3 سوريات «شجاعات» في واجهة تكريم نساء العالم بيوم المرأة

الجائزة الدولية للمرأة الشجاعة منحت من قبل لناشطة حقوقية وراهبة سوريتين

مجد شربجي بين تسع نساء أخريات تسلمن جائزة الشجاعة وتبدو نائبة وزير الخارجية الأمريكية هيغينبتوم  -  سعاد نوفل ابنة الرقة التي حصلت على جائزة تشيكية في براغ (أ.ب)  -  زينة أرحيم صحافية سورية تلقت تكريما دوليا بسبب شجاعتها في تدريب الصحافيين - المواطنين داخل سوريا
مجد شربجي بين تسع نساء أخريات تسلمن جائزة الشجاعة وتبدو نائبة وزير الخارجية الأمريكية هيغينبتوم - سعاد نوفل ابنة الرقة التي حصلت على جائزة تشيكية في براغ (أ.ب) - زينة أرحيم صحافية سورية تلقت تكريما دوليا بسبب شجاعتها في تدريب الصحافيين - المواطنين داخل سوريا
TT

3 سوريات «شجاعات» في واجهة تكريم نساء العالم بيوم المرأة

مجد شربجي بين تسع نساء أخريات تسلمن جائزة الشجاعة وتبدو نائبة وزير الخارجية الأمريكية هيغينبتوم  -  سعاد نوفل ابنة الرقة التي حصلت على جائزة تشيكية في براغ (أ.ب)  -  زينة أرحيم صحافية سورية تلقت تكريما دوليا بسبب شجاعتها في تدريب الصحافيين - المواطنين داخل سوريا
مجد شربجي بين تسع نساء أخريات تسلمن جائزة الشجاعة وتبدو نائبة وزير الخارجية الأمريكية هيغينبتوم - سعاد نوفل ابنة الرقة التي حصلت على جائزة تشيكية في براغ (أ.ب) - زينة أرحيم صحافية سورية تلقت تكريما دوليا بسبب شجاعتها في تدريب الصحافيين - المواطنين داخل سوريا

3 نساء سوريات تم تكريمهن دوليا في الأيام الأخيرة، يجمع بينهن أنهن شجاعات، واجهن قهر النظام السوري، وقهر «داعش»، وكل التطرف حيالهن فترة الأزمة السورية التي انطلقت قبل 4 سنوات.
مجد شربجي لا تزال في واشنطن حيث تسلمت الجائزة الدولية للمرأة الشجاعة من الخارجية الأميركية، والتقت في اليوم التالي ضمن 10 نساء من أنحاء العالم بالسيدة الأولى ميشيل أوباما. تقول مجد لـ«الشرق الأوسط»، إنها سلمت السيدة أوباما رسالة قالت لها إنها رسالة من السوريين وتريدها أن تصل للرئيس الأميركي، ومما جاء فيها حديث عن القضية المنسية للمعتقلات والمعتقلين السوريين بمن فيهم الأطفال. ومجد ليست بعيدة عن هؤلاء، فقد اعتقلت بتاريخ 31 يناير (كانون الثاني) 2012 بسبب تنظيمها لاعتصامات من أجل إطلاق سراح الآلاف من المعتقلين السياسيين، وأفرج عنها بعد 7 أشهر. بينما اعتقل زوجها، عبد الرحمن كمون، في اليوم نفسه أثناء مراجعته لفرع المخابرات الجوية للإفراج عنها، إلا أنه توفي تحت التعذيب.
مجد عزت شربجي من مواليد داريا (غرب دمشق) 1981، وهي عضو الهيئة العامة الاستشارية في جريدة عنب بلدي وواحدة من مؤسسيها، وتكتب تحقيقات دورية فيها، كما شاركت في النشاط المدني للثورة السورية منذ انطلاقتها في مارس (آذار) 2011. ومما شجع القائمون على الجائزة لاختيارها أنها، ورغم إساءة حراس السجن لمعاملتها، لم تتراجع عن متابعة عملها، في تنظيم ورشات حول بناء السلام والمواطنة لزميلاتها في المعتقل، وأقنعت نحو 150 امرأة معتقلة بإضراب للمطالبة باتخاذ إجراءات رسمية وعادلة بحقهن.
وجاء في التقديم للجائزة أنه «أدت هذه النشاطات اللاعنفية إلى الضغط على نظام الأسد للسماح لتلك النساء بالوصول إلى نظام المحاكم في دمشق، ليطلق سراح 83 امرأة من ضمنهن السيدة شربجي».
أسألها إن كانت تشعر بأن المرأة السورية التي واجهت قمع النظام السوري بالطرق السلمية كُرمت من خلالها، فتقول: «بالتأكيد لا. هناك عدم تقدير عام لجهود المرأة.. من النظام ومن المجتمع ومن الجماعات المتطرفة». وتستدرك: «وإن كنت أرى أن المرأة السورية هي التي كرمت نفسها من أول يوم رفعت فيه صوتها بوجه نظام الأسد». وتتابع بتواضع: «من المؤكد أن هناك نساء شجاعات ومناضلات اكتر مني، غير أن صوتهن غير مسموع، وأتمنى أن أكون منبرا لهن».
وتأسست الجائزة عام 2007 من قبل وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس في اليوم العالمي للمرأة، وتوجّه سنويا للنساء اللاتي قدمن دورا استثنائيا في بلادهن وأبرزن كفاءتهن كقياديات من أجل حقوق المرأة وتقدمها في المجتمعات التي ينتمين إليها. وقد منحت من قبل للناشطة الحقوقية رزان زيتونة عام 2013 والراهبة السورية ماري كلود نداف عام 2010. لنشاطها في تأمين النساء المعنفات.
وعلى مستوى المنظمات الدولية، كرمت منظمة «مراسلون بلا حدود» الصحافية السورية زينة أرحيم ضمن 10 صحافيات بارزات حول العالم، بمناسبة يوم المرأة العالمي 8 مارس. وزينة مهتمة بتدريب (المواطنين الصحافيين) في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، في الشمال السوري، وتواجه مصاعب ومخاطر كثيرة في نشاطها المهني، مما حمل لها هذا التقدير الدولي.
وقالت «مراسلون بلا حدود» في بيانها: «آثرت الصحافية السورية زينة أرحيم على نفسها مساعدة الفاعلين الإعلاميين المعروفين باسم الصحافيين - المواطنين، أي أولئك الذين أصبحوا يشكلون تقريبا المصدر الوحيد للمعلومات في البلاد. وإدراكا منها لصعوبة عملهم، عندما يعرضون حياتهم تُنشر للخطر في سبيل نقل الأخبار، أصبحت تتولى مهمة تدريبهم منذ عام 2013. وباتت صورهم ومقالاتهم تُحمل على محمل الجد».
وزينة تخرجت في جامعة دمشق عام 2007، وواصلت دراستها في العاصمة البريطانية لندن، وحصلت على شهادة الماجستير في الصحافة الدولية. وعادت لاحقا إلى سوريا لتعمل على تدريب المواطنين الصحافيين في حلب وإدلب والرقة ودير الزور.
أما سعاد نوفل معلمة المدرسة التي وقفت في وجه طغيان النظام أولا بمدينتها الرقة ربيع عام 2011، ثم في وجه تنظيم داعش عندما استولى على المدينة، فقد عرفت بلافتاتها السلمية المناهضة للطغيان وللتجاوزات عموما، والتي كانت تخطها على كرتونات بدائية بخط قلمها، لحين اضطرارها للخروج بعيدا عن الرقة، بعد أن باتت حياتها وحياة القريبين منها في خطر، حتى وصلت إلى هولندا التي قدمت لها الحماية من خلال حق اللجوء.
وبسبب نشاطها المدني السلمي، تلقت سعاد نوفل جائزة منظمة «هومو هوميني» (محرومون) التشيكية غير الحكومية، لشجاعتها في الوقوف إلى جانب تطبيق النموذج الديمقراطي في بلادها وتصديها للتجاوزات في مجال حقوق الإنسان من قبل أكثر من طرف. وقد سلمت لها الجائزة ضمن برنامج «مهرجان عالم واحد» المختص بأفلام حقوق الإنسان.
وتعتقد سعاد أن الجوائز هي «بمثابة منابر لإيصال صوتنا للعالم الذي وقف مع القاتل وأظهره على أنه بطل، وهو في الحقيقة مجرم وسفاح». وكان لكلمتها التي قرأتها بمناسبة التكريم، تأثير كبير على الجمهور، ونقلت المناسبة في الصحافة وقنوات التلفزيون التشيكية، وحُكي عن كيف أن امرأة سورية تعري نظام الإجرام أمام العالم من دون خوف. وسئلت في الحوارات التي تمت معها على مدى 3 أيام عن حقيقة أن النظام يحارب الإرهاب، لكنها كانت تصر في إجاباتها على التنويه بأن النظام هو الذي أوصل سوريا إلى هذا المفرق، بعد أن أمعن بقتل السوريين بجميع الأسلحة، ومنها الكيماوي.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».