ألمانيا وإسبانيا والسويد تطالب بخفض الترسانات النووية العالمية

باحثو سلام يرون بوادر تحول مقلق في مخزونات هذه الأسلحة

وزراء خارجية ألمانيا وإسبانيا (وسط) والسويد (يمين) في مدريد أمس (إ.ب.أ)
وزراء خارجية ألمانيا وإسبانيا (وسط) والسويد (يمين) في مدريد أمس (إ.ب.أ)
TT

ألمانيا وإسبانيا والسويد تطالب بخفض الترسانات النووية العالمية

وزراء خارجية ألمانيا وإسبانيا (وسط) والسويد (يمين) في مدريد أمس (إ.ب.أ)
وزراء خارجية ألمانيا وإسبانيا (وسط) والسويد (يمين) في مدريد أمس (إ.ب.أ)

تزامناً مع اجتماع نظم في مدريد أمس، بشأن نزع السلاح النووي، دعا وزراء خارجية ألمانيا وإسبانيا والسويد جميع القوى النووية إلى خفض ترسانتها بشكل كبير، وقالوا: «يجب أن ننهي تجارب الأسلحة النووية مرة واحدة وإلى الأبد عن طريق بدء تنفيذ معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، واستئناف المفاوضات بشأن معاهدة تحظر إنتاج المواد الانشطارية للاستخدام العسكري وبناء قدرات قوية وذات مصداقية للتحقق من خطوات نزع السلاح النووي».
وعقب الاجتماع بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتصف يونيو (حزيران)، نمت آمال في إحراز تقدم مرة أخرى حول الأسلحة النووية. واتفقت أكبر قوتين نوويتين في العالم على إجراء مناقشات حول نزع السلاح النووي. وكتب ماس ونظيرتاه الإسبانية أرانتشا جونثاليث لايا والسويدية آن لينده في مقال بصحيفة «راينيشه بوست» الألمانية، بمناسبة انعقاد ما يعرف باسم «مبادرة استوكهولم» أمس في إسبانيا: «يمكن أن يشمل ذلك التقليل من دور الأسلحة النووية في استراتيجية (هذه الدول) وعقائدها، وتقليل مخاطر حدوث نزاع واستخدام أسلحة نووية عن طريق الخطأ، ومواصلة خفض مخزونات الأسلحة النووية، وإرساء الأساس لجيل جديد من اتفاقات الحد من التسلح». وجاء في المقال: «يجب أن ننهي تجارب الأسلحة النووية مرة واحدة وإلى الأبد من خلال تطبيق معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، واستئناف المفاوضات بشأن معاهدة تحظر تصنيع المواد الانشطارية للاستخدام العسكري، وبناء إمكانات قوية وذات مصداقية للتحقق من خطوات نزع السلاح النووي». وتضم «مبادرة استوكهولم» التي تأسست عام 2019 لنزع السلاح النووي، 16 دولة. ويرى باحثو سلام بارزون بوادر تحول مقلق في المخزونات النووية العالمية. كما يُظهر التقرير السنوي الذي نشره معهد استوكهولم لأبحاث السلام (سيبري) في منتصف يونيو (حزيران) الماضي، حيث تشير التقديرات إلى أن هناك الآن نحو 13 ألفاً و80 سلاحاً من هذه الأسلحة، إلا أن عدد الأسلحة النووية الجاهزة للاستخدام أكثر مما كان عليه قبل عام. ودافع وزير الخارجية الألماني عن مشاركة بلاده في الردع النووي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبالتالي بقاء أسلحة نووية في ألمانيا. وقال ماس، المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي أمس (الاثنين)، في مدريد خلال المؤتمر: «لا يتعلق الأمر بحمايتنا فحسب، بل إننا نتخذ أيضاً ضمانات أمنية، خصوصاً لدول أوروبا الشرقية. لكن لا أعتقد أنه يمكن إتاحة استخدامها». ويدعو قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي وكتلته البرلمانية إلى سحب ما يقدر بنحو 20 سلاحاً نووياً أميركياً متبقية في ألمانيا. وفي البيان الانتخابي للاشتراكيين الديمقراطيين، تمت صياغة الطلب بطريقة أكثر تمايزاً إلى حد ما، حيث جاء فيه أن الحزب يعمل من أجل إجراء مفاوضات نزع السلاح بين روسيا والولايات المتحدة «بهدف سحب وتدمير الأسلحة النووية الموجودة في أوروبا وألمانيا بشكل نهائي». وعن معاهدة حظر الأسلحة النووية التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) الماضي، قال ماس: «نحن منفتحون على الحديث عن وضع المراقب». يُذكر أن ما مجموعه 122 من أصل 193 دولة عضوة في الأمم المتحدة وافقت على المعاهدة في عام 2017، ولكن لم يكن من بينها أي من القوى النووية التسع المفترضة، وأيضاً لم تكن من بينها أي دولة من دول الناتو. ويعتبر الناتو المعاهدات الحالية بمثابة أساس أكثر فاعلية لخطوات ملموسة لنزع السلاح. وإذا شاركت ألمانيا في مؤتمر الدول الموقعة على المعاهدة بصفتها مراقباً، فإن هذا سيعني نهاية الرفض الأساسي للمعاهدة.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».