رجل أعمال إسرائيلي ـ عربي متهم بالتجسس لإيران

يعقوب أبو القيعا من النقب
يعقوب أبو القيعا من النقب
TT

رجل أعمال إسرائيلي ـ عربي متهم بالتجسس لإيران

يعقوب أبو القيعا من النقب
يعقوب أبو القيعا من النقب

قدمت النيابة العامة الإسرائيلية، إلى المحكمة المركزية في بئر السبع، أمس (الاثنين)، لائحة اتهام ضد رجل الأعمال العربي، يعقوب أبو القيعان، من بلدة حورة في الجنوب (النقب)، وجهت له فيها تهم «الاتصال بعميل أجنبي لإيران» و«نقل معلومات للعدو».
وبحسب ما ورد في بيان لجهاز الأمن العام (الشاباك)، أمس، فإن أبو القيعان، هو المواطن الإسرائيلي الذي نُشر أنه اعتقل في العاشر من شهر يونيو (حزيران) الماضي، في قضية تجسس. وخلال التحقيق معه، اعترف أبو القيعان بأنه أجرى اتصالاً محظوراً مع مصدر لبناني - عراقي، ومن خلاله أيضاً أجرى اتصالات مع مصادر استخباراتية إيرانية، وقام بنقل معلومات أمنية حساسة لها. والطرف العراقي - اللبناني المقصود، حسب لائحة الاتهام، هو وكيل يعمل لصالح مخابرات إيران، يدعى حيدر المشهداني.
وقد حاول أبو القيعان في البداية البحث عن فرصة للاتجار مع دول الخليج والعراق بشكل خاص، لكن المشهداني حصل منه على معلومات وتحديثات حول ما يحدث في إسرائيل، وراح أبو القيعان يتورط في منح مزيد من المعلومات. وفي مرحلة معينة طلب المال لقاء عمله هذا، بقوله إن مواقفه الوطنية تجعله يخسر مقاولات، ولذلك يحتاج إلى المال للتعويض عن خسائره. وصار يظهر في الإعلام الإسرائيلي، مهاجماً سياسة الحكومة ضد الفلسطينيين وضد عرب النقب لكي يبرر مطالبه.
وتم ترتيب لقاء له في لبنان أو سوريا، لكن اللقاء لم يتحقق، إذ اكتشفت المخابرات الإسرائيلية الأمر واعتقلته. وأبو القيعان هو رجل أعمال ناجح في إسرائيل. التحق في السنتين الأخيرتين، بحزب «تيلم» الذي أسسه وزير الأمن ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، موشيه يعالون، وأصبح مرشحاً على قائمته الانتخابية وانضم معه إلى تحالف «كحول لفان» برئاسة بيني غانتس، في 2019. وزعمت تقارير «الشاباك» أن أبو القيعان تباهى بمعرفته الغنية عن إسرائيل وعن زعمائها، وعن علاقاته بيعلون وغانتس. ونقل معلومات عن مواعيد يعلون وغانتس وتحركاتهما، للجهات الإيرانية التي كان على تواصل معها.
وجاء في بيان «الشاباك»، أمس: «انتهى اليوم التحقيق مع أبو القيعان الذي قدمت ضده لائحة اتهام، والتحقيق الحالي هو جزء من أنشطة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، في مواجهة مساعي إيران وحزب الله لتجنيد عناصر في إسرائيل وخارجها من أجل المساس بكبار الشخصيات في المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية، وجمع المعلومات الاستخبارية». وذكرت مصادر أمنية في تل أبيب أن إيران كانت نجحت في الماضي في تجنيد الوزير اليهودي السابق، غونين سيجف، لخدمة أهدافها وحصلت منه على معلومات وفيرة عن مرافق أمنية واستراتيجية حساسة، وقد حكم عليه بالسجن 12 عاماً.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.