الانقلابيون يتهمون مراسل قناة «حزب الله» بـ«التخابر»

عناصر من ميليشيات الحوثي خلال تجمع في صنعاء (أ.ف.ب)
عناصر من ميليشيات الحوثي خلال تجمع في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

الانقلابيون يتهمون مراسل قناة «حزب الله» بـ«التخابر»

عناصر من ميليشيات الحوثي خلال تجمع في صنعاء (أ.ف.ب)
عناصر من ميليشيات الحوثي خلال تجمع في صنعاء (أ.ف.ب)

ألقى استدعاء النيابة الحوثية المتخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة لمراسل قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» اللبناني في صنعاء خليل العمري، الضوء من جديد على الانقسام الواضح والصراع المحتدم بين أجنحة الميليشيات حول السيطرة على مصادر الأموال والتحكم في أداء وسائل الإعلام الموالية والعاملين فيها، كما كشف كيف امتد هذا الصراع إلى قطاع الاتصالات الدولية والعلاقات الخارجية.
نيابة أمن الدولة في صنعاء أمرت العمري بالمثول أمامها، أمس (الثلاثاء)، للتحقيق معه بتهمة التخابر مع دولة أجنبية، من دون إعلان تفاصيل، إلا أن المراسل المحسوب على الجناح الذي يتزعمه ابن عم زعيم الجماعة محمد علي الحوثي كشف جانباً جديداً من الصراع على الأموال بحديثه عن ضلوع مجموعة من القيادات في تهريب المكالمات الهاتفية الدولية وتوريد عائداتها إلى حساباتهم الخاصة. وحمل جهاز مخابرات الميليشيات المسؤولية عن حياته.
العمري، وهو مراسل القناة منذ سنين طويلة ومعروف بإخلاصه لنهجها وللميليشيات الحوثية، نشر أيضاً صورة لاستدعاء النيابة له وقال إن ما وصفه بـ«جهاز المكالمات» يلجأ إلى «التهم الجاهزة» ويقرر استدعاءه بتهمة التخابر مع دولة أجنبية، وهدد هؤلاء قائلاً: «‏ما لا تعلمونه أيها الفسدة، هو أن لدينا معلومات مهمة عن اسم ونوع المنظومة المستخدمة في تهريب المكالمات الدولية واسم الشركة المحلية المستوردة ومديرها واسم المورد الخارجي، واسم خبير التهريب المحلي الذي استعنتم به، وكان محبوساً عندكم في 2017».
‏وقبل ذلك بساعات، وزع العمري بياناً قال فيه: «إذا حدث لي أي مكروه فإن الجاني هو جهاز الأمن والمخابرات أو فاسدون فيه، تضرروا بسبب منشوري عن تهريب المكالمات». وأكد أن «جميع الوثائق التي تفضحهم» مودعة عند ثلاثة من زملائه وأنهم سينشرونها حال تعرضه للقتل أو الإخفاء، وأن من بينها وثائق سبق أن رفعها إلى قادة الجماعة بتاريخ 23 مارس (آذار) 2021، بغرض «زجرهم من أجل التوقف لا أكثر». وأشار إلى أن الجماعة استدعته إلى الجهاز مرتين بسببها. وقال: «أثرت هذا الموضوع الآن لأنه بدلاً من معاقبة الفسدة أُطلقت أيديهم لملاحقة المتسببين في كشفهم».
من جهته، علق الأستاذ الجامعي الموالي للجماعة سامي عطاء على القضية مشيراً إلى بعد آخر فيها، وهو رغبة الجماعة في التخلص من المراسل لمصلحة أحد المنتمين إلى سلالة زعيمها عبد الملك الحوثي. وقال عطاء إن «الاستدعاء له علاقة بطبخة إبعاد العمري من وظيفته كمراسل لقناة المنار، والدفع بأحد الإعلاميين المقربين من أبو زوبعة»، في إشارة إلى أحمد حامد المعروف باسم أبو محفوظ الذي يدير مكتب رئيس حكم الانقلاب مهدي المشاط.
وأيد العمري ما ورد في تعليق عطاء وقال في منشور على «فيسبوك» إن «الطبخة موجودة وقد حذرني أحد الشرفاء منها قبل أسبوع، ومن يتصدى لمقارعة الفسدة، عليه أن يكون مستعداً لكل تضحية، وأنا مستعد حتى لبيع السجائر على الأرصفة ومواصلة النزال».
يشار إلى أن خلافات أجنحة الميليشيات طفت أخيراً على السطح أكثر من ذي قبل لجهة التنافس على جباية الأموال ونهب موارد المؤسسات والعقارات المملوكة للدولة، إذ تهيمن الأجنحة التي تتحدر من محافظة صعدة (معقل زعيم الجماعة) على كل شاردة وواردة، سواء فيما يخص سلطة اتخاذ القرار أم السيطرة الأمنية والمالية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.