباحثون نتائجهم، مع مجموعات بحثية من هولندا والنرويج حددت المناطق الجينية الأربعة نفسها، وعندما تم دمج البيانات من جميع المجموعات البحثية الأربعة، تم تحديد الجينات ذات الصلة بـ«الصداع العنقودي». وقالت كارمن فورييه، باحثة ما بعد الدكتوراه بقسم علم الأعصاب بمعهد كارولينسكا، في تقرير: «في مناطق الجينوم التي تم تحديدها على أنها ذات صلة بـ(الصداع العنقودي)، تستحق العديد من الجينات مزيدا من الدراسة، فهناك جينات مرتبطة بالتهاب الأعصاب وإيقاعات الساعة البيولوجية وإشارات الألم»، موضحة أن «نتائجهم قد تساعد مستقبلاً في التوصل إلى إنتاج دواء مخصص لـ(الصداع العنقودي)».
أسباب جينية لـ«الصداع العنقودي»
أسباب جينية لـ«الصداع العنقودي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة