امتحان اللغة العربية للثانوية العامة يثير ضجة في مصر... ويصل للبرلمان

وزير التربية والتعليم طارق شوقي يتفقد سير امتحانات الثانوية العامة بلجنة بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم طارق شوقي يتفقد سير امتحانات الثانوية العامة بلجنة بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة (وزارة التربية والتعليم)
TT

امتحان اللغة العربية للثانوية العامة يثير ضجة في مصر... ويصل للبرلمان

وزير التربية والتعليم طارق شوقي يتفقد سير امتحانات الثانوية العامة بلجنة بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم طارق شوقي يتفقد سير امتحانات الثانوية العامة بلجنة بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة (وزارة التربية والتعليم)

انطلقت صباح أمس (السبت)، امتحانات الثانوية العامة في مصر، وسط إجراءات احترازية في ظل تفشي فيروس «كورونا». وسط شكوى عدد من طلاب الشعبة العلمية بالثانوية العامة، من صعوبة امتحان مادة اللغة العربية.
ونقلت وسائل إعلام مصرية اليوم (الأحد) أن امتحان اللغة العربية أثار «الجدل والبكاء» لدى بعض الطلاب بسبب صعوبته على حد قولهم، وطالت الشكاوى طول الامتحان وعدم كفاية الوقت للإجابة على الأسئلة.
وهناك شكاوي من قبل الطلاب وأولياء أمورهم من صعوبة الأسئلة الخاصة بالنحو، فضلا عن تشابه إجابات الأسئلة الاختيارية في فرعي القراءة والنصوص، وصعوبة القراءة المتحررة.
ويؤدي طلاب الثانوية العامة هذا العام الامتحانات لأول مرة بنظام «البابل شيت»، والذي يعتمد على الاختيار من متعدد في كل الأسئلة، وهذا النظام يطبق لأول مرة هذا العام، بعد تجربة في الصف الأول والثاني الثانوي العامين الماضيين.
كما تم تداول عدد من الأسئلة من الامتحان على مواقع التواصل وسط تحديات لمعرفة الإجابة الصحيحة، في إشارة إلى صعوبتها.
وشهدت امتحانات الثانوية العامة أول تحرك من قبل مجلس النواب ردا على صعوبة امتحان اللغة العربية، حيث تقدم عضو مجلس النواب الدكتور أيمن محسب بطلب إحاطة لرئيس مجلس النواب المستشار الدكتور حنفى جبالى، موجه لرئيس مجلس الوزراء، ووزير التربية والتعليم بشأن امتحان اللغة العربية للثانوية العامة.
وتقدم عضو مجلس النواب الدكتور أيمن محسب بطلب إحاطة لرئيس مجلس النواب المستشار الدكتور حنفي جبالي، موجه لرئيس مجلس الوزراء، ووزير التربية والتعليم بشأن امتحان اللغة العربية للثانوية العامة.
وأوضح عضو مجلس النواب في بيان صحافي له أن هناك العديد من الشكاوى من الطلاب بشأن امتحان اللغة العربية للثانوية العامة، وحالة من الارتباك التي أصابت أولياء الأمور قبل الطلاب، جراء ما تضمنه الامتحان من بعض الملاحظات.
ووصف النائب محسب بعض الأسئلة بمثابة «لوغريتمات»، متابعا أن من أبرز الشكاوى أيضاً ضيق الوقت، حيث اشتكى العديد من الطلاب من قصر الوقت، وأن هذا الامتحان كان يتطلب المزيد من الوقت، وكان يجب أن تتم مراعاة ذلك، بالإضافة إلى أنه لا يوجد اتفاق على إجابة محددة على سؤال واحد على الأقل، وهذا الأمر خلق حالة من القلق لدى عدد من الطلاب.
ورد وزير التربية والتعليم طارق شوقي في تصريحات تلفزيونية مساء أمس (السبت) أن ما يتم تداوله عن صعوبة امتحان اللغة العربية لطلاب الشعبة العلمية ليس صحيحاً، مطالبا الأهالي عدم الانسياق خلف تلك الشائعات التي تؤثر سلبا عليهم من الناحية النفسية.
وأكد شوقي أن هناك أشخاصاً ألفوا أسئلة صعبة وروجوها على أنها كانت في الامتحان وهذا غير صحيح، موضحا «كل ما تم ترويجه كذب ولا يرقى عن كونه كلاما من عند الناس». ونفى شوقي ما تردد من أسئلة صعبة مثل جمع كلمة حليب وإخطبوط، وقال «كل تلك الأسئلة ليست في الامتحان».
وتابع شوقي أن «الطلاب يبرمجون أنفسهم على الشعور بالتقصير؛ نتيجة عدم الحصول على الدرجة النهائية بامتحان الثانوية العامة»، منوهاً إلى أن «البعض يستهدف تشويه نظام الامتحانات الجديد»، في إشارة لنظام «البابل شيت» الذي يؤدي به طلاب الثانوية العامة الامتحانات، والذي يشير إلى الاختيار من متعدد في كل أسئلة الامتحان.
وناشد وزير التعليم، الطلاب حل أكبر قدر من الأسئلة الصحيحة وعدم احتساب الأداء بالنسبة لعدد الأسئلة وإنما وفقاً لأداء زملائه، وعدم قياس المستوى وفقاً للحصول على مجموع 100 في المائة. وأضاف شوقي أن تصحيح العينة العشوائية يستغرق 5 أيام بسبب استخدام «البابل شيت».
وفي سياق متصل، كشف وزير التربية والتعليم أنه تم ضبط 8 طلاب بتهمة الغش في امتحان اللغة العربية، وحرمانهم من الامتحانات لمدة عامين، في مواجهة لظاهرة الغش الإلكتروني.
ويؤدي طلاب الثانوية العامة 2021 «الشعبة الأدبية» اليوم الأحد، امتحان اللغة العربية، ويبلغ إجمالي عدد الطلاب الممتحنين على مستوى الجمهورية 257 ألفا و145 طالبا وطالبة.
ونفت وزارة التربية والتعليم كل ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي حول تسريب أسئلة امتحان اللغة العربية للثانوية العامة الشعبة الأدبية، اليوم (الأحد)، مؤكدة أن كل ما يتم نشره مزور وغير صحيح، حسبما نقلت وسائل إعلام مصرية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».