حزب معارض يطالب بمصادرة أملاك حركة {النهضة} التونسية

تزامناً مع تجدد المطالب بسحب الثقة من الغنوشي

راشد الغنوشي (غيتي)
راشد الغنوشي (غيتي)
TT

حزب معارض يطالب بمصادرة أملاك حركة {النهضة} التونسية

راشد الغنوشي (غيتي)
راشد الغنوشي (غيتي)

في خضم الجدل الدائر في تونس حول ملف التعويضات المالية لضحايا حُكمَي بورقيبة وبن علي، واتهامات لحركة النهضة باستغلال هذا الملف للإثراء، طالب المنجي الرحوي، رئيس حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد (يساري معارض)، لجنة التحاليل المالية بالبنك المركزي التونسي بالكشف عن أموال السياسيين الذين اتهم جلّهم بتضارب المصالح، وخاصة المنتمين إلى حركة النهضة، الحزب الإسلامي الذي يتزعم المشهد السياسي في تونس.
واعتبر الرحوي، أنه يتوجب مصادرة أملاك حركة النهضة، في مقابل مطالبتها بالحصول على تعويضات مالية ضخمة من الدولة «ستزيد من إفقار التونسيين وتجويعهم»، على حد تعبيره.
وتتهم قيادات سياسية معارضة، معظمها من التيار اليساري، أعضاء حركة النهضة، وبعض الأحزاب النافذة، بالحصول على أموال غير مشروعة، خاصة خلال الحملات الانتخابية التي جرت بعد ثورة 2011. وكانت إحدى الصحف المحلية قد اتهمت راشد الغنوشي، رئيس البرلمان ورئيس حركة النهضة، بالثراء الفاحش، وقالت إنه يمتلك ثروة في الخارج، من بينها 3 شركات في فرنسا، وهو ما نفته قيادات الحركة بشدة. كما انتقد زبير الشهودي، أحد قياديي «النهضة» ورئيس مكتب الغنوشي والذي أعلن استقالته من الحزب، عائلة زعيمه السابق بشدة وأطلق ضدها اتهامات، داعياً إياه، في رسالة، إلى ضرورة الاستقالة والابتعاد عن العمل السياسي.
في سياق ذلك، فنّد عبد الرزاق الكيلاني، رئيس الهيئة العامة للمقاومين وشهداء وجرحى الثورة والعمليات الإرهابية، الأرقام المتداولة حول دفع 3 مليارات دينار تونسي (نحو 1.1 مليار دولار) كتعويضات لضحايا الاستبداد في تونس، قائلاً إن ما يروج له «مجرد كذب وبهتان... وهذا المبلغ مجرد تقدير، ولا يمكن الجزم بصحته بالنظر إلى أنّ مبالغ التعويضات مضمنة في قرارات جبر الضرر الموجهة لفائدة 29950 تونسياً من ضحايا الاستبداد خلال فترة حكم الرئيسين السابقين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، وقد تم احتساب تلك التعويضات حسب درجة ضرر الضحايا».
على صعيد آخر، دعت كتلة الحزب «الدستوري الحر» المعارض إلى تفعيل عريضة سحب الثقة من الغنوشي، معتبرة أن بقاءه على رأس هذه المؤسسة الدستورية سيكرس من جديد فرض القوانين والاتفاقيات بالقوة، ومواصلة سياسة المكيالين بين نواب البرلمان.
واقترحت عبير موسي، رئيسة هذه الكتلة البرلمانية، وضع لائحة سحب الثقة من رئيس البرلمان، بقطع النظر عن تحقيقها للعدد الذي يضمن الإطاحة بالغنوشي(109 أصوات من إجمالي 217)، مشيرة إلى أن الضغط الشعبي، ومرور نواب البرلمان إلى التصويت العلني من شأنهما أن يحسما مصير رئيس البرلمان.
وفي هذا السياق، عقدت «الكتلة الديمقراطية»، التي تقود المعارضة في تونس (38 مقعداً)، وكتلة «الإصلاح الوطني» (16 صوتاً)، وكتلة «تحيا تونس» (14 مقعداً) اجتماعاً لتنسيق المواقف بعد أن أعلنت خلال الأسبوع الماضي عن مقاطعة عمليات التصويت ضمن هياكل البرلمان التونسي.
وتؤكد مصادر برلمانية تونسية، أن عدد الموقعين على عريضة سحب الثقة من الغنوشي بلغ حتى الآن 106 أصوات، ولم يتبق غير ثلاثة أصوات لتحقيق الأغلبية البرلمانية التي تطيح دستورياً برئيس البرلمان. غير أن مصادر أخرى تشكك في هذا الرقم، وتقول إنه مبالَغ فيه إذا اعتمدنا مبدأ احتساب نواب الكتل البرلمانية المساندة للغنوشي، ومن يقفون في الصف المقابل له، مؤكدين في هذا السياق وجود «حسابات سياسية وصراعات بين الكتل البرلمانية»، وهو ما قد يحكم على عريضة سحب الثقة بالتأجيل من جديد.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.