حزب «إخوان ليبيا» يعلن مشاركته في حوار الجزائر اليوم.. والأمم المتحدة تحذر من التسريبات

15 من القادة السياسيين ورؤساء الأحزاب الليبية يلتقون اليوم للبحث عن انفراج للأزمة

حزب «إخوان ليبيا» يعلن مشاركته في حوار الجزائر اليوم.. والأمم المتحدة تحذر من التسريبات
TT

حزب «إخوان ليبيا» يعلن مشاركته في حوار الجزائر اليوم.. والأمم المتحدة تحذر من التسريبات

حزب «إخوان ليبيا» يعلن مشاركته في حوار الجزائر اليوم.. والأمم المتحدة تحذر من التسريبات

استبق محمد الدايري وزير الخارجية الليبي اجتماعات ستستضيفها الجزائر اليوم على أراضيها بحضور 15 من القادة السياسيين ورؤساء الأحزاب الليبية في طار الحوار الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة، بعقد جولة محادثات مع نظيره الجزائري رمضان العمامرة على هامش أعمال الدورة العادية الـ143 لمجلس وزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية.
وقال رامي كعال مدير مكتب الإعلام بالخارجية الليبية لـ«الشرق الأوسط» أنه جرى اجتماع بين وزيري الخارجية الليبي والجزائري على هامش اجتماعات وزراء الخارجية العرب المنعقدة في القاهرة، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يأتي تحت إطار اللقاءات التشاورية بين البلدين.
من جهته، أعلن حزب العدالة والبناء الذي يعتبر الذارع السياسية للإخوان المسلمين في ليبيا، أن رئيسه محمد صوان سيشارك في جلسات الحوار الذي تستضيفه اليوم الجزائر برعاية الأمم المتحدة، التي قال إنها وجهت دعوة للحزب للمشاركة في هذا الحوار الذي يضم نحو 15 قائدا سياسيا ليبيا ورؤساء أحزاب وناشطين معروفين.
كما سعت أمس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، إلى توضيح الملابسات التي أحاطت الحوار السياسي الليبي الذي عقد برعايتها مؤخرا في الصخيرات بالمغرب. وأوضحت البعثة في بيان مطول لها، أن جميع الأطراف وافقت قبل انعقاد المباحثات في المغرب على طرح البعثة بأن يركز جدول الأعمال على بندين، وهما تشكيل حكومة التوافق الوطني والترتيبات الأمنية لتمهيد الطريق أمام إنهاء القتال المسلح في ليبيا وانسحاب المجموعات المسلحة من البلدات والمدن.
وأشارت إلى قيامها كجزء من الدور التيسيري الذي تلعبه، بتقديم عدد من مسودات المقترحات للنقاش العام، لافتة إلى أن هذه المسودات تعد نتاج أسابيع من المشاورات المكثفة والوثيقة مع مختلف الأطراف.
وقالت إنه «وبملاحظة طلب تعديل جدول الأعمال، قامت البعثة بالتشاور مع الأطراف الأخرى التي أكدت أنه وبالنظر إلى الآمال الكبيرة التي يعقدها الشعب الليبي على الحوار، فإن التوصل إلى نتائج فورية لتخطي الأزمة الليبية لا بد أن يظل في صدارة الأولويات، وخصوصا فيما يتعلق بالقرارات حول الحكومة والأمن».
وأكدت البعثة مجددا «أن الحل النهائي والدائم للأزمة الليبية يجب أن يكون حلاً شاملاً يحظى بدعم جميع المشاركين»، مشيرة إلى أنها قامت بتحديد ضمانات تفيد بأن المفاوضات الشاملة سوف تستمر لحين الاتفاق على تسوية نهائية يقبل بها الجميع.
وحثت البعثة جميع المشاركين في الحوار على الامتناع عن تقديم الأطروحات خارج إطار هذه المباحثات، حرصًا على حماية شفافية ونزاهة عملية الحوار القائمة والالتزامات التي تعهدت بها مختلف الوفود المنخرطة في المباحثات، معربة عن اعتقادها بأن هذا سوف يكون أمرا هاما للجهود الرامية إلى بناء الثقة بين الأطراف، محذرة من التسريبات».
وقالت البعثة إنها «وإذ تؤكد على مبادئ الحوار ذي الملكية والقيادة الليبيتين، فإنها ستتابع مع جميع الأطراف بغية استئناف النقاشات غدا بعد أن يكون قد تسنى لجميع المشاركين في الحوار فرصة تقديم إيجاز كامل لمن يمثلون والتشاور معهم حول المباحثات التي دارت في المغرب».
وأعربت عن أسفها لاستمرار التصعيد على الجبهة العسكرية، بما في ذلك الهجمات على المطارات وغيرها من البنى الأساسية، مشيرة إلى أن هذا التصعيد يطرح تساؤلات حول مدى الالتزام لأولئك المسئوولين عن هذه الاعتداءات الأخيرة.
وأوضحت أن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، ناشد خلال الإحاطة الأخيرة التي قدمها لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، القيادات السياسية الليبية باتخاذ جميع التدابير اللازمة لوقف أي هجمات أخرى.
إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الجزائرية الحكومية عن العمامرة وزير الخارجية الجزائري قوله إن «الليبيين سيأتون إلى الجزائر وهم مرحب بهم فهم في بلدهم مهما استغرقت محادثاتهم من الوقت ومهما أرادوا البقاء»، كما شدد على أن «الجزائر كانت قد أكدت منذ البداية أنها تؤيد الحوار الشامل الذي من شأنه أن يؤدي إلى المصالحة الوطنية وحكومة وحدة وطنية».
وكشف النقاب عن أن بلاده استقبلت «بطلب من الليبيين أنفسهم في سرية في الجزائر العاصمة طوال الأشهر الأخيرة ما لا يقل عن 200 فاعل ليبي»، مشيرا إلى أن اختيار الجزائر لاجتماع الثلاثاء جاء بقرار من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. كما أكد الوزير الجزائري المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والأفريقية، عبد القادر مساهل في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن الجزائر «أجرت اتصالات مع كل الأطراف الليبية واستقبلت الكثير من الأطراف الفاعلة الليبية دون استثناء عدا الجماعات المدرجة من قبل الأمم المتحدة في قائمة المنظمات الإرهابية».
وقال: «لقد بذلنا جهودا كبيرة في إطار البحث عن حل سياسي للأزمة في ليبيا وبذلنا هذه الجهود خلال الأسابيع الأخيرة كي لا نقول الأشهر الأخيرة، وقمنا بذلك في سرية تامة حيث استقبلنا بالجزائر أكثر من 200 طرف ليبي فاعل».
وأضاف قائلا: «كانت هناك لقاءات بالجزائر العاصمة بين أجنحة متعارضة في إطار لقاءات سرية أفضت أحيانا إلى اتفاقات وقعت بين الأطراف ولا نزال نبذل جهودا بشأن هذا الملف».
وأكد أنه لا يوجد هناك بديل للحل السياسي وأن تدخلا عسكريا سيكون «دون جدوى»، مضيفا أن انعكاساته مجهولة لأنه «لا يمكننا معرفة متى وكيف سينتهي».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.