السجن 10 سنوات لمسؤولة حكومية سابقة يقلق نتنياهو وحلفاءه

نتنياهو مع فريقه القانوني قبل دخوله إلى جلسة محاكمته بالفساد فبراير الماضي (رويترز)
نتنياهو مع فريقه القانوني قبل دخوله إلى جلسة محاكمته بالفساد فبراير الماضي (رويترز)
TT

السجن 10 سنوات لمسؤولة حكومية سابقة يقلق نتنياهو وحلفاءه

نتنياهو مع فريقه القانوني قبل دخوله إلى جلسة محاكمته بالفساد فبراير الماضي (رويترز)
نتنياهو مع فريقه القانوني قبل دخوله إلى جلسة محاكمته بالفساد فبراير الماضي (رويترز)

أثار قرار أصدرته المحكمة المركزية في تل أبيب، أمس (الأربعاء)، بفرض عقوبة السجن الفعلي لعشر سنوات على نائبة وزير الداخلية الإسرائيلي السابقة، فاينا كيرشنباوم، مخاوف وقلقاً كبيرين لدى رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو وحلفائه من الوزراء السابقين، الذين يواجهون لوائح اتهام خطيرة بالفساد.
وقالت مصادر سياسية في الائتلاف والمعارضة في تل أبيب، إن القرار القاسي ضد كيرشنباوم، الذي يعتبر أقسى حكم ضد الفساد في تاريخ إسرائيل، يفتح الباب أمام تقديرات متشائمة جداً، و«قد يؤدي إلى استشراس نتنياهو وحلفائه في محاربة الحكومة الحالية والعمل على إسقاطها بأي ثمن؛ حتى يتاح لهم تكبيل أيدي الجهاز القضائي ومنعه من إصدار حكم شبيه عليهم».
وكانت المحكمة قد أدانت عدداً من الشخصيات السياسية وكبار الموظفين في حزب «يسرائيل بيتينو»، الذي يترأسه وزير المالية الحالي أفيغدور ليبرمان، بتهمة استغلال مراكزهم لنهب أموال الجمهور. فحكمت على كيرشنباوم، التي شغلت منصب مدير عام الحزب، بالسجن 10 سنوات وفرضت عليها غرامة بمبلغ 900 ألف شيقل (277 ألف دولار)، وحكمت على مساعدها في قيادة الحزب، داود غودوفسكين، بالسجن 6 سنوات وغرامة 187 ألف شيقل (58 ألف دولار)، وعلى مدير عام وزارة الزراعة السابق، رامي كوهين، وهو مسؤول كبير في الحزب، السجن الفعلي 30 شهراً وغرامة بمبلغ 180 ألف شيقل (55 ألف دولار).
وقد فتحت ملفات هذه القضية في سنة 2014، وأجرت الشرطة تحقيقاً سرياً دام سنتين، ثم تحول التحقيق إلى علني وعرف بـ«فضيحة ليبرمان». وتم التحقيق مع 480 شخصاً، بينهم ليبرمان وابنته. ولكن غالبية ملفات التحقيق أغلقت ولائحة المشبوهين تقلصت إلى 35 شخصية من قادة الحزب، أدين 16 منهم، أبرزهم وزير السياحة ستاس مسغنيكوف، الذي أمضى 15 شهراً في السجن الفعلي.
التحقيقات اعتبرت كيرشنباوم، رأس الحربة في هذه القضية، وأدانتها المحكمة بسلسلة مخالفات بالاحتيال وتلقي رشوة وتبييض الأموال وخيانة الأمانة، إلى جانب مخالفات لقانون الضريبة. وحسب الإدانة، حصل الحزب على أموال بموجب الاتفاقيات الائتلافية مع حكومة بنيامين نتنياهو، وكانت هي تحول أموالاً طائلة منها إلى مجالس محلية ومستوطنات في الضفة الغربية، مقابل منحها عمولة دسمة. وقال القاضي يارون ليفي، إن «كيرشنباوم كانت مؤتمنة على أموال الائتلاف الحكومي، لكنها استخدمتها بشكل فاضح لتنظيم نهج الفساد والرشى. وفي بعض الأحيان، أضرت بنفسها مقابل الطمع بالمال والمنصب، من خلال انحرافها عن الطريق المستقيم وأخذها رشوة بشكل ممنهج، ماكر ومتطور، طوال ست سنوات ومن ثماني جهات ليست مرتبطة ببعضها».
وأضاف القاضي «أنها اعتادت على طلب مقابل مالي لاستخدامها الشخصي ولاستخدام حزبها والمقربين منها بمبالغ تصل إلى ملايين عدة. واستغلت المتهمة قوتها السلطوية. وتولت مناصب رفيعة وعُينت من قبل رئيس الحزب (ليبرمان) مسؤولة عن أموال الائتلاف، (التي بلغت قيمتها 1.2 مليار شيقل، ما يعادل 370 مليون دولار). ولا حاجة إلى إضافة كلمات حول القوة التي أودعت بين يديها، واستغلت هذه القوة من أجل تفضيل أمور مرفوضة ومصالحها الشخصية. وأدى هذا الأمر إلى أضرار بالغة – استخدام ميزانية عامة لاحتياجات سياسية».
وأعلن محامو كيرشنباوم وليفي، أن موكليهما يعتزمان الاستئناف على العقوبة إلى المحكمة العليا، وطلبوا تأخير تنفيذ العقوبة من أجل السماح للمتهمين بصياغة الاستئناف. وأمر القاضي ليفي بتأجيل تنفيذ العقوبة، حتى 5 سبتمبر (أيلول) المقبل. فإذا لم تقدم الاستئناف فستدخل إلى السجن.
وآثار القرار ردود فعل حادة ضد ليبرمان، في أحزاب المعارضة، وكذلك ضد المحكمة النيابة التي امتنعت عن توجيه الاتهام ضد القائد الفعلي للحزب. ورد ليبرمان بالقول، إنه سينتظر ماذا سيقوله هؤلاء عندما تنتهي محاكمة بنيامين نتنياهو ومن كانوا وزراء في حكومته، خصوصاً أريه درعي، زعيم حزب شاس للمتدينين الشرقيين، ويعقوب ليتسمان، رئيس تحالف الأحزاب الدينية الغربية «يهدوت هتوراة».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.