مشكلة الكرة الاسكوتلندية غياب مهاجم من الطراز العالمي

فشلت في إنتاج لاعبين موهوبين وعانت من الإهمال الشديد في العقود الماضية

حارس مرمى اسكوتلندا ديفيد مارشال يواسي قائد المنتخب أندي روبرتسون بعد توديع «يورو 2020» (أ.ب)
حارس مرمى اسكوتلندا ديفيد مارشال يواسي قائد المنتخب أندي روبرتسون بعد توديع «يورو 2020» (أ.ب)
TT

مشكلة الكرة الاسكوتلندية غياب مهاجم من الطراز العالمي

حارس مرمى اسكوتلندا ديفيد مارشال يواسي قائد المنتخب أندي روبرتسون بعد توديع «يورو 2020» (أ.ب)
حارس مرمى اسكوتلندا ديفيد مارشال يواسي قائد المنتخب أندي روبرتسون بعد توديع «يورو 2020» (أ.ب)

ربما كان الحديث عن فشل منتخب اسكوتلندا في تجاوز دور المجموعات بإحدى البطولات الكبرى جديداً بعض الشيء، نظراً لأن النقاشات كانت تدور منذ فترة طويلة حول فشل اسكوتلندا في التأهل للبطولات الكبرى من الأساس! لقد خالف المنتخب الاسكوتلندي الحالي، بقيادة المدير الفني ستيف كلارك، هذا الاتجاه ونجح في الصعود لنهائيات كأس الأمم الأوروبية 2020، لكنه سرعان ما أدرك صعوبة اللعب أمام المنتخبات القوية في بطولة لا ترحم، وما يضمنه ذلك من التعرض لانتقادات شرسة، لدرجة أن كلارك الذي كان يتم التغني به ووصفه بأنه بطل قومي في نوفمبر (تشرين الثاني) قد تحول إلى مدير فني فاشل بعقلية تعود إلى عصر الديناصورات!
ومع ذلك، بمجرد استئناف منافسات كرة القدم المحلية في اسكوتلندا في غضون شهر من الآن، سيتم نسيان كأس الأمم الأوروبية 2020 ويبدأ الجميع في الحديث عن الأندية المحلية، وهو أمر مخزٍ في حقيقة الأمر. لقد أسهم المنتخب الاسكوتلندي بقيادة كلارك في رفع الروح المعنوية للبلاد بالكامل بعد النجاح في التأهل لنهائيات يورو 2020 في أمسية كروية لا تنسى في صربيا. واستعادت اسكوتلندا كبرياءها من خلال منتخب كرة القدم.
وتمت إعادة التأكيد على قيمة كرة القدم الدولية كوسيلة للتفاعل والتواصل بين السكان، وكان هناك اهتمام بالغ بين الجميع داخل اسكوتلندا باستعداد المنتخب الوطني لهذه البطولة الكبرى. وعلى ملعب ويمبلي الشهير، قدّم لاعبو المنتخب الاسكوتلندي مستويات تتسم بالنضج ورباطة الجأش، وكانوا يلعبون من أجل تحقيق الفوز وليس مجرد تقديم أداء مشرف أو الحصول على نقطة واحدة من المباراة. واحتشد مشجعو المنتخب الاسكوتلندي في لندن وكانوا يشجعون منتخب بلادهم بكل فخر وكبرياء، وهم يرتدون قمصان الفريق.
لكن المنتخب الاسكوتلندي لم يحصل إلا على نقطة واحدة فقط، ولم يسجل سوى هدف وحيد في المباريات الثلاث التي خاضها في المجموعة الرابعة، ليحتل المركز الأخير في المجموعة ويفشل في تجاوز دور المجموعات. وفي البطولة التي يتأهل فيها 16 منتخباً من الـ24 منتخباً إلى الدور التالي، فشلت اسكوتلندا في التأهل حتى ولو من بين المنتخبات صاحبة أفضل مركز ثالث، وهو الأمر الذي جعل جمهور المنتخب الاسكوتلندي على وسائل التواصل الاجتماعي يشن هجوماً عنيفاً على كلارك واللاعبين.
وأود أن أشير هنا إلى أنه خلال المباراة التي لعبتها اسكوتلندا في بداية مشوارها في البطولة، التي كانت أمام جمهورية التشيك ولعبتها دون نجمها المؤثر للغاية كيران تيرني، أهدر المنتخب الاسكوتلندي العديد من الفرص السهلة التي كان من الممكن أن تغير تماماً نتيجة اللقاء الذي انتهى بفوز جمهورية التشيك بهدفين دون رد. وكان ذلك يعني أن مهمة اسكوتلندا ستكون صعبة للغاية أمام منتخبي إنجلترا وكرواتيا، اللذين يمتلكان خبرات كبيرة في المحافل والبطولات الدولية.
وأصبح إهدار الفرص السهلة هو أكبر مشكلة تواجه المنتخب الاسكوتلندي، حيث تشير الأرقام والإحصائيات إلى أنه سدد أكثر من 40 تسديدة على مرمى المنتخبات الثلاثة التي واجهها، لكنه لم يسجل سوى هدف وحيد! في الحقيقة، لا يجب أن تكتفي اسكوتلندا، التي لها تاريخ طويل للغاية في عالم كرة القدم، بمجرد التأهل للبطولات الكبرى وتقديم أداء مشرف والخروج من الأدوار الأولى، خصوصاً أنها تضم الآن جيلاً من اللاعبين المميزين مثل أندي روبرتسون، وتيرني، وسكوت مكتوميناي، وكالوم ماكغريغور، وجون ماكجين، الذين يمتلكون طموحات كبيرة ولا يكتفون بالمشاركة لمجرد المشاركة. وبعد نهاية المباراة التي حققت فيها كرواتيا فوزاً سهلاً على اسكوتلندا بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد على ملعب «هامبدن بارك»، جلس روبرتسون بمفرده محبطاً على حافة منطقة جزاء اسكوتلندا، بعد موسم شاق لعب خلاله 64 مباراة مع ناديه ومنتخب بلاده.
واتفق الظهير الأيسر لليفربول على الاعتقاد السائد بأن اسكوتلندا لديها العديد من اللاعبين الموهوبين، لكنهم بحاجة إلى إظهار المزيد من الثقة في المحافل الدولية. ومن المؤكد أن روبرتسون وتيرني يملكان القدرات والإمكانات التي تؤهلهما لأن يكونا لاعبين أساسيين ومهمين للغاية في تشكيلة معظم المنتخبات المشاركة في «يورو 2020»، كما أن ماكتوميناي وماكغريغور وماكين وبعض اللاعبين الآخرين في منتخب اسكوتلندا يمكنهم أيضاً اللعب في منتخبات أخرى، بفضل الإمكانات الكبيرة التي يمتلكونها.
ومع ذلك، فإن المشكلة الأساسية التي تواجه المنتخب الاسكوتلندي تظل كما هي ولم تتغير، وهي عدم وجود لاعب من الطراز العالمي في الثلث الأخير من الملعب، ولكي ندرك ذلك يجب أن ننظر إلى التأثير الهائل الذي يتركه لاعب مثل غاريث بيل، وبدرجة أقل آرون رامزي، على منتخب ويلز. لقد كان منتخب جمهورية آيرلندا يؤمن تماماً بأنه يمكنه التفوق على خصمه في الأوقات الصعبة بفضل امتلاكه لاعباً مثل روبي كين، الذي سجل 68 هدفاً في 146 مباراة دولية. وفي المقابل، يتغنى الاسكوتلنديون بأسطورة منتخب بلادهم كيني ميللر، الذي لم يسجل سوى 18 هدفاً في 69 مباراة دولية مع منتخب بلاده!
ولا يقتصر الأمر على هذه البطولة أو هذه الفترة في كرة القدم الاسكوتلندية فقط، حيث لا توجد أي مؤشرات على ظهور لاعب «من الطراز العالمي» في مركز الجناح أو صانع الألعاب أو المهاجم الصريح في اسكوتلندا. إن إصرار كلارك على اللعب بنفس الطريقة التي كان يلعب بها نادي أياكس أمستردام الهولندي في السبعينات من القرن الماضي قد فشل بشكل كبير بسبب إمكانات اللاعبين الذين يعتمد عليهم، خاصة في ظل عدم وجود لاعب من الطراز العالمي قادر على صنع الفارق في الأوقات الصعبة.
هذا، بالطبع، يجعل اللاعب الصاعد بيلي غيلمور مهماً للغاية بالنسبة لمستقبل اسكوتلندا. صحيح أن نجم تشيلسي الشاب لم يستوعب كرة القدم الدولية بسهولة عندما لعب أمام إنجلترا، لكنه يمتلك الرؤية والقدرات التي تجعله لاعباً مؤثراً للغاية في الطريقة التي يلعب بها المنتخب الاسكوتلندي. إن تطور غيلمور، بالإضافة إلى تطور مستوى نجم نادي رينجرز، ناثان باترسون، من شأنه أن يمنح اسكوتلندا بعض الأمل، جنباً إلى جنب مع حقيقة أن كلارك يشرف على تدريب مجموعة من اللاعبين الشباب الذين يمكن أن يتطور مستواهم معاً بمرور الوقت. لقد قال روبرتسون: «ما يهم الآن هو أننا نفعل كل ما في وسعنا لضمان أن تكون هذه بداية رحلة رائعة، وليست النهاية».
ويجب التأكيد هنا على أن واحدة من أكثر الصفات الجيدة التي يتمتع بها كلارك تتمثل في أنه ليس من نوعية المديرين الفنيين الذين يبحثون عن أعذار لتبرير إخفاقهم. وبدلاً من ذلك، نراه دائماً يخرج للدفاع عن لاعبيه في كل فرصة ولا يلقي عليهم أبداً المسؤولية، على عكس المدير الفني السابق للمنتخب الاسكوتلندي جوردون ستراكان، الذي برر إخفاقه بطريقة غريبة للغاية بعد الفشل في التأهل لنهائيات كأس الأمم الأوروبية 2018، حيث أكد أن فريقه لم يتأهل لأسباب وراثية، لأن أجسام اللاعبين صغيرة! وقال: «نحن متأخرون وراثياً، في المنافسات الماضية كنا ثاني أصغر الفرق من حيث أحجام اللاعبين بعد إسبانيا».
وفي الوقت الحالي، سيكون من المنطقي أن نتساءل لماذا تنجح دولة مثل كرواتيا – رغم أن عدد سكانها أقل من عدد سكان اسكوتلندا - في إنتاج لاعبين موهوبين فنياً وبدنياً بشكل مستمر، على عكس اسكوتلندا. ربما يعود السبب في ذلك إلى أن كرة القدم الاسكوتلندية عانت من الإهمال الشديد على مدى العقود الماضية، بالإضافة إلى السجل الصحي السيئ للبلاد! سيكون من الحماقة القول إن كلارك لا يتحمل أي مسؤولية على الإطلاق، ولا يزال الكثيرون يشعرون بالحيرة الشديدة من قراره الغريب بعدم الدفع بتشي آدامز ضد التشيك. كما أن مطالبة ماكتوميناي بالقيام بالعديد من الأدوار المختلفة في خط الدفاع وخط الوسط لم تحقق النجاح المطلوب. وعلاوة على ذلك، فشل المنتخب الاسكوتلندي في استغلال الكثير من الكرات الثابتة التي حصلوا عليها، وهو ما يعني أنهم لم يتدربوا بشكل جيد على هذا الأمر في التدريبات. كما لم تتم الاستفادة بشكل كبير من القدرات الفنية الجيدة للاعبين مثل رايان فريزر وجيمس فورست على طرفي الملعب.
وقال روبرتسون: «كنا نسعى بشدة لأن نصنع المزيد من التاريخ، لكن من المؤلم حقاً أننا لم نتجاوز دور المجموعات». في الحقيقة، يمكن المراهنة على هذا الجيل من اللاعبين المميزين، وتشير الأدلة إلى أن اسكوتلندا يمكنها التأهل للبطولات الكبرى بشكل منتظم خلال الفترات المقبلة، لكنها بحاجة إلى لاعب من الطراز العالمي لكي يصنع الفارق في الأوقات الصعبة!



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.