تمويل سعودي لغذاء 5 ملايين يمني من «الأكثر احتياجاً»

597 مشروعاً نفذها مركز الملك سلمان بتكلفة تجاوزت 3.77 مليار دولار

الدكتور عبد الله الربيعة وديفيد بيزلي لدى لقائهما للتوقيع على برنامج الدعم (واس)
الدكتور عبد الله الربيعة وديفيد بيزلي لدى لقائهما للتوقيع على برنامج الدعم (واس)
TT

تمويل سعودي لغذاء 5 ملايين يمني من «الأكثر احتياجاً»

الدكتور عبد الله الربيعة وديفيد بيزلي لدى لقائهما للتوقيع على برنامج الدعم (واس)
الدكتور عبد الله الربيعة وديفيد بيزلي لدى لقائهما للتوقيع على برنامج الدعم (واس)

وقع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية برنامج تعاون مشترك مع برنامج الأغذية العالمي بقيمة 60 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الغذائية العاجلة للفئات الأكثر احتياجاً في اليمن.
ويأتي الدعم السعودي وفقاً لخطة الاستجابة الإنسانية لعام 2021 وتقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) لمنع حدوث مجاعة في اليمن، حيث وقعت على هامش اجتماع وزراء التنمية لمجموعة العشرين في مدينة برينديزي، جنوب إيطاليا.
ويهدف البرنامج إلى تأمين 68 ألفاً و545 طناً من المواد الغذائية لأكثر من 4 ملايين و900 ألف فرد ممن يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد في محافظات الضالع، البيضاء، الحديدة، الجوف، ذمار، حجة، إب، صعدة، صنعاء، مدينة صنعاء، تعز، أبين، المهرة، حضرموت، ومأرب، ويستمر لـ6 أشهر.
وأكد الدكتور الربيعة المستشار بالديوان الملكي السعودي المشرف العام على مركز الملك سلمان، أن الاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني تشكل أولوية لدى المملكة العربية السعودية، التي دأبت على الوقوف إلى جانب أشقائها في مختلف الأزمات والمحن على حد تعبيره.
ولفت الربيعة إلى أن دعم المملكة لليمن غطى جميع المجالات الحيوية التي من شأنها تخفيف الأزمة الإنسانية الراهنة، وتوفير سبل العيش الكريم للمحتاجين من أبناء الشعب اليمني الشقيق.
وأضاف «البرنامج الموقع مع برنامج الغذاء العالمي سيسهم في توفير الأمن الغذائي لأكبر عدد ممكن من الأسر والأفراد الأكثر احتياجا في مختلف المحافظات اليمنية، ويأتي امتداداً للمشاريع والبرامج الإغاثية والإنسانية التي تقدمها المملكة من خلال المركز لليمن التي بلغت 597 مشروعاً بقيمة تجاوزت ثلاثة مليارات و771 مليون دولار أميركي».
وبحسب الدكتور عبد الله، فإن مركز الملك سلمان للإغاثة نفذ عن طريق برنامج الأغذية العالمي 99 مشروعاً إنسانياً في 24 دولة حول العالم بقيمة تجاوزت مليار و33 مليون دولار، تنوعت بين قطاعات الأمن الغذائي والزراعي، التغذية، والاتصالات في حالات الطوارئ، إلى جانب الخدمات اللوجستية، والتعافي المبكر، والتعليم، مبيناً أن اليمن في صدارة الدول التي تلقت مساعدات من المركز عن طريق برنامج الأغذية العالمي بـ22 مشروعاً تجاوزت قيمتها 961 مليون دولار.
من جانبه، أشاد ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي بالدعم الكبير التي تقدمه السعودية لحفظ حياة الملايين من المحتاجين في اليمن، مبيناً أن المساهمة السعودية الأخيرة سيكون لها أثر ملموس في تلبية احتياجات الشعب اليمني.
وتابع «نحن ممتنون للمملكة العربية السعودية على هذه المساهمة التي تشتد الحاجة إليها في العملية التي يقوم بها برنامج الأغذية العالمي لإنقاذ الأرواح، والتي دونها لا يمكن أن تستمر استجابتنا الإنسانية واسعة النطاق والمعقدة في البلاد».
ولفت المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي إلى الشراكة الإستراتيجية المميزة مع مركز الملك سلمان للإغاثة التي ستستمر وستزداد رسوخاً في المستقبل، مضيفاً أن هذا التعاون يهدف إلى تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين وحمايتهم أينما كانوا خصوصا في ظل جائحة كورونا.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.