السعودية: بعد تحسن قيمة الريال وتراجع النفط.. أسعار السيارات المستوردة مرشحة للانخفاض

نسبة الانخفاض المتوقعة تتراوح بين 7 و14 % على موديلات 2016

السعودية تستورد سنويًا نحو 679 ألف مركبة وتبدو في الصورة السيارات المستوردة بميناء جدة الإسلامي («الشرق الأوسط»)
السعودية تستورد سنويًا نحو 679 ألف مركبة وتبدو في الصورة السيارات المستوردة بميناء جدة الإسلامي («الشرق الأوسط»)
TT

السعودية: بعد تحسن قيمة الريال وتراجع النفط.. أسعار السيارات المستوردة مرشحة للانخفاض

السعودية تستورد سنويًا نحو 679 ألف مركبة وتبدو في الصورة السيارات المستوردة بميناء جدة الإسلامي («الشرق الأوسط»)
السعودية تستورد سنويًا نحو 679 ألف مركبة وتبدو في الصورة السيارات المستوردة بميناء جدة الإسلامي («الشرق الأوسط»)

في وقت خسرت فيه أسعار النفط نحو 45 في المائة من قيمتها خلال عام واحد، وحقق فيه مؤشر الدولار الأميركي أعلى مستوياته خلال 11 عاما، باتت أسعار السيارات المستوردة من دول شرق آسيا إلى السوق السعودية، مرشحة للهبوط بشكل ملحوظ بدءا من موديلات 2016.
المؤشرات الحالية تفيد بأن تراجع الأسعار سيتراوح بين 7 و14 في المائة لموديلات 2016 مقارنة بأسعار موديلات 2015، وسط معطيات أولية تؤكد أنه بعد استمرار تحسن مؤشر الدولار الذي يرتبط به الريال السعودي، ستكون هناك فرصة أكبر لمزيد من انخفاض الأسعار.
السوق السعودية - بشكل عام - تستورد السيارات المصنعة في شرق آسيا، من دول اليابان، وكوريا على وجه التحديد، ومن ثم دول الصين، والهند، إلا أن أرقام المبيعات بشكل أكبر تنحاز للسيارات اليابانية ومن ثم الكورية، وبدرجة أقل الهندية، ومن ثم الصينية.
وفي هذا الإطار، أكد مختصون لـ«الشرق الأوسط»، أن انخفاض تكاليف التصنيع والنقل، بسبب تراجع أسعار النفط، بالتزامن مع تحسن قيمة الريال السعودي بسبب تحسن قيمة الدولار الأميركي، يرفع من فرصة تراجع أسعار السيارات المستوردة من دول شرق آسيا بشكل خاص، ومن بقية دول العالم بشكل عام.
وفي شأن ذي صلة، ارتفع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوياته في 11 عاما أمام سلة عملات رئيسية أول من أمس الجمعة، جاء ذلك مع صعود العملة الأميركية لأعلى مستوى لها في 6 أسابيع مقابل اليورو، في ظل تحرك فروق أسعار الفائدة في صالح سندات الخزانة الأميركية، كما أنه مقابل العملة اليابانية تجاوز الدولار مستوى 120 ينا، وارتفع في أحدث تعامل عليه أول من أمس الجمعة 0.5 في المائة ليبلغ 120.72 ين.
وفي وقت بدأ فيه مستثمرون عالميون الخروج من اليورو والاتجاه إلى الدولار، يعتبر الريال السعودي مستفيدا من هذه التحركات، خصوصا أنه عانى خلال السنوات القليلة الماضية من تراجع قيمة الدولار، مما زاد من ارتفاع مستويات التضخم في البلاد لتبلغ بذلك مناطق عالية جدا.
وفي هذا الإطار، رجّح فهد المشاري، الخبير الاقتصادي والمالي، أن تستورد السعودية خلال عام 2015 سيارات تصل قيمتها إلى 70 مليار ريال (18.6 مليار دولار)، مبينا أن هذا الرقم مرشح للانخفاض بدءا من العام المقبل في حال تراجع أسعار السيارات النهائية.
ولفت المشاري إلى أن المؤشرات الحالية تؤكد أن أسعار السيارات المستوردة للسعودية بدءا من موديلات 2016 ستشهد انخفاضا ملحوظا، وقال: «المعطيات تؤكد تراجع الأسعار، بسبب تحسن قيمة الريال أمام عملات الدول المصدرة بنسبة تصل إلى 30 في المائة، وتراجع أسعار النفط بنسبة تصل إلى 45 في المائة، مما يقود بالتالي إلى تراجع تكاليف الإنتاج على المصانع، ويقود في الوقت ذاته إلى تراجع تكاليف النقل».
من جهة أخرى، أكد مسؤول مبيعات في إحدى كبرى شركات السيارات اليابانية لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن نسبة انخفاض الأسعار تتأثر بعوامل عدة، تتضمنها تكاليف التصنيع النهائية، وقال المسؤول ذاته الذي طلب عدم كشف اسمه: «هنالك إكسسوارات إضافية، أو تكاليف إنتاج أخرى قد تكون غير موجودة في موديلات سابقة، مما يؤثر على الأسعار النهائية، ولكن المرجّح أن يكون هنالك تراجع في الأسعار في ظل تحسن قيمة الدولار الأميركي أمام سلة العملات الأخرى، بالتزامن مع تراجع أسعار النفط».
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي أكدت فيه السعودية العام الماضي، عدم وجود رغبة في فك ارتباط عملتها (الريال) بالعملة الأميركية (الدولار)، على اعتبار أن الدولار هو اللاعب الأساسي في المعاملات المالية، ما يعني أن فك ارتباط العملتين «خارج الحسابات». وأعلن الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية السعودي حينها، أن أي دعوة لفك الارتباط بين الريال والدولار ليست رسمية.
وفي ضوء ذلك، حقق استيراد المركبات إلى السعودية رقما قياسيا وبقيمة تصل إلى 77 مليار ريال (20.5 مليار دولار) خلال عام 2012، وهو ما يجعلها أكبر سوق للسيارات في منطقة الشرق الأوسط، وقد استوردت المملكة في المتوسط نحو 679 ألف مركبة سنويا، وبمعدل نمو سنوي قدره 9.5 في المائة.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).