تضارب حول طلب أميركا «مهلة» للانسحاب من العراق

TT

تضارب حول طلب أميركا «مهلة» للانسحاب من العراق

فيما قال المتحدث الرسمي باسم حركة «النجباء» العراقية، نصر الشمري، إن أميركا طلبت بصورة غير رسمية، عبر وسطاء، مهلة من أجل إتمام الانسحاب من العراق، فإن مصدراً رسمياً نفى إمكانية حصول ذلك كون «عملية الانسحاب من العراق تمت جدولتها طبقاً للحوار الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد، الذي تم بموجبه سحب نحو2700 جندي أميركي».
نسبت وكالة مهر الإيرانية للأنباء إلى الشمري قوله إن الجانب الأميركي في العراق «أصبح محرجاً بعد الضربات الكبيرة التي تعرض لها في أكثر معاقله تحصيناً، وإن الأميركيين في العراق يبحثون عن انسحاب بأقل الخسائر الممكنة». وأضاف الشمري أن الجانب الأميركي «تحدث عن طريق وسطاء بأنه يحتاج إلى مهلة لسحب الـ2000 جندي التابعين له، ونحن ننظر لتصريحاته على أنها مماطلة». وأوضح أن «حركات المقاومة تطالب الأميركيين بانسحاب فوري وإلا فإننا في حل من أي التزامات، ولدينا القدرة على إجبار الأميركيين على الانسحاب».
مصدر رسمي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، نفى تصريحات الشمري، مبيناً أن «مسألة الانسحاب الأميركي من العراق تمت جدولتها عبر الحوار الاستراتيجي بين البلدين، الذي عقدت منه حتى الآن ثلاث جولات وننتظر قريباً عقد الجولة الرابعة». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الإشارة إلى أسمه أو هويته، أن «عدد الأميركيين في العراق قبل بدء عمليات الانسحاب كان 5200 جندي تم انسحاب 2700 منهم خلال الشهور الماضية، والمتبقي منهم الآن في المعسكرات العراقية 2500 مستشار عسكري لا قوات قتالية». وأوضح أن «الجولة المقبلة من الحوار الاستراتيجي سوف تحدد طبيعة ومهام المستشارين المتبقين طبقاً لاتفاقية الإطار الاستراتيجي وفي إطار التحالف الدولي، وبالتالي لن يعود هناك وجود لأي جندي أميركي قتالي».
وكان رئيس تحالف الفتح هادي العامري، ربط بين تردي الخدمات في العراق، بما في ذلك الكهرباء، وبقاء القوات الأميركية في العراق، وهو موقف آخر يتناقض مع إبلاغ الحكومة العراقية مجريات الحوار الاستراتيجي الذي تجريه مع الأميركيين لكل قادة القوى السياسية. العامري، وفي كلمة له ألقاها خلال مهرجان لمناسبة الذكرى المئوية لـ«ثورة العشرين»، قال إن «استقرار المنطقة سيكون باستقرار العراق، الذي لن يشهد ازدهاراً أو استقراراً أمنياً طالما ظل الاحتلال الأميركي موجوداً على أراضينا». ودعا العامري إلى «الضغط باتجاه إخراج الاحتلال الأميركي الذي لا يوجد لديه أي سند قانوني دستوري أو شرعي للوجود على الأراضي العراقية». وأكد أن «المسؤولية الوطنية والتاريخية الحالية هي إخراج القوات الأجنبية المحتلة من العراق وعلى الحكومة العراقية تنفيذ وعودها بإخراج تلك القوات».
وكان جهاز الاستخبارات في الشرطة العراقية أعلن عن إحباطه عملية قصف ثكنة عسكرية قرب مطار بغداد، غربي بغداد، يشك بوجود أميركيين فيها. وقال بيان لخلية الإعلام الأمني إن «وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية والشرطة الاتحادية تمكنت من إحباط محاولة استهداف إحدى الثكنات العسكرية غربي بغداد». وأوضح البيان أن «القوات ضبطت 10 صواريخ نوع غراد في حي الجهاد غربي بغداد، وألقت القبض على أحد المشتبه بهم، وتم التعامل مع هذه الصواريخ من قبل الجهات المختصة».
من جهته، أعلن وزير الدفاع العراقي جمعة عناد الذي رافق رئيس الوزراء في زيارته إلى إيطاليا أن حكومته تواصل مباحثاتها مع إيطاليا، فيما يتعلق باستمرارها تقديم الدعم للعراق في نطاق عضويتها في التحالف الدولي وبعثة «الناتو» في العراق. وطبقاً للوكالة الرسمية العراقية للأنباء فإن عناد ذكر أن «هناك وعوداً إيطالية تتعلق بتدريب القوات العراقية وتقديم الاستشارة لها، فضلاً عن إمكانية الاستفادة من الصناعات العسكرية الإيطالية في تعظيم قدرات الجيش العراقي».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.