أميركا تكثّف حملتها ضد «الإبادة» في شينجيانغ

صورة أرشيفية لعنصري أمن أمام ما تسميه السلطات الصينية مركزاً للتأهيل المهني في إقليم شينجيانغ الذي تقطنه أقلية من مسلمي الأويغور (رويترز)
صورة أرشيفية لعنصري أمن أمام ما تسميه السلطات الصينية مركزاً للتأهيل المهني في إقليم شينجيانغ الذي تقطنه أقلية من مسلمي الأويغور (رويترز)
TT

أميركا تكثّف حملتها ضد «الإبادة» في شينجيانغ

صورة أرشيفية لعنصري أمن أمام ما تسميه السلطات الصينية مركزاً للتأهيل المهني في إقليم شينجيانغ الذي تقطنه أقلية من مسلمي الأويغور (رويترز)
صورة أرشيفية لعنصري أمن أمام ما تسميه السلطات الصينية مركزاً للتأهيل المهني في إقليم شينجيانغ الذي تقطنه أقلية من مسلمي الأويغور (رويترز)

كثفت إدارة الرئيس جو بايدن، حملتها ضد استمرار السلطات الصينية فيما تعدها واشنطن «إبادة جماعية» في إقليم شينجيانغ ذات الغالبية المسلمة في الصين، ووسعت إطار الحظر على الواردات من هذه المنطقة بسبب إرغام بكين للمواطنين على العمل الجبري هناك.
وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية، بالتنسيق مع وزارات الخزانة والتجارة والأمن الداخلي والعمل ومكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة، تقريراً استشارياً محدثاً خاصاً بسلسلة التوريد في شينجيانغ. وأوضح وزير الخارجية أنتوني بلينكن، أن هذا الإجراء يأتي «رداً على استمرار الحكومة الصينية في الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في شينجيانغ والأدلة المتزايدة على استخدامها للعمل القسري هناك»، مضيفاً أن التقرير «يسلط الضوء على المخاطر المتزايدة للشركات التي لها روابط سلسلة التوريد والاستثمار بشينجيانغ بالنظر إلى الكيانات المتواطئة في العمل الجبري وانتهاكات حقوق الإنسان الأخرى هناك وفي كل أنحاء الصين».
وأفادت وزارة الخارجية في بيان بأن التقرير يتضمن معلومات من وزارة العمل ومكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة، ملاحظةً أن الحكومة الصينية «ترتكب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في شينجيانغ». ويقدم التقرير معلومات محددة بشأن «المخاطر المتعلقة بالاستثمار في شركات صينية مرتبطة بالمراقبة والعمل الجبري في شينجيانغ».
وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة «ستواصل تعزيز المساءلة عن الفظائع التي ارتكبتها جمهورية الصين الشعبية وغيرها من الانتهاكات من خلال جهد حكومي كامل وبالتنسيق الوثيق مع القطاع الخاص وحلفائنا وشركائنا».
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية نيد برايس، إن الصين «تواصل انتهاكاتها المروعة في منطقة شينجيانغ الأويغورية المتمتعة بالحكم الذاتي وأماكن أخرى في الصين»، موضحاً أن الانتهاكات «تستهدف الأويغور والعرقية الكازاخية والقيرغيزية ذات الأكثرية المسلمة وأفراد أقليات عرقية ودينية أخرى». وأكد أن الانتهاكات «تشمل العمل القسري الواسع النطاق برعاية الدولة والمراقبة التدخلية، وتدابير قسرية للسيطرة على السكان، وفصل الأطفال عن العائلات، والاحتجاز الجماعي، وانتهاكات أخرى وسط الإبادة الجماعية المستمرة والجرائم ضد الإنسانية».
وأضاف أنه «نظراً لخطورة ومدى هذه الانتهاكات، فإن الشركات والأفراد الذين لا يخرجون من سلاسل التوريد أو المشاريع أو الاستثمارات المرتبطة بشينجيانغ يمكن أن يتعرضوا لخطر كبير بانتهاك القانون الأميركي». ودعا إلى التزام إرشادات وزارة الخارجية الأميركية حيال تنفيذ «مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان للمعاملات المرتبطة بالمستخدمين النهائيين الحكوميين الأجانب للمنتجات أو الخدمات ذات القدرات الرقابية».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».