أظهر استطلاع جديد للرأي، أن الحرب الأخيرة على قطاع غزة عمقت الخلافات مع يهود الولايات المتحدة، لدرجة أن 38 في المائة يعتبرون سياسة إسرائيل مع الفلسطينيين عنصرية شبيهة بعنصرية البيض ضد السود في أميركا، وقال 25 في المائة إنهم يعتبرون إسرائيل دولة فصل عنصري (أبارتهايد). وأعرب 61 في المائة منهم تأييدهم لحل الدولتين.
وقد جاء هذا الاستطلاع بمبادرة من المنظمة اليهودية الأميركية «جي تي إيه»، التي تضم مجموعة من الديمقراطيين اليهود البارزين، في الفترة من 28 يونيو (حزيران) وحتى 1 يوليو (تموز). وأجري عبر الإنترنت وعبر رسائل نصية، وشمل 800 مستطلع من يهود أميركا (هامش الخطأ الإجمالي فيه تعادل نسبة 3.5). ومن أبرز نتائجه أن هناك ارتفاعا بارزا في نسبة الرافضين للسياسة الإسرائيلية، وحتى نسبة الذين يعتبرون أن إسرائيل فقدت حقها في الوجود. ووافق 22 في المائة على أن «إسرائيل ترتكب سياسة إبادة جماعية ضد الفلسطينيين». وقال 34 في المائة إن «معاملة إسرائيل للفلسطينيين مماثلة للعنصرية في الولايات المتحدة»، واتفق 25 في المائة مع عبارة «إسرائيل دولة أبارتهايد». وقال 38 في المائة إنهم لا يشعرون بالتعاطف مع إسرائيل (62 في المائة ما زالوا يشعرون بالتعاطف معها).
بين الناخبين الشباب الذين شملهم الاستطلاع، كانت الموافقة على هذه التصريحات أعلى، رغم أن ذلك لا يزال يمثل رأي الأقلية. ووجد الاستطلاع أن 9 في المائة من الناخبين يوافقون على عبارة «ليس لإسرائيل الحق في الوجود». لكن بين الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما، كانت هذه النسبة 20 في المائة. ووافق ثلث الناخبين الشباب على أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية، وهو موقف يقول حتى محامو حقوق الإنسان الذين ينتقدون إسرائيل، إنه متطرف. ووافق أكثر من الثلث على أن إسرائيل دولة أبارتهايد.
ورغم أن 90 في المائة من المستطلعة آراؤهم أعربوا عن قلقهم من تزايد معاداة السامية في الولايات المتحدة، رفض الغالبية اعتبار النقد لإسرائيل «لا سامية». وعندما سئلوا عن رأيهم في هجوم الرئيس السابق دونالد ترمب، على اليهود الأميركيين لأنهم منحوا 75 في المائة من أصواتهم لمنافسه جو بايدن، وقال فيه إن «اليهود الذين يصوتون للديمقراطيين ليسوا مخلصين لإسرائيل»، وإن كانوا يتفقون مع قادة المنظمات اليهودية الرئيسية بوصفه تصريحا ضد السامية، رفضت الغالبية العظمى هذه المقولة (77 في المائة)، ووافق عليها فقط 26 في المائة.
واعتبرت القيادات اليهودية في إسرائيل والولايات المتحدة نتائج هذا الاستطلاع بالمجمل «صادمة»، خصوصاً بعد الجهود الكبيرة التي تبذلها المنظمات اليهودية في شمال أميركا، للبرهنة على أن إسرائيل تعتبر عنصرا مركزيا في الهوية اليهودية وأن الانتقادات ضدها تنحرف عادة باتجاه معاد للسامية. وقالت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس الأربعاء، إن نتائج الاستطلاع تفرض تحديا جديدا للحكومة الإسرائيلية الجديدة، لإصلاح العلاقات مع الجالية اليهودية الأميركية التي أصبحت إلى حد ما معزولة عن إسرائيل خلال 12 عاما من حكم بنيامين نتنياهو، الذي كان مقربا من الحزب الجمهوري ومتطرفين آخرين في السياسة الأميركية.
يذكر أن الاستطلاع بين أن غالبية اليهود الأميركيين يشجعون السلام بين إسرائيل وجيرانها. إذ قال 61 في المائة منهم إنهم يؤيدون حل الدولتين. وفقط 19 في المائة منهم قالوا إنهم يفضلون ضم الضفة الغربية لإسرائيل وحرمان سكانها الفلسطينيين من حق التصويت في الانتخابات العامة، بينما قال 20 في المائة إنهم يفضلون «إقامة دولة واحدة لا يهودية ولا فلسطينية» تشمل إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة.
وسئلوا عن رأيهم في تصريحات النواب في الكونغرس كوري بوش، وإلهان عمر، ورشيدة طليب، حول ضرورة قطع المساعدات عن إسرائيل، فأجاب الغالبية العظمى من المشاركين في الاستطلاع (71 في المائة)، إنه من «المهم» تقديم المساعدة المالية لإسرائيل، وقالت أغلبية أصغر حجما (58 في المائة)، إنه سيكون من المناسب تقييد المساعدات لإسرائيل حتى لا تتمكن من إنفاق الأموال الأميركية على المستوطنات. وأيدت الغالبية (62 في المائة) قيام بايدن بعكس سياسة ترمب التي قطع من خلالها المساعدات عن الفلسطينيين.
ربع يهود أميركا يرون إسرائيل دولة «أبارتهايد»... و61 % مع حل الدولتين
استطلاع رأي بمبادرة من «اليهودية الأميركية»
ربع يهود أميركا يرون إسرائيل دولة «أبارتهايد»... و61 % مع حل الدولتين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة