معركة حتى منتصف الليل حول لمّ شمل العائلات الفلسطينية

الشاباك اعتبر القانون خطراً أمنياً على إسرائيل

عائلات فلسطينية أمام الكنيست أمس احتجاجاً على مناقشة قانون لم الشمل (إ.ف.ب)
عائلات فلسطينية أمام الكنيست أمس احتجاجاً على مناقشة قانون لم الشمل (إ.ف.ب)
TT

معركة حتى منتصف الليل حول لمّ شمل العائلات الفلسطينية

عائلات فلسطينية أمام الكنيست أمس احتجاجاً على مناقشة قانون لم الشمل (إ.ف.ب)
عائلات فلسطينية أمام الكنيست أمس احتجاجاً على مناقشة قانون لم الشمل (إ.ف.ب)

تدخل جهاز المخابرات العامة الإسرائيلي (الشاباك) بشكل مباشر في المداولات البرلمانية حول إقرار قانون لم الشمل للعائلات الفلسطينية، مطالباً بالوقوف إلى جانب الحكومة، واعتبر العائلات الفلسطينية المؤلفة من مواطنين يحملون الهوية الإسرائيلية ومتزوجين من مواطنين من الضفة الغربية وغزة، خطراً حقيقياً على أمن إسرائيل.
وخلال جلسة صاخبة داخل اللجنة المنظمة للكنيست، تخللتها مشادات كلامية بين النواب، قال ممثل الشاباك، إن «السكان الذين يطالبون بلم شمل العائلات من سكان يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) وغزة، يشكلون خطراً أمنياً متزايداً ومثبتاً، مقارنة بطلبات لم شمل الأسر من أماكن أخرى. هذه الفئة السكانية هي الأكثر عرضة للتورط بعمليات فردية».
وأضاف «بحسب بيانات الشاباك، فإن 78 فلسطينياً من أصل 165 ممن حصلوا على مكانة رسمية بموجب لم الشمل، «ضالعون بعمليات إرهابية»، في حين تم تعريف 69 على أنهم «متورطون»، و18 شخصاً قدموا مساعدات لتنفيذ «عمليات إرهابية». ومن بين جميع هؤلاء، قال الشاباك إنه «تمت إدانة 76 شخصاً بجرائم تتعلق بالإرهاب».
وقد أعطى هذا التصريح بعداً أمنياً للقانون يعتبره العرب عنصرياً، ويقولون إنه يسمح للسلطة الإسرائيلية بأن تقرر أي قصة حب تصلح للفلسطيني، وإن كان يجوز له أن يتزوج ممن يحب أم لا. وكما هو معروف، فإن هذا القانون، الذي يلحق ضرراً بنحو 17 ألف عائلة فلسطينية في إسرائيل، تحول إلى معارك صراع بين الحكومة والمعارضة من جهة، وداخل الأحزاب نفسها من جهة أخرى. وقد فشلت الحكومة في تمرير القانون بصيغته الحالية في اللجنة البرلمانية المذكورة، إذ إن نواب المعارضة بقيادة بنيامين نتنياهو، صوتوا ضد القانون. وراح ممثلو الحكومة يهاجمونهم، وقالت لهم وزيرة الداخلية، إييلت شاكيد: «أنتم جلبتم القانون للإقرار قبل شهر، واليوم يقول لكم قادة أجهزة الأمن إن المسألة خطر على أمن إسرائيل، وأنتم لا تكترثون. ليس الأمن هو هاجسكم، بل الانتقام الحزبي والسياسي. تفضلون توجيه ضربة لأمن الدولة على التعامل المهني والوطني الحر».
وفي نهاية الجلسة، أصر كل طرف على رأيه. وبسبب وجود ممثلين عن الحكومة معارضين للقانون، هما ممثل حزب ميرتس اليساري وممثل الحركة الإسلامية، فشلت الحكومة في تمريره، وسقط بأكثرية 17 مقابل 14 نائباً، وتم تحويله إلى الهيئة العامة للكنيست، التي بدأت مناقشة الموضوع بعد ظهر أمس الاثنين، واستمرت النقاشات حتى منتصف الليل.
وعلى إثر ذلك، عقد رئيس الحكومة، نفتالي بنيت، ووزيرة الداخلية، إييلت شاكيد، مؤتمراً صحافياً مشتركاً، هاجما فيه بشدة المعارضة اليمينية، واتهما قادة أحزابها بـ«النفاق». وقال بنيت: «هناك مسائل يجب على المعارضة أن تظهر فيها مسؤولية وطنية. هناك أمور لا يمكن اللعب بها. أمن الدولة خط أحمر والدولة بحاجة للسيطرة على من يدخلها ومن يصبح مواطناً فيها. إن إدخال آلاف الفلسطينيين والإضرار بأمن الدولة لتسجيل ربع نقطة سياسية، ليس بالأمر الصائب». وقالت شاكيد إن هناك «أهمية ديموغرافية كبرى للقانون، ففي النهاية نحن دولة قومية للشعب اليهودي، نريد الحفاظ على شخصية دولة إسرائيل وهويتها كدولة يهودية وديمقراطية. لهذا القانون أسباب ديموغرافية بالغة الأهمية».
وخلال المداولات في الكنيست، أمس، دارت محادثات ومفاوضات بين الأحزاب حول القانون، وتبين أن بعض نواب المعارضة يؤيدون القانون ويطالبون بالتصويت معه حتى لو حققت الحكومة مكسباً من خلاله. وقد برز بينهم النائب آفي ديختر، رئيس الشاباك الأسبق.
من جهة ثانية حاول رئيس الحكومة البديل، وزير الخارجية، يائير لبيد، التقليل من خطورة سقوط القانون، بالقول، إن «الحكومات لا تُشكل أو تسقط بسبب مثل هذه الأمور». وخلال جلسة كتلة «يش عتيد» البرلمانية، شدد لبيد على «الأهمية الديموغرافية» للقانون واعتبر أن تمديد منع لم الشمل، من شأنه أن «يضمن الأغلبية اليهودية في دولة إسرائيل»، وقال إن «هذا القانون له أهمية أمنية، وقد قدم جهاز الشاباك بيانات تفيد بأنه إذا لم يتم تمرير القانون اليوم فسيكون هناك ضرر كبير لأمن إسرائيل، بدون القانون ستتصاعد العمليات الإرهابية».
لكن لبيد أضاف: «قدم شركاؤنا من القائمة الموحدة وميرتس عدداً من الحالات التي تسبب فيها القانون بأضرار إنسانية غير ضرورية، ومن أجل منع الضرر، سنضع آلية من شأنها التقليل من هذه الحالات». وتابع «سنشكل فريقاً يعمل على دراسة كيفية منع إلحاق الضرر بحالات إنسانية، إسرائيل ليست مجرد دولة يهودية ولكنها دولة ديمقراطية».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.