هرتسوغ يبشر بعودة العلاقات مع الأردن إلى سابق عهدها

في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الإسرائيلي، يتسحاك هرتسوغ، عن عودة العلاقات الإسرائيلية الأردنية إلى سابق عهدها، «علاقات تعاون وتنسيق استراتيجي حميمة»، خرج أحد قادة حزب الليكود اليميني المعارض، جلعاد شارون، بهجوم على الحكومة لتوقيعها اتفاقا لتزويد الأردن بـ50 مليون متر مكعب إضافية من المياه.
وكان هرتسوغ قد تحدث إلى العاهل الأردني، الليلة الماضية، هنأه خلالها الملك عبد الله الثاني، بتسلمه منصب الرئاسة. وحسب مصدر مقرب منه، فإن المكالمة بينهما كانت ودية وإيجابية للغاية، وأن الملك عبد الله أبلغه بأن العلاقات عادت بين البلدين إلى سابق عهدها، إذ أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، نية صريحة بتحسين العلاقات التي تدهورت في زمن سلفه بنيامين نتنياهو. وأن هرتسوغ قال بالمقابل، إنه سيسعى لتعميق وتعزيز هذه العلاقات وتطعيمها بتطوير عدة مجالات تعاون في فروع اقتصادية وسياحية عدة، بما يعود بالفائدة على شعبي البلدين وشعوب المنطقة بأسرها.
وكانت وكالة الأنباء الأردنية، قد أفادت بأن الملك عبد الله أكد للرئيس الجديد هرتسوغ ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى حل الدولتين، قائلا إن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الدائم في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المكالمة جاءت بعد تطورين مهمين في العلاقات بين المملكة والحكومة الجديدة. فقد تم الكشف، في نهاية الأسبوع، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيت زار عمان قبل أسبوعين، واجتمع مع الملك الأردني، واتفقا على أن تستجيب إسرائيل لطلب الأردن بزيادة كميات المياه التي تزودها بـ50 مليون متر مكعب إضافية. وكان هذا أول لقاء بين الملك ورئيس وزراء إسرائيلي منذ خمس سنوات. وبحسب مراقبين فإن اللقاء كان بمثابة شرارة لعودة المياه إلى مجاريها بين البلدين، واستئناف الحوار بعد فترة اتسمت بالتوتر الشديد بلغ حد القطيعة بين الملك عبد الله ونتنياهو. وبحسب مقرب من بنيت فإنه بادر إلى تبليغ الملك بنفسه، عن استعداده للمصادقة على الصفقة التي تنص على زيادة حصة توزيع المياه للأردن. ولإبداء الجدية في هذه النوايا، تم التوقيع على اتفاق رسمي بهذا الشأن خلال لقاء بين وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، ونظيره الأردني أيمن الصفدي، في الأسبوع الماضي. وبموجب الاتفاق، تتم زيادة التصدير من الأردن إلى الضفة الغربية إلى حوالي 700 مليون دولار في السنة بدل من حوالي 160 مليون دولار في السنة، منها 470 مليون دولار بموجب معايير التجارة الفلسطينية والباقي يتماشى مع التجارة الإسرائيلية. وفيما يتعلق بموضوع المياه، اتفقا على أن تبيع إسرائيل للأردن 50 مليون متر مكعب إضافية من المياه، على أن تستكمل الفرق المهنية التفاصيل النهائية في الأيام المقبلة.
ورد اليمين المعارض في تل أبيب على هذه الأنباء بغضب مكشوف. وتولى جلعاد شارون، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أرئيل شارون، زمام قيادة الحملة ضد اتفاق المياه هذا. فقد صرح، أمس الأحد، بأن «هذا اتفاق أهبل، لأنه يمنح المياه مجانا». وتجاهل شارون حقيقة أن الأردن سيدفع 40 سنتا أميركيا لقاء كل متر مكعب من المياه، أي أربعة أضعاف الثمن الذي يدفعه في المعتاد.
لكنه قال: «في الشرق الأوسط لا توجد وجبات مجانية. وكان يجب على بنيت أن يطلب بالمقابل استعادة الأراضي التي أخذها الأردن بموجب اتفاقية السلام بين البلدين، أو أن يطلب من الأردن وقف انتقاداته وعدائه للحكومة الإسرائيلية على سياستها إزاء الفلسطينيين في المحافل الدولية». وتابع القول: «بنيت يبيع مياهنا لكي يحظى بلقاء في القصر الملكي يعزز به مكانته الدولية ومركزه في الحكم».