مصر تسعى إلى تعظيم الاستفادة من سياحة اليخوت

مارينا أبو تيج في مدينة الجونة
مارينا أبو تيج في مدينة الجونة
TT

مصر تسعى إلى تعظيم الاستفادة من سياحة اليخوت

مارينا أبو تيج في مدينة الجونة
مارينا أبو تيج في مدينة الجونة

تسعى مصر لتعظيم الاستفادة من سياحة اليخوت خلال الفترة المقبلة عبر وضع خطة استراتيجية طموحة لهذا المجال، وذلك بعد دراسة الإجراءات المنفذة لسياحة اليخوت مقارنة بالدول المنافسة، لتيسير الإجراءات واجتذاب السائحين الأثرياء.
وقرر رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي تشكيل لجنة برئاسة المهندس كامل الوزير، وزير النقل، للعمل على تيسير إجراءات سياحة اليخوت في مصر، وتحديد أبرز التحديات وتقديم المقترحات بشأنها، ووفق بيان وزارة السياحة والآثار المصرية، أمس (الثلاثاء)، فإنّ اللجنة عقدت أولى اجتماعاتها بحضور وزير السياحة والآثار ووزير المالية ومسؤولي عدد من الوزارات والجهات المعنية.
ووفق خبراء سياحة، فإنّ مصر فقدت أرباحاً ضخمة خلال السنوات الماضية بسبب المبالغة في رسوم بقاء اليخوت في مصر، أو رسوم عبورها لقناة السويس، وتحصيل الرسوم مرتين لليخت الواحد في حالة انتقاله من مرسى إلى آخر داخل المياه المصرية، ما يتسبب في انتقال أصحاب اليخوت إلى لبنان وإسرائيل وتركيا بسبب تسهيلاتهم السياحية الخاصة برسو اليخوت.
وتمثل سياحة اليخوت نمطاً جديداً من أنواع السياحة الرياضية في مصر، وتعد أغنى أنواع السياحة، إذ إن أصحابها غالباً يكونون من الأثرياء الذين يبحرون للاستجمام مع قدرة مالية كبيرة على الإنفاق، وبالتالي فإنّ عائدها الاقتصادي كبير لمصلحة السياحة المصرية.
وتعتبر منطقة البحر الأبيض المتوسط مركزاً مهماً لسياحة اليخوت على مستوى العالم؛ حيث يجوب المنطقة أكثر من 30 ألف يخت سنوياً، حسب الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، وتعد «بورتو مارينا» المطلة على البحر الأبيض المتوسط، من أبرز مراسي اليخوت الشمالية في مصر؛ حيث تتسع لأكثر من 1400 يخت، ويعتبر المرسى أول ميناء يخوت في أفريقيا، وتضم بورتو مارينا كثيراً من الملاهي والمناطق الترفيهية، بالإضافة إلى شواطئ كاملة خاصة بالسيدات.
وأفادت هيئة الاستعلامات، في تقرير لها عام 2015، بأنّ مصر اهتمت بتشجيع سياحة اليخوت، وإقامة الموانئ المتخصصة على شواطئ مصر، على غرار «مارينا نعمة»، أول مارينا لليخوت في خليج نعمة بشرم الشيخ، (جنوب شرقي القاهرة) التي تم إنشاؤها بأحدث الأساليب التكنولوجية، واعتبر خبراء السياحة هذا المشروع خطوة مهمة على طريق تنمية سياحة اليخوت.
وفي محافظة البحر الأحمر، تقع مارينا الغردقة، على مساحة 60 ألف متر مسطح، وتستوعب نحو 188 يختاً في وقت واحد، بالإضافة إلى 128 وحدة سكنية وشقة فندقية، كما يعد مرسى «أبو تيج لليخوت» بمثابة المدخل البحري لمدينة الجونة، بالغردقة، ويؤمن المرسى كل وسائل الراحة اللازمة لرسو اليخوت بطريقة آمنة.
وفي خليج العقبة، توفر «مارينا مرتفعات طابا»، مراسي آمنة وخدمة صيانة، بجانب جميع وسائل الراحة، وتحتضن مارينا مرتفعات طابا منطقة مياه مساحتها 11500 متر مربع وعمقها يتراوح من 2.5 إلى 3 أمتار. ويمكن أن تسع المارينا 50 يختاً.
وناقشت لجنة «سياحة اليخوت» الآليات والإجراءات الخاصة بوضع استراتيجية جذب سياحة اليخوت بمصر، التي تتضمن تحديث الخريطة الخاصة بجميع المارين على مستوى الجمهورية، سواء القائمة أو المقترحة، مع تحديد المناطق الواعدة التي تمثل نقاط جذب لسياحة اليخوت، مع وضع الضوابط والقواعد التنظيمية لهذا النوع من السياحة، بجانب توحيد جميع الاشتراطات اللازمة لإنشاء وتشغيل المارين على مستوى الجمهورية.
واتفق أعضاء اللجنة على عقد اجتماعات مكثفة خلال الفترة المقبلة للجهات المعنية كافة، لسرعة وضع الآلية النهائية لتنفيذ الاستراتيجية الجديدة، بالتزامن مع الانتهاء من تنفيذ «النافذة الواحدة لسياحة اليخوت».


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».