مظاهرات مطالبة بخروج الميليشيات الحوثية في الحديدة وإب

استمرار قمع المظاهرات واعتقال المتظاهرين

يمنيات خرجن في احتجاجات ضد وجود الميليشيات الحوثية في محافظة إب أمس (رويترز)
يمنيات خرجن في احتجاجات ضد وجود الميليشيات الحوثية في محافظة إب أمس (رويترز)
TT

مظاهرات مطالبة بخروج الميليشيات الحوثية في الحديدة وإب

يمنيات خرجن في احتجاجات ضد وجود الميليشيات الحوثية في محافظة إب أمس (رويترز)
يمنيات خرجن في احتجاجات ضد وجود الميليشيات الحوثية في محافظة إب أمس (رويترز)

ما زالت وتيرة الاحتجاجات والمظاهرات السلمية في محافظة الحديدة، غرب اليمن، ضد الوجود الحوثي والاختطافات التي تقوم بها جماعة الحوثي المسلحة، مستمرة بشكل غير مسبوق؛ فقد شهدت الحديدة، يوم أمس، مسيرة حاشدة وغير مسبوقة تحت شعار «شدوا العزم» جابت شوارع مدينة الحديدة، وهي المسيرة التي دعا لها الحراك التهامي السلمي وشارك فيها الآلاف من أبناء تهامة من مختلف المديريات معلنين رفضهم للانقلاب الحوثي، والتنديد باستمرار تدفق الأسلحة والخبراء العسكريين من إيران إلى اليمن، ودعمهم لشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي حتى إسقاط الانقلاب الحوثي واستعادة السياسة اليمنية التي رهنها الحوثيون لإيران - حسب قولهم - وتأكيدا على التمسك بإقليم تهامة دون هيمنة أو وصاية.
وطالب المتظاهرون جماعة الحوثي المسلحة بالخروج السريع من محافظتهم السلمية ومن تهامة ككل، ووقف العبث بأمن تهامة والانتهاكات التي يقدم عليها المسلحين الحوثيين من أعمال قتل وخطف ونهب مؤسسات الدولة والاعتداء على شباب الحراك والثورة وجميع الناشطين ورجال الدين بقوة السلاح، معلنين رفضهم استمرار تدفق الخبراء العسكريين والضباط والأسلحة من إيران عبر ميناء الحديدة، ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد عدن، وكذا مطارها ومطار صنعاء التي وصفوها بأنها محتلة من ميليشيا الحوثيين، وكل ذلك ليفرضوا واقعا جديدا على اليمن واليمنيين بقوة السلاح.
وقال أحمد عياش، أحد المشاركين في المسيرة، لـ«الشرق الأوسط» إن «تهامة ستعيش حرة أبية وسنستمر في نضالنا السلمي ضد الحوثيين وجميع الميليشيات المسلحة، وثوار الحديدة لا يقبلون الانقلاب ولا الحوار مع الميليشيات المسلحة التي لا تعترف غير بمنطق السلاح، والشعب اليوم سيكمل أهداف ثورة 11 فبراير حتى يسقط الانقلاب الحوثي».
وأكد عياش لـ«الشرق الأوسط» أن «انتشار الميليشيا الحوثية المسلحة في مدينة الحديدة لن يثنيهم عن مطالبهم في طردهم من مدينتهم المسالمة لأن أبناء الحديدة أصبحوا يعانون من انتشار المسلحين الحوثيين وعدم استقرار الوضع الأمني بسبب انتشارهم وهم مدججون بأسلحتهم، ويفرضون كل ما يريدونه بالقوة؛ الأمر الذي يجعلهم يدافعون عن أنفسهم بكل الوسائل المتاحة السلمية، وإذا ما تطور الأمر يمكن أن يكون النضال المسلح هو الحل الوحيد إذا استنفدت جميع الوسائل السلمية؛ لأننا كإقليم ننادي بالحرية والحقوق والعدالة والمساواة والعيش الكريم وبالدولة المدنية الحديثة، ولا ننادي بدولة الميليشيات المسلحة».
وفي محافظة إب، بوسط البلاد، خرجت حشود جماهيرية كبيرة في مظاهرة، أمس، لرفض الانقلاب الحوثي على السلطة وللمطالبة برفع الإقامة الجبرية عن رئيس الحكومة، خالد بحاح وعدد من وزرائه، وفي الوقت الذي انتقد فيه المتظاهرون سياسة الحوثيين في اعتقال المتظاهرين سلميا واختطافهم، قال شهود عيان في إب لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين «قمعوا المظاهرة الحاشدة واعتقلوا عددا من المشاركين فيها»، في سياق «استمرار أسلوب القمع الذي يواصلونه ضد خصومهم السياسيين والمخالفين الرأي لهم»، حسب بعض المتظاهرين.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.