في الوقت الذي كشفت فيه مصادر إسرائيلية، أن غالبية حوادث الإجرام التي ينتكب بها المجتمع العربي في إسرائيل، هي من صنع عملاء الاحتلال، حكمت محكمة حيفا المركزية على مواطن من قطاع غزة، وسام أبو الحسنة الفلسطيني (44 عاما)، بالسجن المؤبد و5 سنوات أخرى تحت المراقبة، بتهمة قتل الفتى عادل الخطيب (17 عاما) من سكان شفا عمرو.
وتبين خلال المحاكمة أن أبو الحسنة، خطف الفتى المغدور، السنة الماضية، وطالب ذويه بدفع فدية لإطلاق سراحه، ثم قام بقتل الفتى عن طريق طعنه بسكين 21 طعنة. وقررت المحكمة في حكمها أيضاً، بإلزام القاتل بدفع تعويض قدره 285 ألف شيكل لأسرة الضحية، مؤكدة أن المجرم أقدم على جريمته بدم بارد، فخطط لها مسبقا وراح يفاوض الأهل على ابنهم بعد أن طعنه وقتله، وبذلك تلاعب بأعصابهم بشكل سادي. وقالت إن هذه الجريمة، تمت فقط، بغرض جني المال وبدافع الجشع.
في السياق، كشفت «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي، أمس الخميس، نقلاً عن مصادر في الشرطة الإسرائيلية، أن معظم مرتكبي الجرائم في المجتمع العربي هم من المتعاونين مع جهاز «الشاباك» الإسرائيلي، والعملاء السابقين للاحتلال، ويتمتعون بالحصانة. وقد أثار هذا الكشف ردود فعل غاضبة في صفوف المواطنين العرب وقيادتهم السياسية والمجتمعية. وقال أحدهم: «حصانة قادة الجريمة في المجتمع العربي أكبر من حصانة أعضاء الكنيست العرب».
وقال رئيس لجنة المتابعة العليا العربية محمد بركة: إن «سياسات إسرائيل تشجع على انتشار الجريمة من أجل الضغط على المواطنين العرب سياسيا. فالشاباك (جهاز المخابرات العامة)، يعطي مساحة واسعة للمجرمين من أجل إلهاء الجمهور العربي عن القضايا الرئيسية. فهذه السياسات تتخذها إسرائيل لمساعدتها في السيطرة على الأراضي والتمييز العنصري ضد السكان». وأضاف: «نحن لم نفاجأ بهذا الخبر، وكنا قد أشرنا دائما إلى دور الشاباك في دعم الجريمة في الوسط العربي سابقاً لكن الجديد اليوم أن مصادر الشرطة الإسرائيلية نفسها أكدت ذلك».
وقال جعفر فرح، مدير مركز «مساواة» لحقوق المواطنين العرب في إسرائيل، إن «الشاباك يعمل بأوامر المستوى السياسي الذي عليه أن يقرر مكافحة السلاح غير القانوني والجريمة المنظمة. هذه المعلومات لم تفاجئ أحدا، الجميع يعلم أن في أوساط منظمات الجريمة متعاونين كثرا مع الشاباك، وتسريب هذه المعلومات تم بعلم الشاباك، وهذه رسالة للجمهور العربي مفادها: «نحتاج لمخبرين في الأوساط العربية. تعاملوا معنا نقدم لكم الحماية».
المعروف أن الحكومة الإسرائيلية ترعى ألوف العملاء السابقين والحاليين، من فلسطينيين ولبنانيين وسوريين وعرب آخرين ممن تم انفضاح أمرهم. وأقامت لهم مستوطنة خاصةً في قطاع غزة تدعى الدهنية. وعندما انسحبت إسرائيل من القطاع في العام 2005، أخذتهم معها وحاولت إسكانهم في البلدات العربية بين فلسطينيي 48. ولكن الأهالي رفضوهم وأقاموا حملة شعبية ضدهم، أولا لأنهم يعتبرونهم خونة، وثانيا لأنهم يمارسون أخلاقيات غريبة عن القيم العربية. وقد أدى ذلك إلى تنامي شعور بالحقد بين العملاء، ضد العرب، فراحوا يمارسون الجريمة. ولكن اليهود أيضاً لم يسلموا من هذه الجريمة.
السجن المؤبد لرجل من غزة قتل فلسطينياً من شفا عمرو
غالبية الإجرام بين عرب إسرائيل بقيادة عملاء سابقين
السجن المؤبد لرجل من غزة قتل فلسطينياً من شفا عمرو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة