بولسونارو يعزز الشكوك حول تنظيم الانتخابات الرئاسية في البرازيل عام 2022

الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو (أ.ف.ب)
الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو (أ.ف.ب)
TT

بولسونارو يعزز الشكوك حول تنظيم الانتخابات الرئاسية في البرازيل عام 2022

الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو (أ.ف.ب)
الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو (أ.ف.ب)

عزز الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو الشكوك في احتمال تنظيم الانتخابات الرئاسية عام 2022 التي يأمل إعادة انتخابه فيها، بينما تراجعت نسبة مؤيديه إلى أقل من خمسين في المائة للمرة الأولى منذ توليه منصبه في 2019.
وقال بولسونارو أمام مؤيدين في برازيليا أمس الجمعة: «أنا لا أخشى الانتخابات. سأمنح الوشاح (الرئاسي) لمن يفوز بعد تصويت يمكن التحقق منه وجدير بالثقة»، لكنه أكد أن هذا الاقتراع لن يحدث ما لم تتم الموافقة على الاقتراع الورقي في بلد يعتمد التصويت الالكتروني منذ 1996.
وأضاف بولسونارو إنه مع النظام الانتخابي الحالي «نخاطر بعدم إجراء انتخابات العام المقبل. مستقبلكم على المحك». ووصف رئيس المحكمة الانتخابية العليا لويس روبرتو باروسو بـ«الأخرق» لرفضه الموافقة على طلبه.
وردا على هذه التصريحات، حذر باروسو من أن أي محاولة لمنع إجراء انتخابات في الموعد المحدد من شأنها أن تشكل انتهاكا «للمبادئ الدستورية»، مشيرا إلى أنه «منذ إدخال نظام التصويت الإلكتروني في 1996، لم تسجل أي حالة تزوير على الإطلاق».
من جانبه، رأى رئيس البرلمان رودريغو باتشيكو أن «الشعب البرازيلي والتاريخ سيعتبران كل الذين يعتقدون أنهم يستطيعون جعل دولة القانون الديموقراطية في البرازيل تتراجع، أعداء للأمة».
وكان بولسونارو قد زعم دون تقديم أي دليل حدوث تزوير عند إعادة انتخاب المرشحة اليسارية ديلما روسيف للرئاسة في 2014، ضد مرشح يمين الوسط ايسيو نيفيس. ونفى الأخير هذه المعلومات الخميس قائلا «لا أعتقد أنه حدث تزوير في 2014».
ويحاول بولسونارو الذي تولى السلطة في يناير (كانون الثاني) 2019، حشد مؤيديه الأكثر تطرفا منذ شهور فيما تدنت شعبيته إلى أدنى مستوياتها بسبب إدارته لأزمة كورونا التي أودت بحياة أكثر من 530 ألف شخص في البرازيل، ثاني أكثر دول العالم تضررا بعد الولايات المتحدة.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن بولسونارو سيخسر الانتخابات أمام الرئيس اليساري الأسبق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إذا أجريت الآن.
وكشف استطلاع أجراه معهد «داتا فوليا» ونُشر بين الخميس والجمعة أن نسبة الآراء غير المؤيدة ارتفعت من 45 في المائة إلى 51 في المائة في مايو (أيار)، متجاوزة الخمسين في المائة للمرة الأولى منذ بداية ولايته. كما توسع الفارق بين بولسونارو ولولا دا سيلفا من 18 إلى 21 نقطة مئوية في الاستطلاع الذي شمل أكثر من ألفي شخص في السابع والثامن من يوليو (تموز).
وكانت شعبية بولسونارو بدأت تتراجع في يناير 2021 عندما توقفت الحكومة عن تقديم الدعم للتخفيف من الأزمة الاقتصادية التي سببتها الموجة الأولى من جائحة كورونا. واستمر التراجع مع موجة وبائية ثانية تلتها قضايا فساد مرتبطة بإدارة بولسونارو للأزمة الصحية في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 212 مليون نسمة.
في الوقت نفسه، تظاهر الآلاف من أنصار بولسونارو في برازيليا الجمعة للمطالبة بتسهيل حمل الأسلحة النارية وحيازتها، مرتدين زيا أبيض ومعظمهم لا يضع كمامة تحت شعار الأمر «لا يتعلق بالسلاح، بل بالحرية». وطالبوا بالحق في الدفاع عن النفس ودعوا إلى «وضع حد للاضطهاد الثقافي» المناهض لمؤيدي حيازة السلاح.
وحيازة الأسلحة النارية من القضايا الرئيسية التي دافع عنها بولسونارو، الضابط السابق في الجيش البرازيلي ومناصر الديكتاتورية العسكرية في البرازيل (1964-1985)، من أجل الدفاع عن النفس ومواجهة الجريمة في أكثر الدول عنفاً في العالم.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.