قطر تطلب غطاءً أميركياً لآلية الأموال الجديدة في غزة

ركام «برج الشروق» في حي الرمال بغزة الذي تعرض لقصف إسرائيلي شديد في مايو الماضي (أ.ف.ب)
ركام «برج الشروق» في حي الرمال بغزة الذي تعرض لقصف إسرائيلي شديد في مايو الماضي (أ.ف.ب)
TT

قطر تطلب غطاءً أميركياً لآلية الأموال الجديدة في غزة

ركام «برج الشروق» في حي الرمال بغزة الذي تعرض لقصف إسرائيلي شديد في مايو الماضي (أ.ف.ب)
ركام «برج الشروق» في حي الرمال بغزة الذي تعرض لقصف إسرائيلي شديد في مايو الماضي (أ.ف.ب)

قالت «هيئة البث الإسرائيلية الرسمية (كان)» إن قطر تريد غطاءً أميركياً لآلية تحويل الأموال الجديدة إلى قطاع غزة، قبل الانخراط رسمياً في هذه العملية.
وبحسب تقرير بثته «الهيئة»؛ «فإنهم في قطر يرفضون استئناف نقل الأموال إلى قطاع غزة من دون هذه التغطية». وقال التقرير إن قطر «طلبت ترتيب الآلية الجديدة خلال اجتماع رباعي مع الولايات المتحدة وإسرائيل والأمم المتحدة. ولم يحدد موعد لمثل هذا الاجتماع حتى الآن».
ومرد الطلب القطري الجديد، الغضب في الدوحة من المسؤولين الإسرائيليين الذي وجهوا لها اتهامات خلال الحرب الأخيرة على غزة، وتخلوا عن الآلية التي كان يتم من خلالها تحويل الأموال، وقالوا إن الأموال القطرية «استُخدمت من قبل (حماس) وإنه فُقدت السيطرة عليها».
وقال رئيس «الموساد» السابق، يوسي كوهين، بعد انتهاء ولايته، إنه كان من الخطأ الاعتماد على الأموال القطرية لإحلال الهدوء في قطاع غزة. مضيفاً: «حتى في عملية (حارس الأسوار)، كنا نأمل أن تقودنا المشاركة القطرية والمال القطري إلى تسوية مع حركة (حماس)، لكن الأمور خرجت قليلاً عن السيطرة».
ويأتي طلب قطر من أميركا في ظل اتفاق مبدئي مع الأمم المتحدة على الإشراف على توزيع أي أموال تدخل إلى قطاع غزة. ووافقت الأمم المتحدة على مقترح لتولي المسؤولية عن عملية صرف الأموال للعائلات في قطاع غزة. وستصرف الأموال عبر بنوك تتبع السلطة الفلسطينية وليس عبر البريد أو البنوك التابعة لـ«حماس»، كما كان معتاداً قبل الحرب الأخيرة.
جاء هذا التطور بعدما قررت الحكومة الإسرائيلية، بشكل نهائي وقطعي، عدم السماح بنقل الأموال القطرية أو غيرها من الأموال، إلى قطاع غزة بواسطة حقائب (سيولة نقدية)، كما كان الأمر في عهد حكومة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو. ووفقاً لأحد التقديرات الإسرائيلية؛ فإن قضية تمرير الأموال القطرية إلى العائلات المحتاجة في غزة، من المتوقع أن يتم حلها في غضون أسبوعين على الأكثر، ورغم ذلك، فإنه ليست هناك معلومات عن حل تجري بلورته بخصوص دفع الرواتب لموظفي «حماس» في قطاع غزة.
وتحاول إسرائيل تجنيد دول مانحة جديدة لتحويل الأموال إلى قطاع غزة، بغية منع تفاقم الأزمة الإنسانية هناك، وبالتالي خفض التوتر. وقالت «كان» إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة حريصة على توسيع قائمة الدول المانحة خارج قطر. ومن بين الدول التي جرى الاتصال بها ألمانيا ودولة أوروبية ثانية لم يذكر اسمها، من أجل تقديم أموال إلى سكان القطاع فقط دون أي علاقة بنشاطات «حماس».



انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.