تونس: انتقادات لرئاسة البرلمان بعد الاعتداء على عبير موسي

الأمن التونسي يمنع مظاهرة لمناصري «الحزب الدستوري الحر» من التوجه إلى البرلمان الشهر الماضي (إ.ب.أ)
الأمن التونسي يمنع مظاهرة لمناصري «الحزب الدستوري الحر» من التوجه إلى البرلمان الشهر الماضي (إ.ب.أ)
TT

تونس: انتقادات لرئاسة البرلمان بعد الاعتداء على عبير موسي

الأمن التونسي يمنع مظاهرة لمناصري «الحزب الدستوري الحر» من التوجه إلى البرلمان الشهر الماضي (إ.ب.أ)
الأمن التونسي يمنع مظاهرة لمناصري «الحزب الدستوري الحر» من التوجه إلى البرلمان الشهر الماضي (إ.ب.أ)

وجه عدد من قيادات أحزاب المعارضة التونسية انتقادات شديدة إلى رئاسة البرلمان، على خلفية اعتداء نائب بالضرب على رئيسة «الحزب الدستوري الحر» عبير موسي، واعتبر بعضهم أن المجلس «فقد مشروعيته السياسية».
وكان نائب يدعى الصحبي سمارة، وهو عضو سابق في «كتلة ائتلاف الكرامة» المحسوبة على تيار الإسلام السياسي، صفع موسي مرتين خلال جلسة البرلمان، أول من أمس.
وشدد عدد من قادة المعارضة على أن البرلمان الحالي برئاسة رئيس «حركة النهضة» راشد الغنوشي «لم يعد معبّراً عن الإرادة الشعبية للتونسيين»، داعين إلى «إيقاف هذا النزيف عبر إعادة الأمانة إلى الشعب».
وقالت القيادية في حزب «التيار الديمقراطي» المعارض سامية عبو إن هذا الاعتداء يمثل «فضيحة وعاراً لا يجب أن يمر من دون عقاب»، فيما دعا النائب عن «الدستوري الحر» علي الطياشي إلى التحرك الفوري للنيابة العامة، والتدخل في جريمة ارتكبت تحت أنظار الجميع.
ودعا «المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة»، وهو مرصد حقوقي مستقل، النيابة العامة إلى تتبع نائبين في البرلمان بعد اعتدائهما بالعنف تحت القبة على النائبة موسي. وشدد على أن «العنف اللفظي في البرلمان بقي من دون محاسبة». وأدان موقف رئيس البرلمان المحتشم وموقف رئيس الحكومة الذي عمد إلى «تمييع الأحداث بالتعرض إلى الاعتداء الذي تعرض له بعض أعضاء الحكومة».
يذكر أن رئاسة الحكومة عبّرت عن إدانتها للاعتداء الذي تعرضت له النائبة عبير موسي، معتبرة أنه «اعتداء على المرأة وعلى مكتسباتها التي تحققت بفضل نضالات نساء تونس». وأكدت «رفضها المطلق لكل الممارسات المخلة بالنظام الديمقراطي في تونس التي تمس باستقرار الدولة وبالسير العادي لعمل مؤسساتها، أياً كان مأتى تلك الممارسات».
وذكرت الحكومة أنها «كانت قد أدانت الاعتداء الذي لحق بوزيرة التعليم العالي، وأدانت اليوم الاعتداء الذي تعرضت له وزيرة المرأة والأسرة»، في إشارة إلى واقعة تعطيل نواب في «الدستوري الحر» جلسة كانت تحضرها الوزيرة وترديد هتافات حادة ضدها قبل أسبوعين. وأكدت أن «العنف اللفظي والمادي مرفوض مهما كانت أسبابه ومهما كان مصدره».
ودعت رئاسة الحكومة إلى «الابتعاد عن مثل هذه الممارسات التي ما فتئت تتفاقم يوماً بعد يوم وإلى ضرورة الاحتكام إلى الرصانة والتعقل في التفاعل مع اختلاف الرؤى ووجهات النظر».
من جهة أخرى، لم تعلق السلطات على اتهام هيئة الدفاع عن المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، لأطراف في أجهزة الدولة، خصوصاً القضاء، بـ«التستر» على مَن يقفون وراء اغتيال بلعيد والبراهمي في 2013.
وكان عضو الهيئة المحامي الناصر العويني قال، في مؤتمر صحافي، مساء أول من أمس، إن «التعتيم على ملفات الإرهاب الواردة في تقرير التفقدية العامة لوزارة العدل حول القاضيين البشير العكرمي، وكيل الجمهورية السابق، والطيب راشد وأيضاً ملفات التسفير (للقتال مع التنظيمات المتطرفة في الخارج) وغيرها، يؤكد أن الدولة وأجهزتها، خصوصاً القضاء أو الجزء الأكبر منه، تتستر على الإرهاب».
واتهم العكرمي بـ«تعمد إخفاء أدلة، وربما إتلاف البعض منها». واعتبر أن «هناك رغبة في مجلس القضاء العدلي» في «التعتيم على ملف العكرمي وإخراجه مثل الشعرة من العجين رغم آلاف الملفات التي تدينه». واتهم العكرمي بأنه «كان يشرف على سياسة التستر على الإرهاب في تونس». وتعهد بنشر التقرير «ليطلع الرأي العام على الحقائق الدامغة».
إلى ذلك، أعلن حزب «التكتل الديمقراطي» المعارض، رفضه دعوات تغيير التوازن بين الرئاسات الثلاث والصلاحيات الدستورية الممنوحة لكل طرف في السلطة، وتمسك بضرورة تغيير القانون الانتخابي «بشكل يسمح بتحصين الديمقراطية من الفساد وبوصول أغلبية تتحمل مسؤولياتها وتنفذ برنامجها».
يأتي ذلك إثر دعوة الرئيس قيس سعيد إلى تغيير النظام السياسي وتعديل القانون الانتخابي، علاوة على تشكيل «جبهة الاستفتاء» التي تدعمها أحزاب وشخصيات يسارية تتقاطع في مواقفها مع خيارات الرئيس.
وانتقد «التكتل» الذي يضم في صفوفه رئيس الحكومة السابق إلياس الفخفاخ، أداء الحكومة الحالية بشدة، وقال إنها «حكومة فاشلة وجبانة كبّدت التونسيين خسائر في الأرواح وحطمت المنظومة الصحية، وفككت النسيج الاجتماعي والاقتصادي، وهو ما أدى إلى فشل منظومة الحكم الحالية بشقيها البرلماني والحكومي، في حل الأزمات التي تلاحق التونسيين».
وعبّر رئيس «التكتل» خليل الزاوية عن استنكاره «التعتيم الذي تمارسه الأغلبية الحاكمة على تعهدات الدولة تجاه المانحين الدوليين، خصوصاً صندوق النقد الدولي، فيما يتعلق ببرنامج الإصلاح المزعوم المقتصر على رفع الأسعار وحماية اللوبيات والمعتاشين على حساب الطبقات الوسطى والفقيرة والمؤسسات المتوسطة والصغيرة».
وقال الزاوية لـ«الشرق الأوسط» إن «البرلمان عجز عن القيام بدوره في مراقبة الخيارات اللاشعبية واللاوطنية لحكومة المشيشي، وانحرف نحو العبث والصراعات العقيمة والفئوية والشخصية». ودعا إلى «إيقاف الانهيار على جميع المستويات».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.