باريس: 10 آلاف أوروبي مع {داعش} بنهاية العام

300 من «المتشددين الخطرين» عادوا إلى بريطانيا > لندن تعد قوانين لمنع شركات الطيران من نقل مقاتلين للانضمام إلى «داعش»

باريس: 10 آلاف أوروبي مع {داعش} بنهاية العام
TT

باريس: 10 آلاف أوروبي مع {داعش} بنهاية العام

باريس: 10 آلاف أوروبي مع {داعش} بنهاية العام

قالت صحيفة «صنداي تلغراف»، أمس، إن نحو 320 من أصل 700 شخص تعدهم أجهزة الاستخبارات البريطانية من «المتطرفين الخطرين»، الذين ذهبوا إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة «داعش»، عادوا إلى بريطانيا.
ويزيد الرقم الذي أوردته الصحيفة المحافظة (700 غادروا وعاد منهم 320) عن الرقم الرسمي المعروف (500 غادروا عاد منهم 250). وأضافت الصحيفة التي قالت إنها اطلعت على مشروع وثيقة رسمية، أن هذا الرقم دفع وزارة الداخلية إلى تحضير إجراءات لتعزيز مكافحة التطرف في بريطانيا.
وتستهدف الاستراتيجية الجديدة للتصدي للتطرف الإسلامي مثلا تغيير قواعد الحصول على الجنسية البريطانية للتأكد من أن المترشحين يلتزمون بـ«القيم البريطانية» وأيضا ربط منح التقدمات الاجتماعية بتعلم اللغة الإنجليزية.
وأفادت صحيفة «صنداي تايمز» بأن بريطانيا ستصدر مجموعة من القوانين الأسبوع المقبل تمنع شركات الطيران من نقل ركاب قد يسافرون للانضمام إلى تنظيم داعش.
وانضم آلاف الأجانب من أكثر من 80 دولة إلى صفوف «داعش» وغيرها من الجماعات المتشددة في سوريا والعراق، مما دفع وزارة الداخلية البريطانية إلى العمل على إصدار قوانين تعطيها صلاحيات منع شركات الطيران من نقل ركاب، بما في ذلك الأطفال، في حالة الاعتقاد بأنهم يسافرون للمشاركة في «نشاط مرتبط بالإرهاب» على رحلات إلى وجهات معروفة مثل سوريا. وأكدت وزارة الداخلية البريطانية دقة التقارير.
وستوضع اللوائح في تشريع يقدم إلى البرلمان هذا الأسبوع وستلزم شركات الطيران بطلب تصريح لنقل مثل هؤلاء الركاب. وقالت الصحيفة إن نظاما آليا يعتمد على قوائم الركاب التي تقدمها الشركات سيشير إلى المسافرين ذوي الخطورة العالية وسيمنعهم من ركوب الطائرات.
وستكون اللوائح الجديدة أحدث خطوة في جهود بريطانيا لمنع المقاتلين الأجانب من الدخول إلى سوريا عبر رحلات جوية تجارية، وتأتي بعد أسابيع من فرار 3 تلميذات لندنيات من بريطانيا عبر تركيا للانضمام إلى «داعش».
وفي باريس، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أمس أن نحو «10 آلاف أوروبي» قد ينضمون إلى المجموعات المتطرفة في سوريا والعراق بحلول نهاية 2015، أي أكثر بـ3 مرات من عددهم حاليا.
وقال فالس ردا على أسئلة صحافيين من صحيفة «لو موند» وقناة «اي تيلي» و«إذاعة أوروبا 1»: «هناك اليوم 3 آلاف أوروبي في سوريا والعراق. وعندما ننظر إلى الأشهر المقبلة، فقد يصل عددهم إلى 5 آلاف قبل الصيف، وعلى الأرجح 10 آلاف قبل نهاية العام. هل تدركون التهديد الذي يطرحه هذا الأمر؟».
وفي فرنسا، فإن 1400 شخص، معظمهم من الشباب، معنيون وهم إما في سوريا والعراق أو عادوا من هذين البلدين أو يريدون التوجه إليهما، وهو رقم تضاعف خلال عام. وقال فالس: «نحو 90 فرنسيا قتلوا هناك وهم يحملون السلاح لمحاربة قيمنا». وهناك أيضا عدد كبير من المتطرفين من بلجيكا وهولندا والدنمارك وبريطانيا.
وأضاف فالس أنه مع عودة جهاديين إلى فرنسا أو خطر تنفيذ متطرفين شباب أعمالا عنيفة على أراضينا «نواجه تهديدا مرتفعا في فرنسا وأوروبا ودول أخرى». وأوضح أن «هذا التهديد أمامنا ولفترة طويلة».



ماكرون يدعو أوكرانيا للتحلي بـ«الواقعية» ويعتبر ماسك خطراً على الديمقراطية

TT

ماكرون يدعو أوكرانيا للتحلي بـ«الواقعية» ويعتبر ماسك خطراً على الديمقراطية

ماكرون يلقي كلمته خلال اجتماع سفراء فرنسا حول العالم في الإليزيه الاثنين (رويترز)
ماكرون يلقي كلمته خلال اجتماع سفراء فرنسا حول العالم في الإليزيه الاثنين (رويترز)

للمرة الثلاثين، تجمهر سفراء فرنسا عبر العالم وكبار المسؤولين الحكوميين، الاثنين،

ماكرون لدى وصوله لحضور اجتماع سفراء فرنسا حول العالم في الإليزيه الاثنين (أ.ف.ب)

في قصر الإليزيه للاستماع لرئيس الجمهورية يعرض أمامهم العالم كما يراه والتحديات التي تواجهها بلادهم والتي يتعين عليهم التعامل معها. ومرة أخرى، كان الرئيس إيمانويل ماكرون مجليا، وهو المعروف عنه شغفه بالتحديات الجيوسياسية، في رسم صورة شاملة وواقعية، لما يعاني منه عالم اليوم، خصوصا على ضوء نزاعات وحروب وميل نحو اللجوء إلى القوة وتحولات لم يكن أحد ينتظرها في الماضي القريب.

أوكرانيا والواقعية السياسية

رغم أن ما جاء على لسان ماكرون لم يكن جديدا تماما، فإنه حمل عدة رسائل للأوكرانيين من جهة، وللرئيس الأميركي المنتخب ترمب من جهة ثانية، وللأوروبيين من جهة ثالثة. وأهمية الرسالة الأولى أن ماكرون الذي يريد أن يفرض نفسه أفضل صديق لأوكرانيا، لمح للأوكرانيين بأن وضع حد للحرب لا يمكن أن يتم من غير تنازل كييف عن بعض أراضيها، وذلك من خلال قوله إن على الأوكرانيين أن يتقبلوا «إجراء مناقشات واقعية حول القضايا الإقليمية» أي حول الأراضي. بيد أنه سارع إلى التنبيه من أن أمرا كهذا لا يمكن أن يقوم به سوى الأوكرانيين، مؤكدا أن «لا حل في أوكرانيا من غير الأوكرانيين». وتحذير ماكرون الأخير موجه بالطبع لكييف، لكنه موجه أيضا للرئيس ترمب الذي زعم مرارا في السابق أنه قادر على إيجاد حل للحرب الروسية الأوكرانية سريعا. والتخوف الفرنسي - الأوروبي أن يعمد الأخير لاستخدام الدعم السياسي والمساعدات الاقتصادية والمالية وخصوصا العسكرية لأوكرانيا وسيلة ضغط من أجل حملها على قبول السلام وفق الرؤية الأميركية. كذلك وجه ماكرون رسالة مباشرة ومزدوجة الى ترمب بقوله، من جهة، إنه «لا يوجد حل سريع وسهل في أوكرانيا» ومن جهة ثانية دعوته واشنطن إلى «توفير المساعدة من أجل تغيير طبيعة الوضع وإقناع روسيا بالجلوس إلى طاولة المفاوضات».

السفراء يستمعون إلى كلمة ماكرون في الإليزيه الاثنين (إ.ب.أ)

وفي السياق نفسه، حذر الرئيس الفرنسي ترمب الذي استضافه في قصر الإليزيه وجمعه بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمناسبة احتفال انتهاء ترميم كاتدرائية نوتردام، في التاسع من ديسمبر (كانون الأول) الماضي من أن الولايات المتحدة «لا تملك أي فرصة للفوز بأي شيء إذا خسرت أوكرانيا»، مضيفا أن خسارتها ستعني أن الغرب سيفقد مصداقيته وأن استسلامها سيكون «كارثيا» ليس فقط للأوروبيين ولكن أيضا للأميركيين.

أما بالنسبة للأوروبيين، فإن ماكرون دعاهم للعمل من أجل «إيجاد الضمانات الأمنية» لأوكرانيا بديلا عن انضمامها إلى الحلف الأطلسي الذي ترفضه موسكو بالمطلق. وفي هذا السياق، سبق لماكرون أن اقترح أن يرسل الأوروبيون قوات لمراقبة وقف إطلاق النار في حال التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن وتعزيز أمن أوكرانيا فضلا عن الاتفاقيات الأمنية الثنائية المبرمة بين عواصم أوروبا وكييف. بيد أن مقترح ماكرون لم يلق حماسة أوروبية من جهة، كما أن زيلينسكي لا يرى أنه سيكون كافيا. وعلى خلفية تساؤلات أوروبية وأميركية متكاثرة لجهة استمرار الحرب وأنه لا أفق لنهايتها، فإن الرئيس الفرنسي نبه من شعور «الإرهاق» الذي يمكن أن يضرب الغربيين ومن انعكاساته الكارثية ليس على أوكرانيا وحدها بل على الأمن الأوروبي. وتوجه ماكرون إلى الأوروبيين بقوله: «إذا قررنا أن نكون ضعفاء وانهزاميين، فإن هناك فرصة ضئيلة لأن تحترمنا الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترمب».

الاستقلالية الاستراتيجية مجدداً

لم يفوت ماكرون فرصة التذكير بأنه كان أول من طرح فكرة الاستقلالية الاستراتيجية وبناء الدفاع الأوروبي وقد فعل ذلك في عام 2017، أي في العام الذي انتخب فيه رئيسا للمرة الأولى. من هنا، عودته مجددا لدفع الأوروبيين «للمضي قدما بشكل أسرع وأقوى» من أجل تعزيز صناعاتهم الدفاعية بوجه تصاعد التهديدات. وأضاف: «المسألة تكمن في معرفة ما إذا كان الأوروبيون يريدون أن ينتجوا خلال السنوات العشرين المقبلة ما سيحتاجون إليه لأمنهم أم لا»، محذرا من أنه «إذا كنا نعول على القاعدة الصناعية والتكنولوجية للدفاع الأميركي، فعندها سنكون أمام معضلات صعبة وتبعيات استراتيجية خاطئة». وسخر ماكرون من الذين كانوا ينظرون سابقا بكثير من الشك لمبدأ الدفاع الأوروبي أما اليوم فقد تبنوا المبدأ وأخذوا في الدفاع عنه.

ماكرون وترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عند اجتماعهم في «قصر الإليزيه» مساء 7 ديسمبر الحالي (رويترز)

الشعور المسيطر من خلال كلمة ماكرون أنه يسعى، منذ إعادة انتخاب ترمب، إلى بناء علاقة قوية معه على غرار ما فعل في عام 2017 ولكن دون طائل، لا، بل إن هناك نوعا من التسابق لكسب ود الأخير بين القادة الأوروبيين. من هنا، يتعين النظر إلى ما جاء به ماكرون لجهة التذكير بأن باريس «أحسنت التعامل مع الرئيس ترمب» في ولايته الأولى، وهذا الكلام ليس دقيقا، لأن القادة الأوروبيين بمن فيهم ماكرون لم يحصلوا على أي شيء من ترمب، لا في ملف البيئة ولا في الملف النووي الإيراني ولا بالنسبة للحرب في سوريا وحماية الأكراد. ومع ذلك، فقد حرص ماكرون على إيصال رسالة للرئيس المعاد انتخابه بقوله: «يعلم دونالد ترمب أن لديه حليفاً قوياً في فرنسا، حليفاً لا يستهين به، حليفاً يؤمن بأوروبا ويحمل طموحاً واضحاً للعلاقة عبر الأطلسي»، مؤكداً التزام فرنسا بتعزيز التعاون مع حث الدول الأوروبية على تحصين وحدتها وصمودها. كذلك دعا ماكرون إلى «التعاون مع الخيار الذي أقدم عليه الأميركيون».

بيد أن امتداح ترمب لا ينسحب على أقرب المقربين منه وهو الملياردير إيلون ماسك الذي هاجمه الرئيس الفرنسي بعنف، متهما إياه بحمل لواء «الرجعية الدولية الجديدة» من خلال منصته على وسائل التواصل الاجتماعي «إكس». وامتنع ماكرون عن تسمية ماسك، مشيرا لدعمه المزعوم لحزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف في ألمانيا وتدخله المتزايد في الانتخابات الأوروبية. وأضاف: «من كان يتصور، قبل 10 سنوات، أن مالك إحدى أكبر شبكات التواصل الاجتماعي في العالم سيتدخل مباشرة في الانتخابات، بما في ذلك في ألمانيا». ويرى ماكرون في ماسك الذي سبق له أن استقبله عدة مرات في قصر الإليزيه ولكن قبل شرائه لـ«تويتر» خطرا على الديمقراطية ومؤسساتها وعاملا مزعزعا للاستقرار.