العمادي في غزة... ووفد مصري مرتقب بعد «رزمة تسهيلات» إسرائيلية

تنقل محدود للأفراد واستئناف استيراد وتصدير بعض البضائع

مظاهرة لصيادين في ميناء غزة الأحد احتجاجاً على منع إسرائيل الصيد في المنطقة (أ.ف.ب)
مظاهرة لصيادين في ميناء غزة الأحد احتجاجاً على منع إسرائيل الصيد في المنطقة (أ.ف.ب)
TT

العمادي في غزة... ووفد مصري مرتقب بعد «رزمة تسهيلات» إسرائيلية

مظاهرة لصيادين في ميناء غزة الأحد احتجاجاً على منع إسرائيل الصيد في المنطقة (أ.ف.ب)
مظاهرة لصيادين في ميناء غزة الأحد احتجاجاً على منع إسرائيل الصيد في المنطقة (أ.ف.ب)

وصل السفير القطري محمد العمادي، إلى قطاع غزة، فجر أمس، في حين يفترض أن يصل وفد أمني مصري خلال وقت قصير إلى القطاع، مع دفع جهود التهدئة بين إسرائيل و«حماس» إلى الأمام.
وأخذت إسرائيل خطوة أخرى نحو إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الحرب الأخيرة التي اندلعت في غزة في مايو (أيار) الماضي لمدة 11 يوماً، وقررت السماح بإدخال الأموال القطرية ضمن آلية جديدة، وتوسيع مساحة الصيد البحري وإدخال بعض المواد للقطاع.
وذكرت القناة الإسرائيلية «12»، أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية، ناقش آلية نقل الأموال القطرية التي تعادل 30 مليون دولار شهرياً إلى غزة، وأقرّ آلية جديدة؛ لذلك تم التوافق عليها مع المصريين والقطريين. وتقضي بنقل المبالغ المالية عبر البنوك الفلسطينية العاملة في غزة، على أن تتسلّمها اللجنة القطرية من تلك البنوك، وتودعها في بنك البريد في القطاع، ليتم توزيعها لاحقاً.
وبحسب الاتفاق، سيقوم جهاز الأمن العام (شاباك) بتدقيق 160 ألف اسم مرشّح للاستفادة من المنحة، للتأكّد من أن هؤلاء ليست لهم علاقة بحركة «حماس»، وهذا على مستوى الأموال التي ستسلم بشكل نقدي. أما بقية الأموال، فسيتم تحويل 10 ملايين دولار منها لمصلحة شراء وقود لمحطّة توليد الكهرباء عبر الأمم المتحدة، و10 ملايين دولار أخرى لمصلحة مشروع «النقد مقابل العمل» لتحسين الوضع الاقتصادي في القطاع.
إضافة إلى ذلك، أعلن منسق الحكومة الإسرائيلية في المناطق، توسيع مساحة الصيد قبالة سواحل قطاع غزة من 9 إلى 12 ميلاً بحرياً، بدءاً من صباح الاثنين. وقال، إن القرار اتُخذ في ظل حالة الهدوء السائدة بغزة في الفترة الأخيرة، وعقب تقييم للوضع الأمني العام ومصادقة المستوى السياسي. كما سيسمح باستيراد مواد طبية ومواد خاصة بالصيد ومواد خام للصناعة والنسيج، من الجانب الإسرائيلي إلى قطاع غزة عبر معبر «كرم أبو سالم»، إلى جانب السماح بتصدير المنتجات الزراعية والأنسجة من قطاع غزة إلى مناطق الداخل الفلسطيني.
وأكد المنسق، أن هذه الإجراءات المدنية التي أقرّها المستوى السياسي الإسرائيلي «مشروطة باستمرار الحفاظ على الاستقرار الأمني، وتعزيز العلاقات وأمل السلام بين شعبين يعيشان جنباً إلى جنب». وشملت رزمة التسهيلات الإسرائيلية أيضاً، السماح لفئات محددة من قطاع غزة بالتنقل إلى الضفة وإسرائيل.
وأعلنت الهيئة العامة للشؤون المدنية، في بيان، أنه سيتم اعتباراً من الاثنين، السماح بالسفر والتنقل من المحافظات الجنوبية (غزة)، للمتزوجين إذا كان أحد الزوجين يحمل الهوية الإسرائيلية، وللصحافيين التابعين للمنظمات الصحافية العالمية ووزارة الإعلام الفلسطينية، وأيضاً أصحاب الدورات التعليمية الطبية ومن لديه مواعيد للسفارات الأجنبية.
وأهاب الناطق الرسمي باسم الهيئة، عماد قراقرة، بالمواطنين في غزة من أصحاب هذه المعاملات ومن يرغب في الخروج لإتمام عمله، أن يتوجهوا لمكاتب الهيئة في غزة وتقديم الوثائق اللازمة. وأضاف البيان، أنه سيسمح أيضاً بتصدير الملابس والأثاث والمنتوجات الزراعية واستيراد المواد الطبية ومستلزمات النسيج والخياطة.
وفي إطار متابعة الوضع، وصل العمادي إلى غزة في زيارة تستمر أياماً عدة، يلتقي خلالها قيادة حركة «حماس»، والفصائل الفلسطينية لمناقشة تطورات الجهود المبذولة لحل الملفات العالقة في غزة. وسيناقش العمادي موضوع المنحة القطرية، وهو الذي يشرف العادة على توزيعها، كما سيتفقد خلال زيارته التي تأتي بعد أشهر من الانقطاع، المشاريع القطرية في غزة. وقطر هي أحد الوسطاء الذين يعملون على الوصول إلى تهدئة في قطاع غزة إلى جانب الوسيط الرئيسي مصر.
ويفترض أن يصل وفد أمني مصري إلى القطاع في أي لحظة من أجل تثبيت التهدئة. وقال مسؤولون في غزة، إنهم ينتظرون وصول الوفد المصري في أي يوم هذا الأسبوع. وأكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن «حماس» راضية إلى حد ما عن التقدم، لكنها تضغط باتجاه إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه بشكل كامل قبل الحرب الأخيرة ودفع اتفاق جديدة للأمام. ويأمل المصريون وكذلك إسرائيل و«حماس»، أن إعادة الوضع إلى ما كانت عليه قبل الحرب الأخيرة، قد يدفع بالتوازي اتفاقاً لتبادل الأسرى وعملية إعادة أعمار القطاع.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.