«شهر الأساس» يتسبب بإلغاء اجتماع «أوبك بلس»

تسبب خلاف على حسابات «شهر الأساس» في إلغاء اجتماع «أوبك بلس» الذي كان مقرراً أمس، للنظر في تمديد اتفاق تخفيض الإنتاج.
ونشب خلاف في الاجتماع الأسبوع الماضي، عندما اعترضت الإمارات على تمديد مقترح لقيود الإنتاج لثمانية أشهر إضافية. وتم إرجاء التوصل إلى اتفاق إلى أمس الاثنين، لكن تم إلغاؤه فيما بعد، ولم يتم الاتفاق على موعد جديد. وتطالب الإمارات بتعديل سقف الإنتاج الذي تم على أساسه حساب قيمة الخفض المطلوبة منها، وذلك في حال تمديد الاتفاق.
لكن وزير الطاقة السعودي أوضح في تصريحات لقناة «العربية»، مساء أول من أمس، إن «التمديد هو الأصل وليس الفرع». وأشار إلى ضرورة تحقيق توازن «بين أخذ إجراءات تتعامل مع وضع السوق الآن ولكن أيضاً تمسك بالأمور بحيث إنك تكون قادراً على التفاعل مع الأمور الأخرى عند حدوثها... فإذا أراد الجميع زيادة الإنتاج لا بد من تمديد الاتفاق»، مشيراً إلى الغموض المرتبط بمسار الوباء والإنتاج من إيران وفنزويلا.
وشهر الأساس أو نقطة الأساس، هو سقف الإنتاج الذي لا بد ألا تتخطاه أي دولة، وهو هنا شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2018، الذي كان إنتاج الإمارات فيه نحو 3.1 مليون برميل يومياً. وينبغي تبني قرارات مجموعة «أوبك بلس»، وهي تحالف بين منظمة البدان المصدرة للبترول وروسيا ومنتجين آخرين، بالإجماع. ورغم دعوات سعودية قبل الاجتماع، إلى «شيء من التنازل وشيء من العقلانية» للتوافق، غير أن المحادثات الثنائية قبل اجتماع أمس لم تسفر عن شيء.
وانعكست هذه التطورات على الأسعار مباشرة، ليرتفع برنت 1.1 في المائة ويتخطى 77 دولاراً للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس 1.3 في المائة وتخطى 76.20 دولار للبرميل، حتى الساعة 1655 بتوقيت غرينتش.
واتفقت «أوبك بلس» على خفض الإنتاج بنحو عشرة ملايين برميل يومياً من مايو (أيار) 2020، للتخفيف من أثر الجائحة، مع خطط لتقليصها بالتدريج، لتنهي التخفيضات بحلول نهاية أبريل (نيسان) 2022، وتبلغ التخفيضات حالياً حوالي 5.8 مليون برميل يومياً. وتوافقت الإمارات مع دول مجموعة «أوبك بلس» في اجتماع يوم الجمعة، على زيادة الإنتاج بنحو مليوني برميل يومياً اعتباراً من أغسطس (آب) إلى ديسمبر (كانون الأول) 2021، لكنها رفضت تمديد التخفيضات المتبقية حتى نهاية عام 2022 بدلاً من نهاية أبريل 2022.
واعترضت الإمارات على خط الأساس، وهو المرجعية التي تحسب على أساسها تخفيضات الإنتاج وتريد رفعه إلى 3.8 مليون برميل يومياً، معتبرة أنه جرى تحديد خط الأساس لإنتاجها عند مستوى منخفض جداً في الاتفاق الأصلي لخفض الإمدادات.
غير أن وزير الطاقة السعودي أوضح في تصريحات قبل الاجتماع، أنه لا يمكن لأي دولة اتخاذ مستوى إنتاجها من النفط في شهر واحد كمرجعية، وأن هناك آلية يمكن للدول الاعتراض من خلالها، مضيفاً: «الانتقائية صعبة».
وأشار إلى أن «هناك جهداً كبيراً بُذل خلال 14 شهراً الماضية حقق إنجازات خيالية يعيب علينا ألا نحافظ عليها». وأكد أن المملكة «أكبر المضحين» في تحقيق التخفيضات الطوعية.