ليبيا تفرج عن 179 محتجزاً وتستثني قيادات نظام القذافي

صورة أرشيفية للساعدي القذافي (غيتي)
صورة أرشيفية للساعدي القذافي (غيتي)
TT

ليبيا تفرج عن 179 محتجزاً وتستثني قيادات نظام القذافي

صورة أرشيفية للساعدي القذافي (غيتي)
صورة أرشيفية للساعدي القذافي (غيتي)

قال النائب العام الليبي، الصديق الصور، إنه أمر بإخلاء سبيل 179 محتجزاً خلال الفترة الممتدة من أبريل (نيسان) الماضي وحتى الثالث من يوليو (تموز) الحالي، مشيراً إلى أن الإجراءات القضائية والإدارية «لا تزال مستمرة لمعالجة أوضاع المحتجزين كافة في أقرب الآجال». وأضاف النائب العام في بيان أمس أن قرار الإفراج عن المحبوسين «جاء تنفيذا للالتزام بضرورة معالجة ما تضمنته التقارير المُعدة من قبل اللجان والأجهزة الدولية والوطنية، المعنية بحقوق الإنسان عن الحالة في ليبيا»، لافتاً إلى أنه تم ما بين عامي 2018 و2020 إخلاء سبيل ما يزيد على 3 آلاف محتجز، استجابة للتعليمات الصادرة عن مكتب النائب العام؛ وكذلك المعالجات المتخذة من قبل إدارة جهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب.
لكن فور نشر قائمة أسماء المفرج عنهم، سادت حالة من الغضب داخل أوساط الموالين للنظام السابق، والذين كانوا يأملون الإفراج عن ذويهم المعتقلين منذ إسقاط النظام السابق على خلفية قضايا، وخصوصاً عبد الله السنوسي، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الليبية، والساعدي نجل الرئيس الراحل معمر القذافي، الحاصل على حكم ضائي بالإفراج عنه. وتقول أسرة السنوسي، المحتجز بمؤسسة الإصلاح والتأهيل بطرابلس، إنه يعاني أوضاعاً صحية سيئة. كما ذكرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أن الحالة الصحية للسجين السنوسي تدهورت بشكل كبير جراء حرمانه من الحصول على علاجه.
وتؤكد اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا أن حرمان السجناء والمحتجزين من حقوقهم، وعلى رأسها تلقي العلاج والرعاية الصحية وإجراء الفحوصات، «يشكل انتهاكاً جسيماً» لسيادة القانون والعدالة.
في سياق قريب، أمر النائب العام أمس بحبس رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في طرابلس، نعمان الشيخ، ووكيل الهيئة عمرو قدقود، بسبب اتهامهما بـ«تزوير وثائق رسمية وانتحال صفة»، بحسب وسائل إعلام محلية. وربطت مصادر مطلعة اعتقال الشيخ بالاجتماع الذي عقده في طرابلس مع خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، الثلاثاء الماضي، لمناقشة الميزانية العامة للدولة، والذي ضم أيضا الصديق الكبير محافظ المصرف المركزي، ورئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك، وهو ما عدته «تجاوزاً لاختصاصات مجلس النواب في طبرق».
وفي أكتوبر (تشرين أول) الماضي أمرت النيابة الجزئية العسكرية في طرابلس بالقبض على الشيخ، لاتهامه «بإخفائه تقريرا صادرا عن لجنة بالهيئة، يتعلق بتجاوزات مالية بجهاز الطب العسكري، ووزارة الصحة» في حكومة «الوفاق» السابقة. لكن الهيئة رفضت حينها تنفيذ الأمر، وقالت إنه رئيس جهاز سيادي، ولا بد من موافقة مجلس النواب للتحقيق معه، وهو ما حدث أمس.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».